وكالة أنباء أراكان | خاص
بقلم : نور البشير
بدَتْ كأنها فصولٌ من فيلم سينمائي تُعرض أجزاؤها على شاشةٍ عملاقة والجميع في انتظار الجزء التالي تَعلو مُحيّاهم الدهشة والاستغراب من السيناريو العميق الذي يتخلل ثنايا الأحداث ..
كغيره من أفلام الدراما استمرت المشاهدة دقائق معدودة ثم ارتدّ المشاهدون صوب مساكنهم المُترفة وانصهروا مجددا في حياتهم اليومية كأنْ لم يَكُ شيء.
روايةٌ مرئية وفي الأحيان سمعية تتكرر كل حين وكل يوم بنفس الوتيرة وعلى ذات النسُق ولكن بصور مختلفة .
طفلٌ يقتل، فتاةٌ تغتصب، امرأة ثكلى، عجوز متهالك جائع ضائع، رجل مصلوشب مشقوق الجسد .
صورٌ عديدة لأبشع أنواع الاضطهاد العرقي تمارسه الحكومة الميانمارية متواطئةً مع البوذيين في حق الشعب الروهنغي المسلم الأعزل .
أكاد أجزم بأن صور جرائم البوذ وصلتْ كل بيتٍ في العالم وكل جهازٍ ذكي بلا استثناء؛ لكن المعمورة جمعاء اتفقت للمرة الأولى في تاريخ البشرية على شيء لا ثاني له وهو الوقوف متفرجا والصمت التام بلا أيّ حِراك، وكأنهم يهتفون في صوت واحد :
– اضرب الروهنغيّ أيها البوذي، اقتله، أو اصلبه، أو احرقه، أو اهتك عرضه فلا يهمنا أمرُه، لا يعنينا الأمرُ برمّته؛ حتى أنه لا يُعد من ضمن البشر !
نعذُر الغرب لأن ذلك دَيدنهم، ولا نتوقع منهم إلا الأسوأ طبعا ؛ فما هو عذر المسلمين ؟
لم نرَ منهم أحداً ينبِس ببنتِ شفة .. !
أخيراً ..
اتّضح لنا نحن الروهنغيين في خَضم هذه الأحداث أن ما مِن أحدٍ يهمه أمرُنا، ولا ناصر إلا الله عز وجل ثم المقاومة الذاتيّة من الداخل والخارج ؛ فلا أحد يحفِل بما يحدث على أرض أراكان المنكوبة غير أبناءها ..
فقوموا – أبناء أراكان – رعاكم الله؛ وكونوا صفاً واحدا، يداً مقاومةً واحدة في وجه المارد البوذي اللعين، وأوقظوا من داخلكم روح النصرة وأوقدوا شُعلة المقاومة بكل السبل المتاحة؛ فذاك حقكم ولن يتجرّأ أحدٌ على سَلبه منكم.
رحم الله شهداءنا البررة، وحفظ أعراضنا، ونصَر المقاومين على العدو البوذي .