وكالة أنباء أراكان ANA:
بقلم/ نادية الأركاني
تغيرت ملامح الحياة ذات الألوان الزاهية ، في أرض الأبرياء أراكان الطهر ، ذات الجنان المخضرة الناضرة ، وينابيع المياه الصافية ، إلى رمادي عبوس بين مستنقع البؤس ووحشة الظلام. لا تكاد تسمع سوى آهات وصرخات صغارها وعويل نسائها ..
آهات وزفرات تخرج بضيق رغم سعة هذا الكون إلا أن الوجوه بائسة ، الأروح يائسة ،
جنائز حية تتقلب بين دور الشقاء .. وأرصفة الرجاء .. تتشبث أملا بالبقاء في هذه الحياة!!
تلك الأرواح اليائسة لم تطأ أقدامها موطئا إلا ونحرت بلا رأفة ، وزجرت بقسوة ..
وكأن القلوب تبدلت إلى حجر وجمر ..
آه ما أشد وأقسى أن تعيش على أعتاب وطن لا يؤمن بوجودك في هذه الحياة..
آه ما أشد وأقسى أن تعيش شريدا تبحث عن مأوى مدى الحياة ..
بلاد المهجر: “رفقا رفقا” .. الروهنجيا أرواح مستنفرة ، لا تدفعوا بهم إلى لجج البحار وظلمات ثلاث .. حفاة ، عراة ، جياعا .. تنتزع أرواحهم انتزاعا ..
رفقا بهم رفقا.. الروهنجيا في وجه الرحيل صامدون ..
ولو نسجت من أحرفي المبعثرة نظما وشعرا في رثائك يا موطني ما اكتفيت ..
إن جراحك لا تلتئم من ذكر بعض من عنائك ووعثائك ..
أراكان يا رمادية اللون ..