وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
“إن هؤلاء الذين يتمتعون بحقهم في طرح الأسئلة ويعيشون أيضاً في وطنهم هم الأحياء حقاً من البشر”.
“لقد ولدت في شهر ديسمبر من عام 2000، وكنت طالباً في الصف الحادي عشر عندما أدركت أنني كنت أعيش كما لو كنت ميتاً في وطني في مدينة بوتيدونج، شمال ولاية أراكان، في ميانمار. ولذلك قررت الفرار إلى بنغلادش لأنقذ نفسي من الموت وأبحث عن حياتي الحقيقية، حيث إنه كان من العسير أن أعثر على حياتي وأنا في وطني للأسف.
عندما بدأت رحلتي إلى بنغلادش، وجدت العديد من المواطنين الروهنغيا يحاولون الفرار أيضاً من ميانمار لنفس السبب – وهو محاولة العثور على حياتهم. وعندما فررت، كان ذلك موسم هطول الأمطار وكانت الرحلة طويلة للغاية. وأخذت معي بعض الأطعمة مثل الكيدجري والأرز الجاف والموز على أمل أن يكون هذا الطعام كافياً لمدة 10 أيام، وهي الوقت الذي تحتاجه لقطع تلك المسافة، ولكني صادفت في الطريق العديد من الجبال الشاهقة على الحدود بين بلادي وبنغلادش، وكانت الطريق بين هذه الجبال غارقة في مياه الأمطار مما زاد من زمن الرحلة. لقد واجهت العديد من الصعوبات الحقيقية من أجل عبور هذه الجبال وكان لزاماً علي أن أقضي 15 يوماً على قدماي. شعرت بالجوع لمدة أربعة أيام لأن طعامي كان قد نفذ بعد 11 يوماً. في النهاية وصلت إلى حدود بنغلادش وسبحت عبر نهر ناف يوم 11 سبتمبر 2017.
الآن أعيش هنا في أكبر مخيم للاجئين في العالم، وأنا مسرور للغاية وأشكر حكومة بنغلادش وشعب بنغلادش بالكامل لإظهارهم العطف ولسماحهم لي بالعيش مؤقتًا على أرضهم. وأشكر أيضًا جميع عمال الإغاثة على توفير الدعم الإنساني لي مثل الأرز والزيت والبازلاء التي أحصل عليها من البرنامج. أنا هنا أتمتع بحرية الصلاة بسلام، ولكن في ميانمار لم يكن يُسمح لي بذلك. ومن خلال الدعم المقدم من الحكومة والعاملين في المجال الإنساني، تمكنت من الوصول إلى بعض الخدمات الأساسية هنا. أنا أعيش هنا فقط على أمل الحصول على المساعدة حتى أتمكن من عيش حياتي الحقيقية بشكل آخر، وحتى الآن لا يحدث شيء أو لا يوجد أحد يساعدني من أجل العثور عليها.
في ميانمار، كنت أعيش في عقار سكني، لكنني الآن أعيش هنا على الأرض بسقف من القماش المشمع. وفي ميانمار، كانت قد أتيحت لي فرصة الدراسة، ولكنني لا أستطيع ذلك هنا. وإذا أردت هنا الاستحمام، عليّ الانتظار في طابور طويل أمام صنبور المياه. كما أنني أعيش في ظروف محفوفة بالمخاطر – خاصةً أثناء مواسم الرياح الموسمية والإعصار الطويلة في بنغلادش، فهي صعبة وخطيرة. وتتعرض فرصي المستقبلية في التعلم أو كسب الرزق الآن لتهديد حقيقي مع مرور الوقت، وأنا طفل بلا دولة يعيش كلاجئ في هذا الوضع الصعب على الحدود بين أرضين”.
سويد الله أحد رواة القصص الذين حصلوا على تدريب للتصوير وحكي قصصهم من البرنامج، وأحد الناشطين من الشباب الروهنغي ويقيم في أحد أكبر مخيمات اللاجئين في العالم في بنغلادش.