بقلم: طه عامر
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
أثارت مأساة مسلمي الروهنغيا مشاعر العالم الحر، وأسالت مدامع كل إنسان تجري في عروقه دم الأخوة الإسلامية والإنسانية، كيف لا وقد رأينا مشاهد تمزق القلب، مئات الألوف تركوا أوطانهم وديارهم قهراً تحت وطأة حكم عسكري دكتاتوري، وفاشية حاقدة.
تابعنا فصلاً من فصول المأساة الممتدة منذ عقود التي لم تحرك عشرات المذابح التي تجري لمسلمي ميانمار ضمير العالم لوقفها، وحفظ حقوق أقلية من أهل البلاد تسلب كافة الحقوق تحت سمع العالم وبصره.
إننا أمام اختبار كبير في هذه الأزمة، اختبار أخلاقي للعالم ومؤسساته الدولية التي تتعامل بمعايير لا تستقيم مع الشعارات والمبادئ التي رفعها عقب الحرب العالمية الثانية؛ وهو ما يعرف بميثاق حقوق الإنسان.
ومن المؤسف أننا لم نرَ أمام مأساة مسلمي الروهنغيا تطبيقاً لجزء من هذه المواثيق العالمية بما يتناسب مع حجم المأساة التي لم تعد خافية على أحد.
هل نجحنا في أوروبا في التحرك من أجل دعم ونصرة إخواننا في ميانمار؟
أعتقد أن تلك الفاجعة المتجددة أيقظت في مسلمي أوروبا روح الأخوة الإسلامية، وأزكت الحس الإنساني، وتمثل ذلك في العديد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية في العواصم الأوروبية والعديد من المدن الكبرى.
وقد تفاعل الكثير من الألمان مع قضية مسلمي الروهنغيا بعد معرفتهم بما يتعرضون له من حملات تطهير عرقي وإبادة جماعية.
مسارات التحرك
ونعود إلى السؤال حول مدى النجاح في التحرك بهذا الملف، فمن المهم تحديد مسارات التحرك، وأرى أهمها:
المسار الأول: التعريف بالمأساة والاحتجاج السلمي على ما وقع ويقع من مذابح وحشية على أيدي جيش ومليشيات حكومة ميانمار وبرعاية رئيسة الحكومة، وقد تم هذا بشكل جيد عبر الوقفات والاحتجاجات كما أشرنا من قبل.
ويجدر القول: إننا في هيئة العلماء والدعاة بألمانيا خصصنا خطبة الجمعة بتاريخ ٨ سبتمبر الماضي لنظرة مسلمي الروهنغيا، كما دعونا لتوحيد الخطبة في ألمانيا في تلك الخطبة.
المسار الثاني: وهو الإغاثة الإنسانية العاجلة؛ وذلك لتلبية حاجات اللاجئين الذين فروا من القتل والتعذيب لدول الجوار، وقد دعونا لتخصيص الجمعة في التاريخ السابق لجمع التبرعات وإيصالها عبر المؤسسات الخيرية القانونية.
المسار الثالث: وهو السياسي والحقوقي؛ وقد أرسل المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا رسالة لوزير خارجية ألمانيا للتدخل من أجل وقف الاعتداءات التي تقوم بها حكومة ميانمار، والدعوة إلى توفير الحماية للاجئين.
على الرغم من هذا التحرك الطيب فإننا بحاجة لجهد إعلامي لتعريف الرأي العام الأوروبي بقضية الروهنغيا ومعاناتهم، ونسعى لتكوين فريق من الشباب في العديد من المدن الألمانية بهدف التعريف بالقضية باللغة الألمانية من أجل تعريف الأجيال المسلمة الجديدة، وكذلك كسب الرأي العام الأوروبي.
سنظل في ألمانيا ندافع عن المظلومين والمقهورين في ميانمار وغيرها؛ لأن قدرنا هكذا أن نكون مع المظلوم ضد الظالم، ونؤكد أننا سنكون مع كل مظلوم بصرف النظر عن معتقده، فيكفي أنه يشاركنا الإنسانية.