بقلم: أحمد بودستور
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
قال الشاعر :
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب مسلم
مسألة فيها نظر
يقول المثل (لا تطلب من الحافي نعال) وإذا كان مليار ونصف المليار مسلم تحولوا إلى غثاء كغثاء السيل فكيف نطلب منهم الدفاع عن مسلمي ميانمار وهم شعب يتعرض للإبادة على يد البوذيين المجرمين في الوقت الذي تشتعل بينهم الحروب ويقتل بعضهم بعضا في حروب عبثية طائفية تستنزف طاقاتهم وثرواتهم بدون فائدة تذكر لأن هناك من يحمل فكرا متطرفا يريد أن يلغي الآخر ويقضي عليه فنحن نعيش عقلية حرب البسوس في العصر الجاهلي .
الحديث الشريف يقول (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) وهو قد لا ينطبق على المسلمين في هذا العصر لأن هناك شعب مسلم يتعرض للإبادة الجماعية وهو شعب الروهنغيا الميانماري في دولة ميانمار البوذية فقد تم قتل 400 من مسلمي الروهنغيا خلال أسبوع واحد كما أعلن الجيش الميانماري في ولاية أراكان شمال غرب ميانمار أو كما تسمي ميانمار .
إن مأساة مسلمي الروهنغيا الذين يبلغ عددهم تقريبا مليون مسلم بدأت في شهر مايو سنة 2012 بعد أن وجهت تهمة اغتصاب وقتل امرأة بوذية لثلاثة رجال من مسلمي الروهنغيا وهنا فتحت أبواب جهنم على مسلمي ميانمار وبدأت حرب إبادة وارتكاب جرائم بشعة يندى لها الجبين قام بها الجيش الميانماري ضد شعب أعزل فقام بقتل وتشريد أكثر من 700 ألف مسلم بورمي وسط صمت ليس الضمير الإسلامي فقط ولكن الضمير العالمي الذي يدافع عن حقوق الإنسان.
هناك محاولات خجولة من هيئة الأمم المتحدة حيث أرسلت مبعوث لها إلى ميانمار للتحقيق في حرب الإبادة التي يرتكبها الجيش البوذي الميانماري ضد مسلمي الروهنغيا ولكن كما يقول المثل (تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي) وأيضا هناك محاولات خجولة لمنظمة حقوق الإنسان هيومن روايتس ووتش ولكن أيضا هي محاولات لذر الرماد في العيون.
يبدو أن مليون مسلم في ميانمار قد سقطوا من حساب العالم الإسلامي الذي يصل عدده مليار ونصف المليار مسلم فليس هناك أي ذكر لهذا الشعب المسلم الذي يتعرض للإبادة سواء في خطب الجمعة ولا حتى خطبة يوم عرفة التي اجتمع فيها مليوني حاج .
هناك منظمة تضم كل الدول الإسلامية تسمى منظمة المؤتمر الإسلامي لم نسمع لها أي تحرك أو مطالبة بالتحقيق في حرب الإبادة آلتي يتعرض لها شعب مسلم ولا حتى زيارة وفد من المنظمة إلى خيام اللاجئين من مسلمي ميانمار الذي هربوا من حرب الإبادة ولجأوا إلى بنغلادش التي بينها وبين ميانمار حدود برية وهي تضعهم في خيام لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء حتى الإغاثة الإنسانية لا تصلهم ولا ندري أين مراكز ولجان وجمعيات خيرية نسمع عنها ولكننا لم نشهد لها جهود إغاثية في هذه القضية الإنسانية.
الراعي الرسمي للإرهاب إيران والدول الداعمة للإرهاب وهي معروفة لماذا لا تدافع عن شعب الروهنغيا المسلم وتستفيد منه إعلاميا ويجب أن تدافع عن المسلمين بدل إضاعة المليارات على تنظيمات إرهابية مثل داعش وحزب الله الذين كشف اتفاقهم الأخير أن الهدف واحد لهذه التنظيمات التي كان ممكن أن تستثمر قضية مسلمي ميانمار لتحولهم إلى مجاهدين لديها مقابل حمايتهم فهم يبحثون عن مخرج لقضيتهم المنسية من العالم فهل تلتفت الدول الداعمة للإرهاب والتنظيمات الإرهابية لقضية شعب الروهنغيا المسلم بعدما تركه العالم الإسلامي وأيضا العالم المتحضر لمصيره المجهول .
لاشك أننا نعيش زمنا أغبر، ففي الدولة الأموية صرخت امرأة مسلمة وامعتصماه فسمع صرختها الخليفة المعتصم وجهز جيش أوله في دمشق وآخره في مدينة عمورية التي تعرضت فيها المرأة المسلمة للتحرش من أحد النصارى واليوم شعب الروهنغيا المسلم يتعرض للإبادة حيث يبلغ عددهم مليون مسلم وهناك مليار ونصف المليار مسلم لا يسمع صراخهم وهو ما يكشف عجز الأمة الإسلامية التي تحولت إلى غثاء كغثاء السيل كما جاء في الحديث الشريف .