وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
قالت وحدة رصد اللغة الإنجليزية في الأزهر الشريف بمصر إن المتابع لأزمة الروهنغيا يكاد يتملكه إحساس أن هذه الأزمة لن تنتهي؛ وذلك بسبب الوعود الكثيرة التي قطعتها ميانمار بأنها ستسعى لحل الأزمة بشكل عادل، لكن شيئًا حتى الآن لم يحدث بحسب قولها.
واعتبرت الوحدة أن المشكلة في أن العالم الآن يوقن بصدق المآسي التي عاشها الروهنغيا، وحجم الانتهاكات التي تعرضوا لها، فالحقائق باتت تتكشف يومًا بعد يوم، بشكل ينفي أي احتمالية لكذب ما يرويه شعب الروهنغيا عن هذه المآسي والانتهاكات.
وقالت : ” الأمر الجديد هنا هو الأدلة التي تثبت أن حكومة ميانمار لا تريد لأحد أن يعرف حقيقة ما يجري، فقد أفادت مؤخرًا العديد من المواقع العالمية مثل “الغارديان” والـ “بي بي سي” أن حكومة ميانمار اتهمت اثنين من العاملين في وكالة “رويترز” بالحصول على معلومات بطريقة غير قانونية بسبب تقاريرهم عن الأزمة التي يواجهها الروهنغيا في ميانمار، ومن المقرر أن يمثلوا للمحاكمة “.
وأضافت ” وتشمل قائمة التهم الموجهة للصحفيين مخالفتهم للقانون العسكري للمقاطعة، كانت هذه هي حجة ميانمار؛ لكن الواقع يؤكد أن ميانمار تريد أن تخفي دلائل جرائمها ضد الروهنغيا، ذلك أن وكالة “رويترز” كانت قد أجرت تحقيقًا العام الماضي عن طريق هذين الصحفيين المقبوض عليهما أظهر كذب الادعاءات المزعومة من قبل حكومة ميانمار، وأكد على أنَّ الجيش قام بمجزرة دموية ضد مدنيين أبرياء بهدف التطهير العرقي. إضافةً إلى ذلك، قام الصحفيان بالتحقيق في قيام شرطة ميانمار بعملية إعدام ميداني لعشرة أفراد من مسلمي الروهنغيا من غير محاكمة أو توجيه أي تهم لهم “.
وأردفت ” هذه المماطلات من قبل ميانمار ومحاولاتها منع خروج حقيقة ما حدث وما يحدث على أرضها للعالم جعل الأمم المتحدة تشكك في إمكانية حل الأزمة.
فقد أورد موقع “Press TV” أن الأمم المتحدة أعلنت عن شكوكها حول وعود حكومة ميانمار بعودة مسلمي الروهنغيا إلى إقليمهم في ظل أوضاع العنف المستمرة التي ترتكب ضدهم.
فقد صرح مقرر الأمم المتحدة الخاص بأوضاع حقوق الإنسان في ميانمار أن حكومة ميانمار لم تقدم أيَّ جديد يذكر فيما يخص التمييز العنصري وعدم المساواة والسياسة المجحفة المرتكبة ضد مسلمي الروهنغيا، بل إنها إلى الآن لم تخطُ خطوة ناجحة فيما يخص تعديل القوانين التي تستهدف مسلمي الروهنغيا.
وخلال المؤتمر الذي أجرته من بنغلادش، تحدثت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن الوضع في ميانمار قائلة: “على حكومة ميانمار أن تكفَّ عن الحديث والكلام والوعود، وأن تنتقل إلى مرحلة التنفيذ والعمل”، مضيفة أن مسلمي الروهنغيا يأملون في الحصول على حياة كريمة وتعليم ورعاية طبية والحصول على حق حرية التنقل من مكان لآخر “.
وحذرت الوحدة من الوضع الحالي في مخيمات لاجئي الروهنغيا وقالت إنه كارثي لا يمكن تخيله، وتابعت ” ففضلًا عن الأوضاع المعيشية غير الإنسانية، بدأ معدل جرائم القتل يزداد في هذه المخيمات، حيث قُتل نحو 19 شخصًا مؤخرًا، الأمر الذي دعا مسؤولي بنغلادش إلى التصريح بأن بلادهم ستنشر الآلاف من رجال الشرطة في مخيمات اللاجئين الروهنغيا في الجنوب بعد وقوع العديد من حوادث القتل غير المفهومة في المخيمات مما بث الرعب في قلوب مئات الآلاف من اللاجئين الذين فروا من ميانمار “.
وأكدت الوحدة أنه في ظل هذه الظروف فإن دولة مثل بنغلادش لن تتحمل طويلًا هذه المسؤولية، وإذا ما حدث هذا فإن العواقب ستكون وخيمة، ولا يمكن تخيلها؛ ولذلك فإن الأمل لا يزال معقودًا أن تتحرك المنظمات الدولية للضغط على ميانمار لحل الأزمة، لأن الوعود المطلقة باتت لا تجدي نفعًا.