لا زال القتل بحق المسلمين في ميانمار مستمراً، والمجازر المتنقلة في الولايات لا زالت على نفس السياق، إلا أن ما ينقله سكان ميانمار من الداخل هو أن ولاية روهينكا في منطقة أراكان تسجل الرقم الأكبر في عدد الضحايا بسبب المجازر والقتل المنهجي الذي يتبعه النظام البورمي هناك، بحسب ما جاء على لسان مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاري التي ذكرت في آخر تقرير لها أن هناك أكثر من 650 مسلماً من أصل 800 ألف قتلوا في ولاية روهينا منذ بدء المجازر المتنقلة في ميانمار.
ميانمار: سكان ولاية روهينجا المسلمون الأكثر مظلومية
وبسبب التعتيم الإعلامي عما يجري في ميانمار تمكنت "الانتقاد" بطريقة خاصة من التواصل مع ناشطين في الداخل من أجل نقل الحقيقة وإظهار المظلومية التي يعاني منها سكان ميانمار المسلمون. وقد نقل الناشط محمد معصوم لموقعنا تفاصيل حول ما يجري للنازحين من ولاية روهينا البالغين أكثر من 100 ألف نازح، ويقول: "يحاول النازحون اللجوء إلى معابد الرهبان البوذيين الذين كانوا يقفون في وجه النظام وينظمون المظاهرات والاعتصامات". ويواصل كلامه وفي صوته حشرجة فيها ألم شديد وحسرة: "كنا نحن المسلمين نساعدهم وندعمهم، ولكن الرهبان لم يستقبلوا النازحين، لا بل قاموا بطردهم عن ابواب المعابد، ولم يقدموا الطعام والماء للأطفال والنساء النازحين والجائعين. كما ان هناك جمعيتين كبيرتين يديرهما الرهبان قامتا بتحريض الناس على عدم تقديم المساعدة للمسلمين بحجة النأي بالنفس عما يجري، واتخذوا موقف المتفرج فقط"!
كما ان أونغ سان سو كيي، تلك المرأة الناشطة المشهورة التي تناهض النظام منذ أكثر من عقدين من الزمن وقد سجنت وعانت الكثير، وتدعمها الأمم المتحدة والغرب، ويحضّرونها لتكون رئيسة ميانمار المستقبلية كونها تتحدث عن الديمقراطية والحريات، ينتقد المسلمون في ميانمار موقفها المحايد، كما يقول معصوم: "عندما طلبنا منها المساعدة والإفصاح عن رأيها عما يجري بحق المسلمين في ميانمار، وعما إذا كانت مستعدة لتقديم المساعدة لنا، امتنعت عن الإجابة! وعندما أرسلنا لها رسالة نسألها هل هي تعترف بنا كمواطنين مثلها وهل تعترف بأن لنا الحق بالعيش في ميانمار بالشروط التي تنادي بها في تحركها ضد الحكم البورمي وهي الديمقراطية والحرية، كان جوابها مفجعاً لنا عندما قالت إنها لا تعلم، وليست متأكدة من أننا مواطنون بورميون! وأضافت أن هناك شروطاً للمواطنية يجب توافرها لدى الجميع، ولم تفصح عن هذه الشروط". ما قالته سان سو كي تضعه الناشطة البورمية فاطمة تسوما في حديثها لـ"الانتقاد" في خانة الحملة الانتخابية الخاصة بسان سو كي حيث إنها تحشد جماهيرها البوذيين للتصويت لها في انتخابات 2015 لرئاسة البلاد، ولو أن لديها الجرأة لقالت علنا إنها لن تكسب أصوات البوذيين لو انها دعمت حقوق المسلمين" .
ما يزعج المسلمين في ميانمار هو موقف هؤلاء الناشطين من قضيتهم، وخاصة سان سو كيي التي تذكر دائماً نلسون مانديلا كنموذج في خطاباتها وتتأسى به كي تكسب شعبية أكبر، ولكنها تكذب لأن مانديلا لا يمكن له أن يتخلى عنا لو كان مكانها كما يقول معصوم في نقده لموقفها المنافي للإنسانية والمغاير لشعاراتها الداعية إلى الديمقراطية والحرية.
أكثر من نصف مليون مسلم من ولاية روهينا وحدها هاجروا إلى بنغلادش، الجار الفقير ويعيشون حالة مزرية للغاية بسبب الفقر وانعدام المسكن والمأكل والملبس، ولا وجود هناك لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على غرار ما تقوم به الأمم المتحدة في الحروب في العالم، وعلى غرار ما تقوم به الآن فيما خص سوريا، ودعمها للمعارضة السورية، حيث نراها تقيم المعسكرات والمخيمات لتشجيع السوريين على ترك بلدهم وتقوم بحملة دعائية ضد النظام السوري لاستعطاف العالم مع المعارضة، واظهار القضية الإنسانية الملحة من خلال مخيمات اللاجئين، بينما في ميانمار لا وجود للأمم المتحدة أو لأي تحرك انساني تجاه النازحين او أي موقف سياسي تجاه ما يجري من مجازر في الداخل!
المصدر / العهد
وبسبب التعتيم الإعلامي عما يجري في ميانمار تمكنت "الانتقاد" بطريقة خاصة من التواصل مع ناشطين في الداخل من أجل نقل الحقيقة وإظهار المظلومية التي يعاني منها سكان ميانمار المسلمون. وقد نقل الناشط محمد معصوم لموقعنا تفاصيل حول ما يجري للنازحين من ولاية روهينا البالغين أكثر من 100 ألف نازح، ويقول: "يحاول النازحون اللجوء إلى معابد الرهبان البوذيين الذين كانوا يقفون في وجه النظام وينظمون المظاهرات والاعتصامات". ويواصل كلامه وفي صوته حشرجة فيها ألم شديد وحسرة: "كنا نحن المسلمين نساعدهم وندعمهم، ولكن الرهبان لم يستقبلوا النازحين، لا بل قاموا بطردهم عن ابواب المعابد، ولم يقدموا الطعام والماء للأطفال والنساء النازحين والجائعين. كما ان هناك جمعيتين كبيرتين يديرهما الرهبان قامتا بتحريض الناس على عدم تقديم المساعدة للمسلمين بحجة النأي بالنفس عما يجري، واتخذوا موقف المتفرج فقط"!
كما ان أونغ سان سو كيي، تلك المرأة الناشطة المشهورة التي تناهض النظام منذ أكثر من عقدين من الزمن وقد سجنت وعانت الكثير، وتدعمها الأمم المتحدة والغرب، ويحضّرونها لتكون رئيسة ميانمار المستقبلية كونها تتحدث عن الديمقراطية والحريات، ينتقد المسلمون في ميانمار موقفها المحايد، كما يقول معصوم: "عندما طلبنا منها المساعدة والإفصاح عن رأيها عما يجري بحق المسلمين في ميانمار، وعما إذا كانت مستعدة لتقديم المساعدة لنا، امتنعت عن الإجابة! وعندما أرسلنا لها رسالة نسألها هل هي تعترف بنا كمواطنين مثلها وهل تعترف بأن لنا الحق بالعيش في ميانمار بالشروط التي تنادي بها في تحركها ضد الحكم البورمي وهي الديمقراطية والحرية، كان جوابها مفجعاً لنا عندما قالت إنها لا تعلم، وليست متأكدة من أننا مواطنون بورميون! وأضافت أن هناك شروطاً للمواطنية يجب توافرها لدى الجميع، ولم تفصح عن هذه الشروط". ما قالته سان سو كي تضعه الناشطة البورمية فاطمة تسوما في حديثها لـ"الانتقاد" في خانة الحملة الانتخابية الخاصة بسان سو كي حيث إنها تحشد جماهيرها البوذيين للتصويت لها في انتخابات 2015 لرئاسة البلاد، ولو أن لديها الجرأة لقالت علنا إنها لن تكسب أصوات البوذيين لو انها دعمت حقوق المسلمين" .
ما يزعج المسلمين في ميانمار هو موقف هؤلاء الناشطين من قضيتهم، وخاصة سان سو كيي التي تذكر دائماً نلسون مانديلا كنموذج في خطاباتها وتتأسى به كي تكسب شعبية أكبر، ولكنها تكذب لأن مانديلا لا يمكن له أن يتخلى عنا لو كان مكانها كما يقول معصوم في نقده لموقفها المنافي للإنسانية والمغاير لشعاراتها الداعية إلى الديمقراطية والحرية.
أكثر من نصف مليون مسلم من ولاية روهينا وحدها هاجروا إلى بنغلادش، الجار الفقير ويعيشون حالة مزرية للغاية بسبب الفقر وانعدام المسكن والمأكل والملبس، ولا وجود هناك لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على غرار ما تقوم به الأمم المتحدة في الحروب في العالم، وعلى غرار ما تقوم به الآن فيما خص سوريا، ودعمها للمعارضة السورية، حيث نراها تقيم المعسكرات والمخيمات لتشجيع السوريين على ترك بلدهم وتقوم بحملة دعائية ضد النظام السوري لاستعطاف العالم مع المعارضة، واظهار القضية الإنسانية الملحة من خلال مخيمات اللاجئين، بينما في ميانمار لا وجود للأمم المتحدة أو لأي تحرك انساني تجاه النازحين او أي موقف سياسي تجاه ما يجري من مجازر في الداخل!
المصدر / العهد
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://arakanna.com/wp_arakanna/1189/