وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
كشفت جماعات حقوقية أن عصابات الإتجار بالبشر تورطت في جرائم وانتهاكات إنسانية بحق لاجئي الروهنغيا الذين يحاولون الهروب من ميانمار بسبب الاضطهاد والتطهير العرقي إلى تايلاند وماليزيا، بحسب صحيفة ” تليغراف” البريطانية.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإليكتروني إن هذه الجماعات الحقوقية أصدرت تحقيقا جديدا مروعا الأربعاء يكشف المعاملة الوحشية التي يتعرض لها مسلمي الروهنغيا الفارين من ميانمار.
ويوثق التقرير الصادر في 121 صفحة بعنوان “بيعوا مثل السمك” من قبل لجنة حقوق الإنسان الماليزية وجماعة “فورتيفي رايتس” الحقوقية الانتهاكات المروعة بحق آلاف الروهنغيا الذين تعرضوا للتجويع والاغتصاب والقتل في البحر على يد تجار البشر الذين استعبدوا الناجين وابتزوهم للحصول على المزيد من الأموال.
هذه الجرائم ارتكبت خلال الفترة بين 2012 و 2015، عندما حاول 170 ألف من الروهنغيا الهروب من اضطهاد في ميانمار وحُملوا في قوارب مكتظة بشدة من قبل عصابات الاتجار الجشعة التي حققت ما يقدر بنحو 50 إلى 100 مليون دولار سنويا من التجارة في البشر، وفقا للتقرير.
كما توثق هذه الدراسة التي اعتمدت على 270 مقابلة مع ناجين ومسئولين المقابر الجماعية ومعسكرات الاعتقال على امتداد الحدود الماليزية التايلاندية. وتأتي قبل تقرير لجنة التحقيق الملكية المعينة من قبل الحكومة الماليزية والذي سيصدر في يونيو حول التخلص من ضحايا التهريب الموتى في ولاية بيرليس الماليزية في 2015.
ويُزيد التحقيق المخاوف المتنامية من إعادة فتح طرق الاتجار بالبشر وذلك لأن موجة جديدة تضم نحو 730 ألف من لاجئي الروهنغيا أجبروا على ترك منازلهم بسبب حملة للتطهير العرقي في 2017 أصبحوا يائسين بشكل متزايد من معسكرات اللاجئين المزدحمة في بنغلادش.
وأنقذ حرس الحدود في بنغلادش ما لا يقل عن 100 شخص من الروهنغيا من المهربين هذا العام وحده. ويقول مسؤولون إن العصابات، غير القادرة على نقل الفارين إلى وجهة أكثر أمانا، يخدعون اللاجئين الفقراء للحصول على مدخراتهم الضئيلة.
وكشف التحقيق الجديد بالرسوم البيانية كيف حُشر الآلاف من طالبي اللجوء المحتملين السابقين في ظروف خانقة على قوارب صيد خطرة وحرموا من الطعام والشراب وتعرضوا للضرب المبرح. وتحدث عشرات الناجين عن مشاهدة أكثر من 100 حالة وفاة.
فقال عبد الياسين (17 عاما) الذي هرب من ميانمار في فبراير 2014 على متن سفينة أُخبر أنها ستأخذه إلى ماليزيا:” بعض الناس لم يكن معهم الطعام والشراب الكافي وأصبحوا غاضبين جدا. وعندما حدث هذا طعنهم المهربون وألقوا بهم في البحر. 6 أشخاص قتلوا”.
أما محمد خان (25 عاما) فقال:” لم يقدموا لهم الماء. الناس أصابهم الجنون”. كما أن الظروف كانت في غاية السوء الأمر الذي دفع البعض للانتحار.
وأشارت الصحيفة إلى أن كثيرين ممن فروا من الاغتصاب والقتل والحرق العمد على يد الجيش الميانماري في وطنهم، قد يكونوا غير مدركين للفظائع الجديدة التي قد تنتظرهم.
من جانبها حددت المنظمة الدولية للهجرة، وهي هيئة تابعة للأمم المتحدة، ما لا يقل عن 217 من ضحايا الاتجار بالبشر منذ بدء الأزمة الأخيرة في ميانمار، في ظل وجود لاجئين على استعداد للمخاطرة في أعالي البحار هربا من ظروفهم اليائسة.
وقالت فيونا مكجريجور المسئولة في المنظمة لرويترز الشهر الماضي :”نعتقد أن هذا الرقم يمثل مجرد جزء بسيط من العدد الحقيقي للاجئين الروهنغيا المتضررين.”
وقبل عدة أشهر قرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تشكيل فريق جديد من محققي الأمم المتحدة، بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ، لجمع أدلة عن الأعمال الوحشية التي تم ارتكابها ضد أقلية الروهنغيا في ميانمار .
وقرر المجلس الأممي فتح التحقيق بعدما وجد مؤخرا تقرير حديث للأمم المتحدة أدلة على إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية تم ارتكابها بحق الأقلية المسلمة التي تم طردها من ميانمار ذات الأغلبية البوذية.