وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
مسلمو الروهنغيا بين القتل والتعذيب حيث قضوا حوالي 5 سنوات كمواطنين في مملكة أراكان المستقلة المسلمة وذلك قبل أن تقع مملكتهم تحت احتلال وقسوة دولة ميانمار العنصرية، وحتى ذلك الوقت ظلت تمارس ميانمار حملة إبادة وتطهير عرقي ضد المسلمين وذلك بمساعدة الجماعات البوذية المتطرفة والتي قامت بقتل وحرق وتشريد الملايين منهم، فيما تتواصل تلك الجرائم البوذية كان يعيش مسلمو الروهنغيا في مخيم كبير يقع في منطقة أراكان، ذاك المكان الكبير الذي أنشأته الحكومة والذي يضم نحو 160 ألف شخص يعيشون بلا خدمات وبلا رعاية وهذه من أبسط حقوقهم.
بالبداية تحدث عبدالله عبدالقادر مدير وكالة أنباء أراكان ANA أن الدول الأوروبية تختلف باختلاف درجة العلاقات الدبلوماسية والتاريخية مع ميانمار التي كانت معزولة عن العالم وربما أكثر الدول الأوربية علاقة مع ميانمار هي بريطانيا بالنظر إلى أنها المستعمر السابق للهند بما في ذلك ميانمار وهي كثيرا ما كانت تتحكم بخيوط اللعبة هناك قبل أن يتحول العالم إلى قطب واحد وتصبح الولايات المتحدة الأميركية القوة العظمى في العالم، حيث إن بريطانيا كانت تدعم السلطة العسكرية السابقة في ميانمار وذلك منذ أن قررت بريطانيا التخلي عن الاستعمار وترك المكان للسلطة العسكرية وكان الأمر كذلك إلى أن زادت الضغوطات على بريطانيا بسبب السياسة العسكرية وحملات التطهير التي شنتها ضد المسلمين والأقليات الأخرى، وقام الاتحاد في العام 2018 بفرض عقوبات ضد 7 من مسؤولي ميانمار بسبب أزمة الروهنغيا ليبلغ عدد الذين منعوا من السفر إلى دول التكتل وتجميد أصولهم بسبب أزمة الروهنغيا إلى 14 مسؤولا.
وأضاف: يعيش المسلمون الروهنغيا في ضنك من العيش وتقييد لحرية ممارسة الشعائر الدينية؛ وبما أن الشعائر الإسلامية تزداد في شهر رمضان فإن حكومة ميانمار تحاول جاهدة مضايقة المسلمين ومنعهم من أداء شعائرهم الدينية وترى أن ذلك إعلاء لشعائر الدين الإسلامي في بلد غالبيته من البوذيين، حيث إن المسلمين في بلدة تاكيتا بمدينة رانغون الميانمارية يواجهون صعوبات في شهر رمضان المبارك بسبب قلة أماكن الصلاة بعد إغلاق مدرستين إسلاميتين استجابة لضغوط قوميين بوذيين، كما أن هذه الصعوبات هي جزء من الضغط الذي يواجه المجتمع المسلم في ميانمار، مع ازدياد أعداد المسلمين وقلة أماكن الصلاة، حيث مر وقت طويل منذ أن استطعنا بناء مسجد جديد في هذه البلدة.
وقضية الروهنغيا تحتاج إلى تضافر الجهود السياسية والحقوقية للدول وللمؤسسات الأممية لتسيران جنبا إلى جنب وتصب النتائج في نهاية واحدة تتحقق بها آمال الروهنغيا وتعاد إليهم حقوقهم وينصفون من خصومهم وفق القوانين المنصوص عليها أمام المحاكم الدولية، غير أن تشابك المصالح الدولية والإقليمية وتعارضها في شرق آسيا حيث تقع ميانمار يمنع بعض الدول الكبرى من التركيز على حقوق الإنسان الروهنغي أولا ووضعها في الاعتبار قبل كل شيء، وتقف تلك المصالح كعراقيل أمام بعض المؤسسات الأممية.
وأكد صلاح عبد الشكور رئيس وكالة أنباء أراكان وقفت الدول الأوروبية مع هذه القضية منذ سنوات طويلة من خلال عدد من الأمور من ضمنها إدانة ما يقع على أقلية الروهنغية المسلمة من إبادة جماعية وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية من قبل حكومة وجيش ميانمار، وكانت كل الدول تستنكر هذه المجازر التي تحصل لمسلمي الروهنغيا لأن هذه الجرائم فظيعة جداً وتصنف من الدرجة الأولى فيما يتعلق بالإبادة بشكل جماعي وفي دولة نائية من دول شرق آسيا، وكان موقف الدول الأوروبية مع قضية الإنسان الروهنغي وإعادة حقوقه المسلوبة في ميانمار.
وهناك دول عربية وخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية قامت بجهود مشكورة وما زالت في خدمة القضية الروهنغية، ولكن لاستمرار المعاناة ولعظم المأساة يتطلب من العالم العربي والإسلامي أن يبذلوا جهدا أكبر يتناسب مع حجم القضية، على أمل أن تتحرك فيهم نخوة العرب ونشامتهم، لذلك نخاطب الضمير العربي الحيّ بأن على عاتقهم مسؤولية عظيمة تجاه إخوانهم المسلمين الروهنغيين المضطهدين منذ عقود وعليهم تبنّي هذه القضية التي تكاد تكون منسية ومهمّشة، ونتمنى وقوف الإعلام العالمي معنا بالشكل المأمول بشتى وسائله ومجالاته.