بقلم: محمد شعيب
وكالة أنباء أراكان ANA | خاص
من المعلوم لدى الجميع أنَّ المسلمين في هذه الأيام يعيشون ظروفا قاسية جدا، فالبوذيون الذين تجردوا عن كل معاني الإنسانية يقتّلون أهلنا في ميانمار تقتيلاً عشوائيًّا، ويحرقون منازلهم على من فيها ويغتصبون نساءهم، ويقطعون أطفالهم .
كأن القوات المانمارية يصيدون المسلمين المظلومين كما يصيد أحدنا الطيور والعصافير. وقد سقط كثير من المسلمين شهداء إلى جانب عدد كبير من الجرحى.
إن العالم يعلم أنَّ ما يجري في "ميانمار" الآن وما يتعرَّض له المسلمون الروهنغيون من قتل وإبادة وتدمير وتشريد واعتداء على الأرواح والأعراض ليست أول حرب إبادة جماعية إجرامية ضدهم من قبل القوات الميانمارية المعادية للمسلمين؛ وإنما هي استمرار لما يقومون به منذ 1982م بطريقة غير شرعيّة تماماً؛ وكل ذلك على مرأى ومسمع من أمم العالم؛ ولكنَّ العجيب في الأمر أنّه لم يتحرَّكْ على مستوى العالم الإسلامي فضلا عن غير الإسلامي تجاه المجزرة الميانمارية الوحشية إلاّ القليل من الدول الإسلامية، فضلا عن الدول غير الإسلامية؛ بل الكثير من الدول غير الإسلامية من الصين وروسيا والهند تساعدها بكل أنواع الدعم المادي والمعنوي والعسكري والاقتصادي والتقني.
لقد تداعت قُوى الظلام في العالم على أهلنا في ميانمار، مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا» ، قَالُوا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «أَنْتُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، تُنْتَزَعُ الْمَهَابَةُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، وَيُجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنُ» ، قَالُوا: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» صدق رسولنا صلى الله عليهِ وسلّم، فالمسلمون يبلغ عددهم أكثر من مليار ومع هذه الكثرة للمسلمين يصنع البوذيون مع المسلمين ما يشاؤون؛ لأنَّ المسلمين قد صاروا زبدًا يذهب جفاءً، أدخل في قلوبهم حبٌّ الدنيا وكراهيةُ الموت، وانتٌزِعَتْ مهابتُهم من قلوب عدوهم، يصدق عليهم قول الرسول عليه السلام: "ولكنهم غثاء كَغُثَاءِ السَّيْلِ".
إنَّ ما يذوقه الروهنغيا المسلمون من الويلات التي لا يعلم شدَّتَها إلاّ الله وحدَه، يرجع فيه الذنب الأكبر والجريمة الشنيعة إلى جانب الصين التي تُمِدُّ ميانمار بكل دعم ماديّ ومعنوي وعسكريّ انطلاقاً من عاطفتها المذهبية، والمسؤولية تقع على الدول العربية والإسلامية ذات العدد الكبير، التي تلازم الصمت تجاه المجزرة التي تقوم بها ميانمار في ولاية أراكان.
كيف يجوز الصمت العالمي والعربي والإسلامي تجاه المجزرة ضد إخوانهم المسلمين؟ أليسوا بشرا؟ أليس لهم حقوق؟ بل لا بد للدول العربية أن تتحرك على أرض الواقع تحركا لا يكون أقل وأضعف من تحرك الصين وروسيا للإبقاء على ميانمار. ولابد للمسلمين على مستوى العالم أن يساعدوا أهلهم في ميانمار، وفي سائر أنحاء العالم.
التعليقات 1
ثاقب الإسلام
16/10/2017 في 10:19 am[3] رابط التعليق
شكر ا لأخي الفاضل علي إلقاء المقالة الهامة التي تمثل لأحوال الشعب الإسلامي المظلومة المنكوبة
(0)
(0)