وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
خصّص الباحث الجزائري زكريا بخوش، خريج جامعة باتنة الذي يدرس حاليا في معهد الدوحة للدراسات العليا بقطر، فصلا من مذكرة الماجستير حول مآسي الروهنغيا، ما جعله يقف على الوضع انطلاقا من عاصمة بنغلادش دكا ومنطقة كوكس بازار المجاورة لميانمار، وصولا حسب قوله إلى مناطق لم تصلها طواقم الإغاثة، أو لم تستطع تقديم الدعم الكافي لها.
أكد الباحث الشاب زكريا بخوش لـصحيفة “الشروق” أن وجوده في بنغلادش لمدة أسبوعين جعله يقف على الواقع المؤلم للروهنغيا، مضيفا أن اليتامى يعدون الحلقة الضعيفة، ويبلغ عددهم أكثر من 36 ألف يتيم مسجل.
وقال زكريا بخوش في هذا الجانب: “سبق لي أن زرت العديد من مخيمات اللاجئين عبر العالم، لكن ما رأيته في بنغلادش مع اللاجئين الروهنغيا يدمي القلب”. ووصف بعض المشاهد المؤثرة في حياته، حيث قال: “مرّت بجنبي مجموعة أطفال، آخرهم طفلة تمشي ببطء من ثقل الحطب عليها، حيث وقفت بجسدها الهزيل أمام محل بسيط للهدايا، تنظر وحالها كئيب من واقع طفولتها، أخذت كامرتي لتصوير المشهد خلسة ثم طلبت منها ومن معها القدوم، فاشتريت لهم هدايا. وما إن بدأت بالتوزيع حتى تضاعف عدد الأطفال حولي.. لأحاصر بعشرات الأطفال، منهم من يصرخ ومنهم من يمسك بيدي، ومنهم من يترجى، طلبت من صاحب المحل إمدادي بالمزيد من الألعاب، والعدد يكبر ولا ينتهي.. تجمع حولي العشرات من الأطفال، لم أفهم ما العمل، ليقترب مني صديقي ويسحبني من وسط الجموع لأسباب أمنية، استكنت لأمر صديقي ومشيت بعيدا، وقلبي حزين على الأطفال الصغار، منهم طفلة بهية صغيرة كانت ممسكة بيدي للحصول على هدية ولم تأخذها”.
من جانب آخر، يقول زكريا بخوش لـ”الشروق”: “جمعتني كذلك مباراة في كرة القدم مع الأطفال، مباراة لا حكم لها ولا قوانين تنظمها، وبالرغم من فقرهم وجوعهم وهمومهم، إلا أن الابتسامة لا تغادر محياهم”.
وأكد زكريا بخوش أن أهم هيئات الإغاثة كانت من سويسرا وقطر وتركيا وماليزيا وفرنسا وإيران والنرويج وهيئات ومنظمات دولية ولجان إغاثة. وحزن لضعف الطواقم العربية في مجال إدارة الأزمات الإنسانية والنزاعات، فيما استعان زكريا بخوش خلال رحلته البحثية بـ3 مترجمين، لكن لم يشعر بحسب قوله بترجمة سياقية 100 بالمئة، وقال في هذا الجانب: قد لا تكون الحلول الدولية لحل الأزمات ناجعة إذا لم تأخذ البعد المحلي وسياقاته، وهذا ما حصل بحسبه في أزمة الروهنغيا، كما أكد على أهمية التغطيات الإعلامية، مشيدا بجهود “الشروق” في تبيان هذه القضية.