مسلمو بورما وحرب الابادة؟!
يعيش الأقلية المسلمة في بورما مأساة حقيقية من قبل البوذيين وبتواطؤ وتأييد بل وصمت متعمد من قبل الحكومة البورمية التي باركت هذه المذابح ولم تحرك ساكنا أمام هذه الجرائم البشعة، فهي لم تحترم الأديان ولم تعر اي اهتمام للنداءات واصوات العقل التي طالبت الحكومة في بورما بالتدخل وعدم السكوت على ذلك الظلم لكون ما يحدث في البلاد يتنافى مع حقوق الانسان وحرية الاديان!!.
وقد كانت هناك بعض المحاولات العربية والاسلامية والدولية لوقف هذه المجازر التي ترتكب بحق المسلمين اولا وبحق الانسانية ثانيا، فكانت زيارة رئيس وزراء ووزير خارجية تركيا الى بورما لتحريك القضية والدفاع عن المسلمين هناك، كما كانت الجمعيات الخيرية والانسانية في منطقة الخليج اول من تحرك ماديا ومعنويا لانقاذ ما يمكن انقاذه لايقاف قتل المسلمين.
ولا شك أن زيادة أعمال العنف ضد المسلمين سيزيد من عدم استقرار هذا البلد الذي لم يحترم حقوق الغير ولم يعط اي اعتبار للديانة الاسلامية التي هي جزء لا يتجزأ من الديانات المعتمدة في بورما رغم الاحقاد من قبل البوذيين والعمل على تصفية المسلمين بكافة السبل.
والأمر المحزن في هذه القضية ان “منظمة العالم الاسلامي” ما زالت مغيبة عن قضية ذبح المسلمين في هذا البلد، وكان من واجبها الاسراع الى عقد احد المؤتمرات العالمية لمناقشة الاساءة للاسلام وتشريد وذبح من يعتنق الاسلام في بلد يجب ان يحترم الاديان ولا يعمل على استخدام كافة وسائل العنف لابادتهم واخراجهم من وطنهم عن طريق القوة. هذا بالرغم من وجود بعض الجهود غير المفعلة حيث كان الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي ” اكمل الدين احسان اوغلي ” قد دعا الى ارسال بعثة تقصي حقائق الى بورما للتحقيق في ” المذابح والانتهاكات ” التي ترتكبها السلطات البورمية بحق اقلية الروهينجيا المسلمة في هذا البلد.
واللافت للنظر ان المؤسسات والمنظمات الدولية تخاذلت كثيرا عن انقاذ الموقف واعادة الحقوق للمسلمين الذين تشن الحرب ضدهم بتصفيتهم واجبارهم على الرحيل ليتركوا وطنهم والسبب انهم ممن يعتنق الديانة الاسلامية.
من هنا لابد لمجلس الامن من اصدار قرار ملزم لحكومة ميانمار لايقاف قتل وتشريد المسلمين، مع مد يد العون لهم من قبل المنظمات الدعوية والخيرية والاغاثية الشعبية والرسمية لهؤلاء المضطهدين في ظل غياب الضمير العالمي الذي يتحمل المسئولية كاملة لايقاف المذابح والتهجير للمسلمين في بورما مع ايقاف كافة الاعمال الارهابية والوحشية والاعتداءات اللا الانسانية ضد المسلمين والتي تأتي بصورة غير شرعية وتخالف كل الاعراف والقوانين الدولية والمبادئ الاخلاقية.
المصدر/ بوابة الشرق