وكالة أنباء أراكان ANA : (سبق)
– يُستغلون للقيام بالأعمال التي لا يرغبها الهنود.. ويُبخسون حقهم ويُحرمون من رواتبهم.
– يعانون من ظروف معيشية قاسية.. لا يملكون أوراقاً ثبوتية ويفتقدون أبسط الحقوق الإنسانية.
– منظمة حقوق الإنسان: الهند لا تعترف رسمياً بهم.. و”الروهنغيا” الأكثر عرضة للخطر.
– لاجئة: “كل بلد يركلنا ككرة القدم والناس يلعبون بنا من دولة إلى أخرى”.
تتعقد الحياة البائسة لشعب “الروهنغيا” المسلم عاماً بعد عام، وتزداد معاناته الإنسانية مع مرور الوقت؛ في ظل تجاهل العالم لنداءاته الحزينة، واستغاثته المبكية، وعجز المنظمات الإنسانية والدولية عن معالجة مأساته المستمرة منذ أكثر من 25 عاماً.. هذا الصمت غير المبرر من دول العالم الكبرى عن تحديد مصير هذا الشعب المسلم المضطهد ورفع الظلم عنه، يُعَد تخاذلاً وتواطأ بكل المعايير الإنسانية والأخلاقية مع السلطات “البورمية” -لظروف اقتصادية واعدة في ميانمار- التي تمارس الاضطهاد البوذي ضد المسلمين، وترتكب المجاوز الدموية والعنف المستمر، وتحرمهم من أبسط احتياجاتهم وحقوقهم الأساسية، وتدفعهم للهجرة قسراً من مدنهم وقراهم في ولاية “أراكان” البورمية إلى مخيمات دول الجوار المتهالكة، أو إلى الهروب في “مراكب الموت” والغرق في البحر.
المخيمات الهندية
وتتجدد مآسي “الروهنغيا” المجبرين على الهجرة بحثاً عن حياة أفضل، وتتضاعف معاناتهم حالياً في مخيمات اللاجئين الهندية؛ حيث ترتفع أصوات ونداءات منظمات إنسانية، وناشطون اجتماعيون دوليون عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ داعية منظمة الأمم المتحدة إلى تقديم الإغاثة الإنسانية فوراً للاجئين “الروهنغيا” في الهند، الذين يعانون من ظروف معيشية قاسية؛ فلا هم يملكون أوراقاً ثبوتية، ولا هوية قانونية، ولا خدمات، ويفتقدون لأبسط الحقوق الإنسانية.
سيئة للغاية
وتشير تقارير دولية صادرة من “منظمة حقوق الإنسان، وأطباء بلا حدود، ومنظمة الصحة العالمية”، إلى أن أوضاع اللاجئين “الروهنغيا” في الهند سيئة للغاية؛ فهم يعيشون منذ 3 سنوات في مخيمات مُوَزّعة على مشارف عدد من الولايات الهندية، ويُستغلون للقيام بالأعمال التي لا يرغبها الهنود؛ كجمع القمامة وبيعها، ودباغة الجلود، وأعمال أخرى لا أخلاقية، أو القيام بأعمال يدوية وحرفية متدنية جداً، وعادة يُبخسون حقهم، ويُحرمون من رواتبهم، وليس لهم أي حماية قانونية أو إجراءات للتظلم كالآخرين، كما يتم حجز أطفالهم في مراكز الاحتجاز، ومعظمهم لا يكسبون ما يكفي من المال في الولايات الهندية التي هاجروا لها قسراً؛ بل إن بعضهم يعيش على الصدقة والتسول.
المتاجرة بالنساء
ويشتكي كثير من اللاجئين “الروهنغيا” من أن ما تُقَدمه مفوضية الأمم المتحدة لهم من معونات لم تَعُد تسد حاجتهم، ومن قيام بعض العصابات الهندية بخطف النساء والفتيات “الروهنغيات” والمتاجرة بهن في الأسواق السوداء؛ مما جعل حياتهم غير آمنة، ومهددة بالخطر على الدوام.
وتقول إحدى النساء (لاجئة في مخيم اللاجئين على مشارف مدينة نيودلهي الهندية): “كل بلد يركلنا ككرة القدم، والناس يلعبون بنا من دولة إلى أخرى.. نريد أن يتخذ العالم قراراً بشأننا، وأن يعطونا رقعة في أي بلد يمكن أن نسميها وطناً”. وتقول أخرى: “نحن شعب مشرد، وليس لدينا مستقبل، وأنا قلقة على أطفالي الذين بالكاد يحصلون على الطعام، وعندما يمرضون فإن الوضع يصبح أسوأ بكثير، وأنا لا أملك المال لزيارة الطبيب أو المستشفى”.
كما أعربت لاجئة أخرى عن حزنها الشديد من وضعها الحالي، ومن إعاقة زوجها الذي لا يستطيع الحركة، وبالكاد يمكنه كسب المال، وتقول: “أولادنا لا يذهبون إلى المدارس الحكومية؛ لأنها ترفض تسجيلهم، وعندما نضطر للذهاب إلى المستشفى يرفضون استقبالنا”.
الهند لا تعترف
ومن جانبها تُوَضّح منظمة حقوق الإنسان الدولية، أن الهند لا تعترف رسمياً بطالبي اللجوء؛ على الرغم من استضافتها نحو 30 ألف لاجئ “روهنغي” مسجل؛ الأمر الذي يحرم هذه الفئة من خدمات أساسية مثل: التعليم والعلاج، كما تشير المنظمة إلى أن لاجئي “الروهنغيا” بين المجموعات الأكثر عُرضة للخطر، وتُبَيّن الأرقام الرسمية والإحصاءات المتعلقة بـ”الروهنغيا” في الهند، أن هناك حوالى 200 عائلة في مدينة نيودلهي، و200 عائلة في مدينة “أوتار برادش”، و400 عائلة في ولاية “هاريانا”، و100 أسرة في ولاية “راجاستان”، و250 أسرة في “البنجاب”، و750 أسرة في “حيدر أباد”، و2000 أسرة في “جامو وكشمير”؛ مشيراً إلى أن أكثر من 200 شخص روهنغي يعملون في المصانع في “بومباي”، وحوالى 5000 شخص في سجن في “كولكاتا”؛ بحسب وكالة الأنباء الإسلامية الدولية “إينا”؛ في حين تشير الأجهزة الأمنية الهندية إلى أن الأرقام قد تكون أعلى من ذلك العدد بكثير؛ على اعتبار أن “الروهنغيا” يقيمون بصورة غير شرعية في الهند.
مأساة شعب
الجدير بالذكر أن مأساة شعب “الروهنغيا” بدأت منذ السبعينيات الميلادية، عندما قُتِل المئات من المسلمين في أعمال عنف متعمدة قام بها البوذيون في ولاية “أراكان” غرب ميانمار بتحريض من الحكومية البورمية؛ لطردهم خاج البلاد؛ باعتبارهم ليسوا من “الميانماريين” السكان الأصليين؛ مما جعل عدداً كبيراً منهم يَفِرّ ليعيشوا كلاجئين في المخيمات المتواجدة في بلدان مجاورة؛ كبنجلاديش، وتايلاند، والهند، وماليزيا.. وما يزال شعب “الروهنغيا” يعاني -منذ عقود- من التمييز والملاحقة في بلده ذي الأغلبية البوذية، وتعتبر حكومة ميانمار طائفة “الروهنغيا” البالغ عددها نحو 1.33 مليون شخص تقريباً مستوطنين غير شرعيين؛ بينما تُصَنّفهم الأمم المتحدة على أنهم من أكثر مجموعات اللاجئين المعرّضين للاضطهاد في العالم. وحسب تقارير منظمة العفو الدولية؛ فإن مسلمي “الروهنغيا” لا يزالون يعانون من انتهاكات لحقوق الإنسان منذ عام 1978م.