بقلم/ صابر الأركاني
وكالة أنباء أراكان ANA | خاص
لم يحلم مسلمو أراكان يوما ولم يتوقعوا أنهم ينجحون في توثيق الانتهاكات البوذية بحقهم في بورما بالصور والفيديو، عقود من الظلم والحرمان من الحقوق الأساسية وإبادة جماعية شاملة لإخواننا المسلمين الروهنجيا بدءًا من سقوط مملكة أراكان الإسلامية بيد المتغطرس البورمي البوذي " بوداباي " عام 1784م. ومن هذا التاريخ باتت مملكة أراكان الإسلامية خاضعة لبورما بالقوة العسكرية عقب الاحتلال الدموي لهذه المملكة المسلمة، وجاءتهم موجة أخرى أكبر من هذه الأمواج في الظلم عام 1962م عندما انقلب الجنرال البوذي " ني وين " على الحكم وبدأ يستبيح دماء المسلمين عامة ودماء الروهنجيا خاصة لكونهم أصحاب أرض وتاريخ سياسي في المنطقة، فعاث في الأرض فساداً وأرسل عصاباته القاتلة إلى أراكان لضربهم ودفنهم في مقابر جماعية بعد ارتكاب جرائم محرمة بحقهم، ولم تكتف حكومة بورما الشيوعية بهذا الحد؛ بل شرعت في الضرب عليهم بأسوأ حرب قانونية في عام 1982م حيث شرّع البرلمان البورمي العسكري آنذاك قانوناً يصنف فيه الشعوب القاطنة على أراضيها إلى ثلاث فئات أولها: المواطن من الدرجة الأولى، وهذا له حق الترشيح وممارسة الأنشطة السياسية والاقتصادية. إلخ وثانيها: المجنسون ولهم حقوق ورعاية ما عدا الترشح في الرئاسة ومميزات أخرى. وثالثهما: وهو الأسوأ في التصنيف: الدخيل أو المقيم في بورما بطريقة غير شرعية. مسلمو أراكان حوربوا في كل شيء وأخيراً سلبت منهم الهوية الوطنية بعد أن كانوا مواطنين بالدرجة الأولى حتى وصل العديد من الروهنجيا إلى مناصب وزارية وعسكرية عليا قبل إسقاطهم قانونياً عام 1982م لدوافع أيدلوجية وسياسية، ولم يكونوا يملكون الأجهزة الإلكترونية كالتلفاز والجوالات أو التواصل مع العالم الخارجي إلا في نطاق ضيقٍ جداً، وكانوا يستصرخون ويستنجدون بالمسلمين بعد هروبهم من البطش البوذي إلى الدول المجاورة لبورما. والمسلمون لم يكونوا على علم ودراية بما يجري هناك من الظلم بحق إخوانهم إلا في 3 يونيو و10 يونيو 2012م عندما تجددت المأساة بحقهم بالمؤامرات البوذية لإبادة المسلمين مجدداً وبتبريرات مختلقة حتى تكون الإبادات الجماعية مشروعة أمام العالم لكن الحكومة البورمية سقطت في الوحل ولم تنجح إلا في إبراز صورتها الحقيقية السوداء للجميع.
فمواقع التواصل الاجتماعي لعبت أدواراً هامة في تسريب الانتهاكات بحق المسلمين كحرقهم وحرق بيوتهم وضربهم بالسيوف والسكاكين. والآن وبفضل الله أكثر المسلمين في العالم بل حتى غير المسلمين عرفوا الوجه الأسود لبورما بفضل الله ثم بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي كسرت الحصار الإعلامي المطبق على مسلمي بورما وأراكان منذ عقود.
أمنيتي في هذا المقال أن يساهم الأفراد قبل الشعوب في دعم النشطاء داخل أراكان الذين يوثقون بعض الانتهاكات والجرائم عبر جوالاتهم؛ وذلك بدعمهم وتبنيهم بالرواتب الشهرية ﻻستدامة كشف وفضح الوجه البورمي الميانماري الأسود ولتعريف العالم بهذه المأساة التي طال تغييبها قسراً، وأنا أنتهز الفرصة بهذا المقال راجيا من الله الرحمة والمغفرة لنشطائنا داخل أراكان وخارجها الذين قدموا أرواحهم لله من أجلنا ولنكافئهم على تضحياتهم بدموع الدعاء المستمر أن يفرج الله أسر المأسورين من النشطاء داخل الزنازين الذين ناضلوا من أجلنا، ودفعوا الثمن غالياً ﻻستعادة الحقوق المسلوبة. والله نعجز عن شكركم يا إخوتي وسامحونا على التقصير.
وباسم وكالة أنباء أراكان التابعة للمركز الإعلامي الروهنجي وباسم زملائي في المركز والوكالة نقدم إليكم أطيب التحايا ونقول لكم: كل عام وأنتم بعزة وصمود يا إخوتي، والله لن نصمت ولن نستكين عن مطالبة حقوق شعبنا في العالم. ولكم أنتم قراء هذا المقال الشكر والتقدير مني ومن زملائي في وكالة أنباء أراكان والمركز الإعلامي الروهنجي على دعمكم المستمر لإيصال صرخاتنا إلى العالم أجمع.
التعليقات 2
هايل الزعبي
13/07/2016 في 1:31 am[3] رابط التعليق
حسبي الله ونعم الوكيل بكل طاغيه
ربي ينصركم ويثبت أقدامكم ويفك اسركم
(0)
(0)
يوسف الحلبي
15/07/2016 في 3:54 am[3] رابط التعليق
مقال أكثر من رائع وجهود جبارة أخ صابر
والله معرفت قضية بورما إلا منك. شكرا لك أخي
متابعك بصمت
(0)
(0)