وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
على الرغم من قرارات الأمم المتحدة، وتصريحات واحتجاجات واستنكارات دول العالم على الاعتداءات والقتل والتشريد والدمار، الذي تقوم به سلطات ميانمار (بورما) ضد الأقلية المسلمة من طائفة الروهنغيا هناك، ماتزال قوات الجيش والأمن في ميانمار تعيث فساداً في هذه المنطقة التي يقطن بها المسلمون، فأحرقت مساكنهم، ولجأ حوالي مليون نسمة منهم إلى جمهورية بنغلادش المجاورة، إلى جانب الآلاف الذين هاموا على وجوههم إلى الدول القريبة منهم، للنجاة بأنفسهم من بطش سلطات ميانمار التي يدين معظم سكانها بالديانة البوذية.
ومن المفارقات أن زعيمة هذه الدولة قد مُنِحت في وقت سابق جائزه نوبل للسلام، ومن المفترض أن تلجأ اللجنة المختصة بالجائزة إلى تجريدها منها، بعد اقترافها هذه الأعمال المنافية للسلام في بلدها ضد هذه الأقلية وما نجم عنها من كوارث.
كما أن المسلمين لايضمرون عداء ولا كراهية للطائفة البوذية، بل يتعاطفون معها، حينما كانوا يطالبون بحقوقهم في بعض الدول، بل كانوا يتعاطفون مع هذه الزعيمة، حين كان النظام العسكري السابق يفرض عليها الإقامة الجبرية.
من ناحية أخرى، فقد صدر قرار مؤخراً بإطلاق سراح أكثر من ثمانية آلاف سجين، احتفالاً بإحدى المناسبات المحلية في ميانمار، وهذا يعكس الأعداد الكبيرة في سجون ميانمار، إذا كان المفرَج عنهم فقط بهذا العدد الكبير!
وإذا كان المسلمون لا حول لهم ولا قوة غير الاحتجاج والشجب والاستنكار وتقديم المساعدات للاجئين، فإن دول العالم الفاعلة، ومن خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوثين الأمميين، لم يُثنوا السلطات والميليشيات المسلحة، وقطعان المجرمين في هذه الدولة عن الاستمرار في اضطهاد إخواننا المسلمين هناك.
وإذا كانت الكراهية للإسلام والمسلمين والعرب، التي برزت مؤخراً في بعض الدول، وتهديد الجاليات المسلمة هناك، وكذلك توازن القوى في العالم، إذا كان ذلك ومحاذير أخرى تَحُول دون التدخل المباشر لوقف هذه الأعمال الإجرامية ضد هذا الشعب المسلم الأعزل، فإن الأمم المتحدة وللأسف لم تقم بواجبها بإنهاء هذه الأعمال لعدم جدية القوى العظمى في ذلك، وعلى الأقل إرسال قوات دولية من الأمم المتحدة للتمركز على خطوط التماس بين الطرفين للحيلولة دون تجاوز الخطوط الحمراء، ومنع الاعتداء على هذه الطائفة.
نسأل الله تعالى أن ينصر إخواننا هناك عاجلاً، ويحفظهم من بطش أعدائهم ومن كل مكروه، ويعودوا إلى ديارهم سالمين.
إنه قريب مجيب.