بقلم: محمد عبد الله
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
بيان رئاسي لمجلس الأمن الدولي هو الأول من نوعه منذ 10 سنوات بشأن أزمة مسلمي الروهنغيا يعكس حجم المأساة التي تعيشها تلك الأقلية المسلمة المضطهدة في ميانمار حيث العنف والتطهير العرقي، وأيضاً في الخارج حيث معاناة الفرار وويلات اللجوء.
رسالة واضحة.. إنهاء التطهير العرقي!
البيان الذي صدر بالإجماع يحذر السلطات الميانمارية من استخدام القوة المفرطة ومحاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك قتل الرجال والنساء والأطفال والعنف الجنسي وحرق الممتلكات.
فمنذ الخامس والعشرين من أغسطس الماضي يرتكب جيش ميانمار وميليشيات بوذية مجازر وحشية بحق الروهنغيا أسفرت عن مقتل الآلاف منهم وفرار قرابة مليون شخص إلى بنغلادش بحسب إحصاءات منظمات دولية.
البيان الرئاسي يبعث برسالة واضحة مفادها ضرورة إنهاء التطهير العرقي ضد مسلمي الروهنغيا وعلى السلطات في ميانمار أن تستجيب للمطالب الواردة في هذا البيان.
كانت البعثة البريطانية بمجلس الأمن قد وزعت في اكتوبر الماضي مشروع قرار بشأن الروهنغيا، إلا أن الصين اعترضت عليه ما دفع ببريطانيا إلى تخفيف بعض العبارات وتحويله إلى بيان رئاسي ليس بقوة له قوة القرار، ومع ذلك يظل أقوى بيان بشأن أقلية الروهنغيا التي تصنفها الأمم المتحدة بأنها الأكثر اضطهاداً في العالم.
مخيمات غير صالحة للعيش
بيوت مغطاة بقطع بلاستيكية سوداء يعيش فيها لاجئو الروهنغيا في بنغلادش، متخذين منها مقراً مؤقتاً لهم إلى أن تتوفر لديهم وسائل بديلة توفر مقومات حياة كريمة.
أحوال لا توصف، وأوضاع كارثية يواجهها اللاجئون الذين تزداد أعدادهم يوماً بعد يوم ومنازل جديدة تشيد في المنطقة التي يقطنها عشرات الآلاف من الروهنغيا جاؤوا قبل ثلاثة أشهر من الآن.
في خيمات لا تتوفر فيها مقومات الحياة، يعيش لاجئون أبسط أحلامهم الحصول على مكان للتخييم في مناطق مكتظة وغير صالحة للعيش، حيث تضرب السيول هذه الأماكن أوقات المطر ومواسم الرياح.
مستنقع أوبئة
هم الآن في مكان آمن، لكن معاناة هؤلاء اللاجئين لم تنته بعد، هربوا من العنف في أراكان، وجاؤوا إلى بنغلادش ليعيشوا حياة صعبة.
وفق تقرير للأمم المتحدة فإنه في غضون بضعة أشهر تضاعف معدل سوء التغذية بين الروهنغيا، ووصل إلى مستوى خطير وخاصة بين الأطفال.
فرانسيس كيندي من برنامج الأغذية العالمي، يقول بأن اللاجئين الفارين من ولاية أراكان البورمية كانوا يعانون هناك من سوء التغذية، وقد قاموا برحلة طويلة نفذ خلالها الطعام، وفي النهاية وصلوا لمكان آمن إلا أن الوضع في المخيمات صعب جداً.
واحد من كل أربعة أطفال يعاني من سوء التغذية، ومن المرجح أن يزداد الوضع سوءاً ما لم تتحرك المنظمات الإنسانية.
"مايكل دونفورد" منسق في برنامج الأغذية العالمي يشير إلى تأثير سوء نوعية المياه ونقص النظافة، وكثيراً من حالات الأمراض، خاصة سوء التغذية الذي يعدّ أمراً مقلقاً للغاية.
وهناك قرى بأكملها تواصل التدفق إلى بنغلادش بانتظار الوصول الى مخيمات اللاجئين المكتظة أصلا، إنها أسوأ موجة نزوح نظراً لعدد الأشخاص المتضررين خلال وقت قصير منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1997 .