وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
رصدت مجلة “نيويورك تايمز” الأمريكية، مأساة نساء الروهنغيا اللاتي تعرضن للاغتصاب مرارا من قبل جنود جيش ميانمار قبل أن تتمكن من الفرار، لكن معاناتهن تضاعفت مع حملهن لأطفال نتيجة للاغتصاب.
وقالت “نيويورك تايمز” إن نور المتواجدة الآن في أكبر معسكر للاجئين بالعالم في بنغلادش لم تكن تستطيع تحمل آلام الجوع، لاسيما وأنها تحمل جنينا في رحمها. وكان جنود ميانمار قد قاموا باغتصابها مرارا في الأيام الأخيرة من العام الماضي، في البداية داخل قريتها، ثم في الغاية. بعدها فرت مع حوالي 700 ألف من مسلمي الروهنغيا الآخرين إلى بنغلادش، حيث تعيش الآن.
وحملت معها تذكيرا متناميا بالحملة الوحشية لجيش ميانمار للقضاء على الأقلية غير المرغوب بها من خلال المذابح والاغتصاب وحرق القرى. فالطفل الذي حملته يجعل النسيان دربا من المستحيل.
وتتابع الصحيفة قائلة إن الجميع في مخيمات لاجئي الروهنغيا يعرفون بحوادث الاغتصاب وكيف أن جيش ميانمار ظل على مدار عقود يستخدم العنف الجنسي كسلاح حرب، لاسيما ضد الجماعات العرقية المختلفة عن الأغلبية البوذية، يعرفون أنه ليس ذنب نساء وفتيات الروهنغيا اللاتي تعرضن لاغتصاب جماعي تحت فوهات الأسلحة وفى ظل صراخ أمهاتهن وأخواتهن وبناتهم. لكن في مجتمع الروهنغيا المسلم التقليدي، يجلب الاغتصاب العار لمن يصيبه. وأي حمل ينتج عنه ينظر إليه كعار على الأسرة، حسبما يقول مستشارون يعملون في مخيمات اللاجئين.
ونتيجة لذلك، تضاعفت معاناة الناجيات، أولا من صدمة العنف الجنسي ثم من نبذ المجتمع المحافظ الذي تخلى عنهن وهن في أمس الحاجة للدعم.
وتوضح الصحيفة أنه من المستحيل معرفة عدد الأطفال الذين ولدوا نتيجة للاغتصاب في المخيمات. فأغلب نساء الروهنغيا تخترن أن تتم الولادة في الملاجىء بدلا من العيادات الطبية، ولذلك لا يوجد سجل شامل للولادات.
إلا أن العاملين في مجال الصحة داخل المعسكرات يتحدثون عن زيادة في الولادات المتزامنة مع عمليات اغتصاب منذ أغسطس وحتى سبتمبر العام الماضي، وهي أشد فترات العنف ضد الروهنغيا.