بقلم/ عبد العزيز مرضاح
وكالة أنباء أراكان ANA :
موقف مؤثر” في عام 2012 اتجهنا إلى إحدى القرى النائية والفقيرة على حدود بنغلاديش مع الهند، ولا أخفيكم عن صعوبة الوصول إليها، وكان هدفنا توزيع ناموسيات وبعض المواد الغذائية بعد موسم الفيضانات والناموسية: قطعة من قماش الشيفون تحمي من لدغ الحشرات والدواب أثناء النوم، وبعد أن وفقنا للتوزيع لأهل القرية وقبل انطلاقتنا إلى قرى أخرى، بادرت بسؤال عمدة القرية هل الجميع استلموا المساعدات؟ فقال: نعم فأعدت عليه السؤال… أكيد؟ قال: نعم، إلا بيت فيه عجوز وحيدة ، لا نظن أنه من المناسب إعطاؤها مواد تكفي لعائلة كاملة، لهذا لم نعطها؛ فأخبرته أن يأخذني إلى بيتها؛ فإذ به عشة من بقايا الخشب والزنك وقطع البلاستيك فطرقت عليها فإذ بعجوز كبيرة في السن قد احدودب ظهرها تخرج لنا متفأجاة بنا؛ فقدمت لها الناموسية وأخبرها المترجم أننا أبناؤها من المسلمين أحببنا زيارتها وإهداءها ذلك، فانفجرت باكية رافعة أكفها للسماء ويتلعثم لسانها بكلمات فأخبرت أنها تدعوا لنا ثم قالت : أنا هنا أعيش على بقايا طعام الناس ومنذ سنوات لم يطرق أحد بابي ليسأل عني فزوجي مات وليس لي ذرية والله إنني فرحة بزيارتكم أكثر من عطائكم ثم فاجأتني بانحناءتها لتقبل قدمي فمنعتها وكانت متأثرة وتقول: دعني أقبل الأقدام التي جاءت بك إلى هنا من أجلنا.. . لتعلمني درسا أن الأثر النفسي أكثر من الأثر المادي ولهذا أخبرنا عليه الصلاة والسلام “أن تبسمك في وجه أخيك صدقة” . والله أمرنا فقال ﴿وأما السائل فلا تنهر﴾ فالجود بالمشاعر أولى من الجود بالمال وإدخال السرور لقلب مسلم من أعظم القربات، فاترك أثرا جميلا أينما اتجهت.. بابتسامتك .. بأخلاقك.. بتعاملك .. ولا تحقرن من المعروف شيئا.