وكالة أنباء أراكان ANA | صوت الأزهر
– اغتصاب النساء والفتيات بشكل جماعي ثم حرقهن أحياء.
– الأزهر حامي حمى الإسلام وصاحب الدور الأكبر في الحياة الإسلامية بميانمار.
أكد الشيخ عثمان غنى بن على أحمد، نائب السكرتير العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بدولة ميانمار، أن مسلمي ميانمار يواجهون تطهيرًا عرقيًا لاجتثاثهم من على وجه الأرض، يواجهه صمت الضمير العالمي الذى أصبح تجاه قضيتهم أصما وأبكما وأعمى كونهم مسلمين، مشيرًا إلى أن قضيتهم لن تحل ولا ينظر لها بجدية إلا إذا تضافرت كل القوى، وضغطت الدول الإسلامية للحد من هذه الفظائع والمخازي التي تتوالى علينا، شاكرًا مصر حكومة وشعبًا على ما قدمته لمسلمي ميانمار، وتحية وتقديرًا للإمام الأكبر شيخ الأزهر لموقفه الداعم لقضيتنا ورعايته لكل أبناء ميانمار المسلمين، وتذليل كل الصعاب التي تواجههم.
* نود تسليط الضوء على وضع مسلمي ميانمار في ظل الحكومة الحالية..
– الحمد لله على كل حال.. نـأمل من المولى سبحانه وتعالى أن نجد في ظل الحكومة الجديدة ما كنا نتمناه في الأعوام السابقة، حيث إنه في ظل الحكومة السابقة لقي مسلمو ميانمار منها ما تشيب له الأجنة في بطون أمهاتهم، من هجوم وحشي من قبل قطعان البوذيين الدموية التي لا تتوقف عن أعمال القتل والحرق والتدمير لكل منازل ومساجد ومدارس ومتاجر ومزارع المسلمين في ميانمار، وفظائع ومخاز يجل الوصف عن حصرها، وننتظر لعلنا نجد في ظل الحكومة الحالية تحسنا في ظروفنا عما مضى.
* ما الذى قدمته الحكومات الاسلامية تجاه قضيتكم؟
– بعد شكر المولى سبحانه وتعالى نشكر بعض الحكومات الإسلامية التي وقفت بجانب شعب مسلمي ميانمار، ودعمتهم في محنتهم التي واجهوا فيها قوى الشر التي كانت تريد اجتثاثنا من على وجه الأرض، كما نشكر الدول الإسلامية الشقيقة الموجودة في قارة أسيا وخاصة دولتي إندونيسيا وماليزيا اللتين وقفتا بجانبنا، ولا ننسى دولة مصر الشقيقة الكبرى لكل العرب والمسلمين وثقلها الدولي الذى كان له الأثر الكبير وخاصة مع وجود مؤسسة الأزهر الشريف بشيخه وعلمائه الأجلاء الذين سعوا جاهدين للحيلولة دون وقوع خسائر بيننا سواء على المستوى الشعبي أو الدبلوماسي.
* ما الجانب المخفي للوضع الحقيقي لمسلمي ميانمار والذى تسعى السلطات البورمية إلى إخفائه عن المجتمع الدولي؟
– هناك أوضاع كثيرة مأساوية لم يسلط الإعلام الضوء عليها لتضليل المجتمع الدولي، وحتى لا تظهر الحقيقة المرة ألا وهي تحولنا من أصحاب أرض إلى لاجئين، فلا نجد تعليمًا ولا صحة إلى جانب انتشار الأمراض بشكل مرعب ولا توجد شوارع نظيفة، ولا مساواة في الحقوق المدنية، وتهجيرنا لأماكن لا يوجد فيها أدنى معيشة، وحرماننا من تولي المناصب القيادية، بجانب الاعتداءات الجسدية والعقلية، ولا يسمح لنا بالتسوق، أو بيع محاصيلنا الزراعية أو الحصول على الوقود أو الكهرباء أو المياه النظيفة، ولا يسمح لنا بالانتقال من مكان لآخر، نحن في ظل حرب شعواء ضدنا ومحاصرتنا بصورة خانقة من قبل الحكومة البوذية، ونفتقد لأدنى وسائل المعيشة من أجل البقاء، ولا سيما الأطفال والشيوخ الذين يفارقون الحياة في صمت يوميا، نتيجة استمرار أعمال العنف والقتل الممنهج، كل هذا وغيره من الأمور الحياتية تخفيه الحكومة البورمية عن المجتمع الدولي.
* أين منظمات الإغاثة الدولية وحقوق الإنسان التي صدعنا بها الغرب من مآسيكم؟
– نحن مسلمون!! أصبحنا في هذا الزمان أرخص دم، ولا قيمة له على مستوى العالم، وما يحدث لنا أكبر دليل على ما أقول، أين نحن من أيام كاد أن يتحرك جيش الدولة الإسلامية من أجل امرأة مسلمة؟ لا ننكر أن هناك جهودًا تبذل من بعض المنظمات الإغاثية وحقوق الإنسان، من الصعوبة بمكان أن تصل منظمات الإغاثة أو المواد الغذائية إلى التجمعات والقرى والمدن التي لجأ إليها المسلمون هربًا من المذابح الجماعية، يمكن أن تصل مواد الإغاثة إلى جماعات قليلة من بعض المسلمين، بينما تستولى الحكومة البوذية على معظمها في المناطق المتأثرة وذلك لغرض الدعاية السياسية وتحسين صورة الحكومة الميانمارية أمام العالم وتضليل المنظمات الدولية، ولا يُسمح أبدًا لمنظمات تنتمى للعالم الإسلامي بإيصال أية مساعدات إغاثية للمسلمين المحاصرين واللاجئين الذين تجاوز عددهم المليون ونصف المليون بين مشرد ولاجئ في داخل البلاد، ويعيشون في ظروف صعبة وغاية في القسوة واللاإنسانية.
* ما صور الانتهاكات التي يتعرض لها المسلمون على أيدي البوذيين؟
– نتعرض لأشكال عديدة من الاضطهاد والتعذيب والقتل الفردي والجماعي في ظل صمت رهيب من الحكومة التي تشجع ذلك، ولا توجد حتى الآن نسبة تقديرية لما حدث في الفترة الأخيرة؛ لوجود حكومات وجهات ومنظمات عدة لا تريد ذلك، لكن النسبة التقديرية والمعلومة أن هناك مجازر جماعية وقتل تعدت عشرات الآلاف، واغتصاب النساء والفتيات الصغيرات بشكل جماعي ثم حرقهن أحياء، وشنق المئات في الطريق العام بصورة وحشية وبربرية، هذا بخلاف تدمير وحرق المنازل والمحلات التجارية والمدارس والمساجد ونهب الممتلكات بالقوة في 14 مدينة في ولاية “أراكان”، وتدمير كافة الممتلكات والمساجد في مدينتي “tha Kay ta” و”shwepyithar” بمدينة يانغون، ومنطقة “tharhlaig” في مدينة رانجوان العاصمة، وتدمير ما يخص المسلمين بمدينة بيلين بولاية “مون”، ومدينة “yamethin” بمدينة “ماندالاي”، وما زالت معاول الهدم والتدمير لكل ما يمت للمسلمين بصلة.
* ماذا ينتظر مسلمو ميانمار في الفترة القادمة من الدول الإسلامية حكومات وشعوب؟
– لا يخفي عليكم أننا في مرحلة حرجة جدًا، نتمنى أن تكون أحسن مما سبق، والمنتظر من حكومات وشعوب الدول الإسلامية الكثير والكثير، فنحن إخوانهم في الدين والإنسانية، فنريد منهم التكاتف ودعم قضيتنا على الصعيد الإقليمي والعالمي، ونطالب كل المنظمات الإسلامية مع اختلاف مسمياتها أن يهبوا جميعًا ومن قبلهم شعوب العالم الإسلامي لنجدة إخوانهم المسلمين في ميانمار من أعمال الحرق والقتل والإبادة العرقية التي يمارسها البوذيون برعاية حكومية، وتفعيل ذلك وفضحه في المحافل الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن وفي كافة المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة تجمع دول الأسيان، وضغط الدول الإسلامية والعربية على حكومة ميانمار ليس بالقليل ولا الهين، ونقول لهم تذكرونا ولا تنسونا، ففي الديانات الأخرى لو أصيب منهم فردٌ واحدٌ تقوم الدنيا ولا تقعد، فما بالكم ونحن 5 ملايين مسلم ينادون كل يوم “وا إسلاماه”!!! فهل من مغيث؟.
* قام شيخ الأزهر بالتنديد في كل وسائل الإعلام العالمية وخاطب كل المحافل الدولية بما حدث لمسلمي أراكان… كيف ترى ذلك؟
– العلاقة بين مصر وميانمار قديمة ترجع للستينات من القرن الماضي، ومكانة الأزهر لدينا كبيرة حيث ينظر المسلمون في ميانمار إلى الأزهر الشريف باعتباره حامى حمى الإسلام، وصاحب الدور الكبير والإيجابي والتاريخي في الحياة الإسلامية بميانمار، وهذا الدور لا يمكن أن يوصف أو يحصر في كلمات لما له من الأثر الكبير في تقديم العلوم الإسلامية ونشرها في ميانمار، وحفظ المولى سبحانه وتعالى دينه الحنيف في دولتنا بالأزهر الشريف، الذى لم يبخل عن تقديم يد العون لنا، وقبوله طلابنا من خلال المنح المقدمة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، والتي زادت في عصر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، حفظه الله وأدام عليه الصحة والعافية، وكنا نتابع ما قام به فضيلته تجاه مسلمي ميانمار من خلال الوسائل الإعلامية، ولا أخفي عليك فرحة مسلمي ميانمار بتنديده بما حدث لنا وكان له الأثر الكبير، لكن للأسف الحكومة البورمية لا تعير أي اهتمام لما يحدث وتسير في مخططها الشيطاني تجاهنا.