وكالة أنباء أراكان ANA:
بقلم/سليمة بنوس
هناك من يكتّف يديه بعد كلّ خبر بائس ينتظر أمريكا وغيرها من الدول الخارجة عن الملة؛ حتّى تتدخل لتنصف وتوقف هذه المهازل والجرائم المرتكبة بحق المسلمين في بورما.
و هو متأكد في قرارة نفسه أن لا قيمة لدماء المسلمين عندهم وهم جميعهم ملّة والمسلمون وحدهم ملّة، وفي النهاية هو يكذب على نفسه حتّى لا يستجيب لصوت ضميره و لا يتكبّد عناء إعانتهم، ولو تجاوزنا عن مجرم واحد سيتكاثر المجرمون، ولو سكتنا عن جريمة ستكون هناك جرائم كثيرة، ونحن نفعل كل هذا مع ما يحدث لنا دائماً، لا نسد الشقوق بل نوهم أنفسنا بأننا لا نراها، أو نستمر في العويل و الصراخ بِـ ” هناكَ شقّ ” !.
سؤال لضميرك … ما الذي دعا البوذ إلى التطاول على المسلمين، وعلى أعراضهم، وأموالهم، إلى أن بدؤوا بإبادتهم تماماً ؟
تجاهل ذلك السؤال بسؤال آخر، هل دافع عنهم أحد وطالب بإقامة العدل ورد الحق ؟ لا أحد صحيح ؟
هذه مشكلتنا أننا نسكت في الوقت الذي يجب فيه أن نتكلم و نتكلم في الوقت الذي يكون فيه السكوت من ذهب .
شاهدت مقطعا لأربعة شبان يغتصبون فتاة روهنجية مسلمة وهي تستنجد في ملاجئ تايلند، قاموا بتصوير الجريمة وإرساله إلينا.
ليت أمي لم تلدني …قرأتَها ثم شعرتَ بأنهُ خبر مألوف كالعادة لا جديد / لو سمحت ابدأ باستقبال التعازي على غَيرتك
لنضرب مثلاً :
القاتل يظن القتل مألوفاً بعينه وربما عادة ، لكن كلّ المقتولين قُتلوا مرة واحدة لم يألفوا على ذلك وكلهم تألموا على حدة.
لا تكن مجرماً فتمّر مصائب كهذهِ مرور الكرام على قلبك، وضع نفسكَ مكان الضحيّة، أنتَ كمسلم مع المسلمين الآخرين لا بدّ أن تشعر بشعور ” الجسد الواحد “.
لم تُخلق أخوة الدين إلا لنشعرَ ببعض، ونردّ عن بعض، و نتألم مع بعض، و نذود عن أوطانِ بعض،
لنعد للتغريدة : هذهِ المغتصبة ما ذنبها ؟ على أي جريمة عوقبت ؟ ليتها ماتت قبل هذا !
إن هان حال نسائنا في أعيننا فهل تتوقع أنهم سيأبهون لهن ؟ نحن بصفّ العدو إن سكتنا ونعلن الرضى بما يحصل بهذا السكوت الجماعيّ.
عندك سيف ؟ أخرجه ، لك صوتٌ ؟ ارفعه ، لكَ دين ؟ انصره !
في كل الأحوال ميتٌ أنت، فلا تمت جباناً !!!