وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
نقلت هيئة الإغاثة التركية IHH روايات من أعضاء فرقها المتواجدين في أراكان حينما اندلعت الحملة العسكرية ضد الروهنغيا في ولاية أراكان في أغسطس الماضي .
وقالت الهيئة في موقعها :” حين بدأت الأحداث في أركان كانت فرق IHH متواجدة في المنطقة لتقديم المساعدات ولحوم الأضاحي للاجئين هناك في إطار حملة عيد الأضحى المبارك. لقد زار المنطقة بعد ذلك العشرات من متطوعي الهيئة فكانوا شهوداً على ما تشهده من أزمة إنسانية جسيمة، وقاموا بتوثيق تلك الأحداث.
تختلف سلسلة الأحداث الدامية الأخيرة التي شهدها أركان عن سابقتها، إذ إن القوات الحكومية الميانمارية شاركت جنباً إلى جنب مع العصابات البوذية فيما ارتكبته من مجازر ضد مسلمي الروهنغيا، راح ضحيتها أكثر من 6 آلاف شخص وأصيب الآلاف، فيما تعرضت المئات من النساء للاغتصاب. لم ينته الأمر عند ذلك، فالمجازر الجماعية وحالات القتل والترويع دفعت أكثر من 600 ألف مسلم روهنغي إلى الفرار بأنفسهم والهجرة إلى بنغلادش”.
وأفادت الهيئة أنها ضاعفت إبان الأحداث الأخيرة من نشاطاتها في المنطقة حتى نجحت في الوصول إلى أكثر من 612 ألف لاجئ وتقديم المساعدات اللازمة لهم.
ويقول العضو حسن أوغوتلو :” وصلنا إلى بنغلادش يوم عرفة. كان هدفنا إيصال ما استُؤمنا عليه من لحوم الأضاحي إلى مستحقيها. إبان وصولنا بدأت أنباء المجازر تطرق أسماعنا ومع الوقت أخذت الأحداث تزداد سوءاً. قمنا بذبح الأضاحي وتقديم لحومها لمستحقيها، كما قمنا بتوزيع الملابس وأدوات المطبخ بالإضافة إلى المساعدات النقدية للقادمين الجدد. لكن الأحداث تدهورت كثيراً حتى أصبحنا عاجزين عن سد حاجاتها لكثافة القادمين الجدد. لقد كان جميعهم حافي القدمين لا يملك سوى ما يواري به عورته”.
ويقول علي أصان :” في البداية حاول الناجون الجدد تجنبنا، ولكنهم بدؤوا بمعانقتنا بعد أن حين علموا بأننا هناك لمساعدتهم. مضى وقت طويل على عودتنا من هناك، لكنني لا أستطيع نسيان المشهد”.
أما العضو أونصال ألتان فيقول :” يمسك الناس بأيادي بعضهم البعض ويمضون إلى المجهول. حين وصلنا إلى هناك لتقديم المساعدات، كانوا يعانقوننا بكل شدة”.
ويضيف بكر أرسلان ” تعني كلمة الأركاني بالنسبة لي عديم الجنسية، فهم بلا هوية، ولا توافق أي دولة على اعتبارهم من مواطنيها. لا تحاسبهم فهم عاجزون عن الدفاع عن حقوقهم. السؤال الوحيد الذي يشغلهم هو: هل يسمع العالم بمعاناتنا؟ هل يعرف المسلمون ما الذي يحل بنا؟ يبحثون عن جواب لهذا السؤال “.
ويردف عبد الله كبريتجي:” إنني أسمي أركان بالأرض التي تبكي فيها الرجال. الشعب الأراكاني أكثر الشعوب المضطهدة حول العالم. لا مفر لهم، وهم محاصرون حصاراً كاملاً، إنهم في رحلة نحو الموت. المشكلة هناك ليست ما بين البوذيين والمسلمين، المشكلة تكمن في الاستفزاز الذي يتعرض له المسلمون على يد الدولة لكي لا يستفيدوا من خيرات تلك البلاد الخيِّرة “.
ويروي صباح الدين أيدين مشاهداته قائلا :” شاهدت الناس هناك ينتظرون الموت. حين رجعنا بعد تقديم المساعدات، لم تفارق صورهم مخيلتي. لازلت مثقلاً بالهمِّ أحمله على كتفي خجلاً “.
وينقل سردار غورجاي أن :” الناس يأتون ليأخذوا السلال الغذائية فلا يستطيعون حملها.. لا أستطيع نسيان الأطفال وهم يحاولون ارتداء الملابس التي توزع عليهم فور الحصول عليها”.
ويختم طلحة أصلان المشاهدات بحديثه :” بقيت في حدود أراكان 12 يوماً. يقوم الجيش البنغالي بفحص وضبط المساعدات التي تأتي إلى هناك. ويقومون بصف المعسرين في صفوف.
وكنت في تلك الأثناء شاهداً على بكاء امرأة فقدت تذكرة المساعدات العائدة لها. كانت المرأة تبكي من ناحية، وتحاول إقناع الجنود بأنها فقدت تذكرتها من ناحية أخرى. فلو استطاعت إقناع الجنود فستحصل على الحليب لرضيعها “.