بقلم: إبراهيم حافظ
وكالة أنباء أراكان ANA | خاص
لطالما سمعت وقرأت استنكارات حارقة لبعض شبابنا المتحمسين الروهنجيا ولهم بعض الحق في استنكارهم :
– أي مقاومة وأي نضال هذا؟ هل يمكن أن ننصر المسلمين المستضعفين في أراكان ، ونحررهم من لأواء الظلم والطغيان بمجرد هاشتاق نطلقه في تويتر؟
يستنكرون لأنهم ربما لا يرون تغييرا كبيرا وسريعا يذكر على أرض الواقع في أراكان ، بل تتجدد الأحداث المأساوية المعهودة كل ثلاثة أشهر أو أقل أو أكثر ؛ فما جدوى تلك الهاشتاقات المطلقة وذلك التغريد المتحمس طالما أن مردودها المباشر لا وجود له بالنسبة إلى من نطلقها لأجلهم؟
ولكن يسألهم في الوقت نفسه أصحاب تلك الهاشتاقات قائلين :
– ما البديل الذي أمكنكم أن تقوموا به؟ ما النصرة التي من خلالها نجحتم في إحداث تغيير كبير أو ضئيل على أرض الواقع هناك؟
إن العصر الذي نحيا فيه هو عصر الإعلامِ بامتياز دون منازع أو مجادل في هذه الحقيقة اليومية الساطعة ، إعلامِ البسطاء والناس العاديين لا المتخصصين والمحترفين ، وما يتاح الإسهام به وفيه من خلال الإعلام لا يتاح من خلال غيره من مجالات الحياة المختلفة ؛ خصوصا ما يسمى بالإعلام الجديد عبر قنواته المتعددة والمتنوعة .
إن الأشخاص العاديين في زماننا قد لا يملكون نفوذا أو جاها أو مالا أو سلطة ؛ ولكنهم يملكون من وسائل التأثير في أيديهم ما يستطيعون من خلاله أن يكونوا همزة وصل بين أصحاب المعاناة وبين القادرين على معالجة أو تخفيف معاناتهم ، وأن يكونوا إعلام من لا إعلام له ، وأن يقوموا بإيصال أصوات المظلومين ونداءات المستغيثين وآهات المضطهدين وأنات المستضعفين إلى من يحاولون أن يصمّوا آذانهم عن سماعها وإنكار وجودها في عالمهم الذي يعيشون فيه بأنانية مقيتة ، وأن يقوموا بإحراج الهيئات والمنظمات والمؤسسات والحكومات عبر صورة معبرة ، أو تغريدة مستنكرة ، أو حتى علامة استفهام ساخرة توجه إلى تلك الجهات التي يحرجها ويقض مضاجعها مواجهة تلك الوسائل الحضارية في التعبير الحر عن الرفض والشجب والاستنكار والاحتجاج إذا كانت في العلن أمام الملأ ، وعلى منابر ومنصات إعلامية مشاعة بين الجميع . وإن كان ذلك أضعف الإيمان فإن ذلك هو المتاح في الوقت الحالي ، ولا يمنع ذلك طبعا من العمل والسعي في الوقت نفسه باجتهاد ومثابرة لامتلاك وسائل وأدوات أكثر قوة وأشد تأثيرا وأبلغ نفاذا في الوصول إلى إحداث التغيير المنشود .
ولا ننسى أن هذه الأدوات الإعلامية البسيطة في حجمها وسهولة استخدامها وشدة توفرها لا ننسى سرعة انتشارها وقوة تأثيرها ومساهمتها في إحداث تغييرات كبيرة هائلة على أرض الواقع على مستوى الدول والأمم والشعوب ، وما سقوط أنظمة سياسية عتيدة متمكنة في غضون أيام قلائل بفعل حسن استغلال هذه الوسائل عنا ببعيد !
كما ينبغي أن لا نتناسى أن هدف إبقاء وهج القضية الروهنجية حيا مشتعلا في أذهان المهتمين واللاهين في منطقة ساخنة موارة بالأحداث والوقائع والحروب هو هدف استراتيجي قائم على المدى القريب والبعيد .
نعم ، سنستمر في إطلاقات الهاشتاقات نصرة للضعفاء والمظلومين ، وإحراجا للقاعدين والمتقاعسين والمتخاذلين ..