أجرى الحوار: عبدالحميد قطب
وكالة أنباء أراكان ANA | بوابة الشرق
*طالب بتشكيل لجنة أممية للتحقيق في جرائم السلطة
*نائب رئيس اتحاد جمعيات الروهنغيا لـ الشرق:
*لجنة الحكومة غير محايدة ورئيسها متورط في قتل المسلمين
*البوذيون والسلطة ينتهكون أعراض نسائنا ويحرقون مساجدنا
*مسلمو أراكان يعيشون في أكبر سجن مفتوح في العالم
*نؤيد إرسال قوات حفظ السلام كما فعلت الأمم المتحدة في كثير من البلدان
*نطالب العالم بالتدخل في ميانمار لحمايتنا من الإبادة الجماعية
*جميع المنظمات الحقوقية أقرت بتعرضنا للإبادة الجماعية من قبل الدولة
*اللاجئون يواجهون صعوبات ومضايقات كثيرة في الدول الأخرى
*نصف مليون روهنغي يعيشون أوضاعاً مأساوية جدا في بنغلاديش
70 عاماً يتعرض خلالها المسلمون في ميانمار لكل أنواع الإبادة والاضطهاد على مرأى ومسمع من العالم ومنظمات حقوق الإنسان، والمحاكم الجنائية، والمؤسسات الدولية.
ولا يقتصر الأمر على الاضطهاد والتهجير وهدم البيوت فقط، بل تجاوز إلى اغتصاب وانتهاك أعراض النساء الروهنغيات، الأمر الذي جعل الكثير منهن يلقين بأنفسهن في عرض البحر حتى لا ينال البوذيون منهن، وبالتوازي مع ذلك يقوم الرهبان البوذيون بدعم من السلطة العسكرية بهدم وحرق المساجد ومقدسات المسلمين، حتى المقابر لم تنج منهم.
“الشرق” حاورت عبد الرحيم أبوطاهر نائب رئيس اتحاد جمعيات الروهنغيا الذي وصف بالتفصيل ما يتعرض له مسلمو الروهنغيا، حيث كشف لأول مرة عن عمليات انتهاك ممنهجة لأعراض الروهنغيات، تقوم بها قوات الجيش والأمن الحدودية والمشاغبون البوذيون بقوة الأسلحة، كما كشف عن انتهاك مقدسات المسلمين، من مساجد ومدارس دينية من خلال تدميرها وإحراقها.
ووصف ما يحدث معهم بالإبادة الجماعية الكاملة الأركان، وأن المسلمين يعيشون في أكبر سجن مفتوح في العالم داخل بلادهم، وخارجها أيضا خاصة في بنغلاديش التي يوجد فيها أكثر من 500 ألف لاجئ بورمي، يعيشون أوضاعاً مأسوية.
وطالب أبوطاهر بلجنة محايدة من الأمم المتحدة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبت بحق مسلمي الروهنغيا، رافضاً الاعتراف باللجنة التي شكلتها الحكومة برئاسة جنرال سابق، متورط في ارتكاب جرائم حرب، بحسب وصفه.
وإلى نص الحوار..
أعلنت الحكومة الميانمارية أنها ستحقق في ما إذا كانت الشرطة ارتكبت انتهاكات بحق مسلمي الروهنغيا وشكّل الجيش الميانماري الشهر الماضي فريقا للتحقيق في مزاعم ارتكاب قوات الأمن فظائع ضدكم.. ما تعليقكم على اللجنة؟
أولا، وقبل كل شيء، نحن لا نثق في أعضاء اللجنة ورئيسها، فهو جنرال سابق ونائب رئيس دولة ميانمار حاليا، وله دور قوي في تنفيذ عمليات عسكرية قام بها الجيش الميانماري في السنوات الماضية، وقُتل خلالها آلاف المسلمين، واغتصبت مئات النساء، وتم تهجير الآلاف، فيده ملطخة بدماء المسلمين، كونه جنرالاً وعضواً بارزاً في إدارة شؤون الدولة، عندما كانت دولة ميانمار تحت الحكم العسكري، وكان من الذين قاموا بإصدار قانون الجنسية عام 1982م الذي تم بموجبه إلغاء جنسية المسلمين الروهنغيا.
لذلك نعتقد أن اللجنة غير محايدة ولا تعمل لأجل الأمن والأمان للشعب الروهنغي، بل إنها تغطي على الجرائم التي قامت بها القوات الميانمارية بحق مسلمي الروهنغيا، ببعض الجولات الترفيهية في المنطقة لا غير.
لجنة غير محايدة
ما أبرز اعتراضاتكم على اللجنة، هل لعدم وجود أي مسلم فيها.. أم هناك اعتراضات أخرى؟
هناك اعتراضات كثيرة على اللجنة تحدثت عنها المنظمات الدولية، فعدم وجود مسلم فيها أحد الأسباب، أما الاعتراضات الأخرى بوجه خاص فهي أن اللجنة تم تشكيلها برئاسة جنرال متورط في عمليات إبادة ضدنا، وكذلك أعضاء اللجنة ليس لهم أي موقف سوى مرافقة رئيسهم، كما أن اللجنة تم تشكيلها بموافقة جنرالات العسكر، ومعظم أعضاء اللجنة من عرقية بوذي وراخين، وهاتان العرقيتان أعلنتا الحرب ضدنا سابقا، وأعلنوا عدم قبول المسلمين في ولاية أراكان.
إذن ما دمتم لا تثقون في اللجنة.. فما مطالبكم؟
نحن نطالب بلجنة دولية محايدة تحت إشراف الأمم المتحدة، حتى يعرف العالم ما يحدث في ميانمار بحق شعب الروهنغيا.
هل تعتبرون ما يحدث معكم عملية إبادة جماعية أم مجرد انتهاكات حقوقية.. وهل تقبلون التدخل الدولي لوقف الإبادة التي تتعرضون لها؟
لاشك أنها عملية إبادة جماعية، والمسلمون في منطقة أراكان يعيشون في أكبر سجن مفتوح في العالم، فلو نظرت إلى تقارير المنظمات الدولية ستجد أنهم جميعها اتفقوا على قول واحد، هو ” أن دولة ميانمار ترتكب جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الروهنغي في ولاية أراكان”، وأن المسلمين محرومون من جميع حقوقهم الإنسانية والمدنية.
المطالبة بتدخل دولي
ماذا عن الموقف الدولي وهل تطالبون بتدخل دولي لحمايتكم؟
وعن التدخل الدولي لوقف الإبادة الجماعية بحقنا، نعم نطالب العالم بالتدخل في ميانمار لحماية هذه الأقلية المسلمة من الإبادة الجماعية ونرحب بأي موقف دولي للتدخل في ميانمار لحماية المسلمين الروهنغيا من القتل والاضطهاد، ونؤيد إرسال قوات حفظ السلام إلى ولاية أراكان كما فعلت الأمم المتحدة في كثير من البلدان حول العالم.
المضايقات في بنغلاديش أو إندونيسيا
هل يلقى اللاجئون الميانماريون أي مضايقات سواء في إندونيسيا أو بنغلاديش؟
نعم.. يواجه اللاجئون الميانماريون صعوبات ومضايقات كثيرة في الدول التي لجأوا إليها لحماية أنفسهم من ظلم البوذيين وطغيانهم، خاصة في بنغلاديش، فهناك يوجد أكثر من نصف مليون روهنغي يعيشون في مخيمات للاجئين منذ 25 سنة، ويزداد عددهم بعد كل حادثة تحدث، ومعظمهم يعيشون أوضاعاً مأساوية جداً، ويواجهون النقص الحاد في المواد الغذائية، وانعدام العلاج وفرص التعليم والسكن، وللأسف لا توجد أي منظمة إسلامية دولية تقدم لهم الخدمات الإنسانية في المخيمات، والمنظمات التنصيرية تستغل الفرصة لإفساد عقيدة المسلمين وإخراجهم عن الملة.
أما في إندونيسيا فعدد اللاجئين فيها قليل جداً، وهم يعيشون في المخيمات التي رتبتها لهم الحكومة الإندونيسية بمساعدة بعض الحكومات الإسلامية والمنظمات الدولية، لكنها فرضت الحظر على التنقل والسفر.
حدثنا عن أبرز الانتهاكات التي تتعرضون لها؟
الانتهاكات متعددة، منها على سبيل المثال لا الحصر، حظر التنقل والسفر، فهناك قيود كبيرة على تنقل المسلمين الروهنغيا وتحركاتهم داخل البلد وخارجه، ولا يُسمح لهم بالتنقل بين حدود مخفر إلى آخر دون تصريح سابق من السلطات.
كذلك الاعتقالات والتعذيب، فالقوات الميانمارية تقوم من وقت إلى آخر، بحملات قمعية في أراكان، يتم خلالها اعتقال الآلاف بتهم باطلة، بل وفي أحيان كثيرة يُقتل الكثير دون أي ذنب أو جريمة، كما تقوم السلطات بفرض ضرائب باهظة على محاصيل المسلمين الزراعية، بحيث يعجز المسلمون عن دفعها، فتقوم بمصادرة وحجز الأراضي الزراعية، أو مصادرة المحاصيل، ولا يقتصر الأمر على النشاط الزراعي فقط بل شمل التجاري والاقتصادي، حيث تقوم السلطات بمنع المسلمين من ممارسة جميع أنواع النشاطات التجارية والاقتصادية، حتى لو كانت تجارة بسيطة، ومعظم سدود توليد الروبيان والأسماك التي تقع على مصب نهر ناف، وفي حيازة المسلمين، تم الحجز والاستيلاء عليها.
كما تقوم السلطات بالتوسع في إقامة مستوطنات بوذية جديدة بهدف الإخلال بالميزان السكاني في أراكان، وتحويل المسلمين الروهنغيا فيها إلى أقلية، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أقامت الحكومة الحواجز والعراقيل، من منطقة لأخرى، لمنع تواصل الأسر المسلمة مع بعضهم البعض وحرضت المليشيات البوذية على القيام بعمليات نهب واغتيالات لمن يحاول التواصل مع المناطق الأخرى.
ما صحة التقارير التي تتحدث عن تعرض مقدساتكم للتدمير والحرق وانتهاك أعراض نسائكم؟
بكل أسف، هناك عمليات ممنهجة في انتهاك أعراض المسلمات، حيث تقوم قوات الجيش والأمن الحدودية والمشاغبون البوذيون باقتحام قرى المسلمين في الليل، وينتهكون أعراض النساء بقوة الأسلحة، ومن يجرؤ على التقدم بشكوى من المسلمين، يقبض عليه ويودع في المعتقلات إلى أجل غير معلوم، وفي موازاة ذلك يتم أيضا انتهاك مقدسات المسلمين، من مساجد ومدارس دينية، فمرة يقومون بتدميرها وإحراقها، وفي أحسن الأحوال يتم إغلاقها، وهناك العديد من مقابر المسلمين وأوقافهم تم تحويلها إلى حظائر للخنازير ومراحيض عامة.
أسوأ مخيم في العالم
وماذا عن الوضع الإنساني والإغاثي داخل ميانمار وخارجها؟
لقد تفاقمت أوضاع مسلمي الروهنغيا داخل ميانمار وخارجها، ففي الداخل يعيش أكثر من 190 ألف نازح روهنغي في مخيم سيتوي منذ عام 2012، الذي وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ مخيم في العالم، حيث إن الموجودين داخله محرومون من جميع الحقوق الإنسانية، كما لا يسمح للمنظمات الأجنبية بتقديم المساعدات الإنسانية لهم، وتعرقل الحكومة توزيع المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الدولية.
كما توجد عدة مخيمات أخرى في مدينة منغدو وبوسيدنغ وكيوكتو وفوكتو ويعيش فيها أكثر من 50 ألف مسلم روهنغي في بيئة غير صحية وخطيرة جدا، الأمر الذي أدى إلى وفاة عشرات النساء والأطفال دون علاج او مأوى او ملجأ، أما المناطق الأخرى فيعيش فيها حوالي 600 ألف مسلم تفرض عليهم الحكومة الميانمارية الحصار، وحظر التجوال فيها، كأنهم يعيشون في سجن كبير، بل وقد سلّمت الحكومة المركزية هذه المناطق لقوات الأمن المحلية والبوذيين الإرهابيين يفعلون بالمسلمين كما يشاؤون.