وكالة أنباء أراكان ANA |صحيفة المدائن
المأساة التي يعيشها الروهنغيا، وحرب الإبادة التي يتعرضون لها والتعذيب الوحشي الذي لم يسلم منه النساء والأطفال، يفرض الكثير من التساؤلات عن أسباب غياب المسلمين عن نصرة إخوانهم مما يتعرضون له، ويفتح الباب للسؤال عن دور المؤسسات الإسلامية التي تعد من أهم مهامها الدفاع عن المسلمين ونصرة قضاياهم، خاصة الأقليات التي تتعرض للإبادة، حتى أن رئيس مجلس الروهنغيا في أوروبا خير الله أمين اضطر لمناشدة العالم الإسلامي للوقوف بجوارهم بقوله “رجاء احمونا، وادعمونا من أجل أن ندافع عن أنفسنا، هذه هي رسالتنا إلى المجتمع الدولي والعالم الإسلامي وتركيا”.
لقد تحول العنف ضد مسلمي الروهنغيا إلى “إبادة جماعية”، و ارتكبت حكومة ميانمار مجازر دون تمييز بين امرأة وطفل ومسن، وحرق الناس وهم أحياء ولم يكن العنف هذه المرة من جماعات بوذية متطرفة وحسب بل تقوم به بشكل رئيسي حكومة ميانمار، لأنها أمنت العقاب، وأدركت أنه لن يتحرك لهؤلاء البائسين المستضعفين احد، فاستمرت في عدوانها الأثيم على العزل من النساء والأطفال، وقامت بمذابح ومجازر قد تكون الأسوأ في عالمنا الحديث، وسط صمت غريب ومريب من العالم أجمع.
وبالرغم من قيام الأمم المتحدة بتشكيل لجان تحقيق، وجاءت شهادات المواطنين صادمة حسب تعبير الأمم المتحدة في تقاريرها، إذ أعربت رئيسة لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة ليني أدفيرسون عن صدمتها مما سمعته ورأته قائلة” إن منازل البعض دمرت وتعرض آخرون للعنف، ومنهم من قضى أفراد أسرته قتلا، كما أعربت عن دهشتها من ممارسة جهاز شرطة وجيش يقتل الأطفال تحت ذرائع أمنية، مؤكدة أنه لا يمكن لأي سبب أن يشرعن هذه المجازر”.
لقد أصبحت جرائم حكومة راكان ضد مسلمي الروهنغيا حديث العالم اجمع، وبالرغم من هذا كله فلم يتم تحرك إيجابي واحد للدفاع عن هؤلاء الضحايا، ولم يتم التحقيق مع مسؤول واحد ممن يقومون بهذه الاعتداءات الوحشية، والكرة الآن في ملعب المسلمين جميعا، فلن يدافع عن المسلمين إلا بني جلدتهم من إخوانهم المسلمين الذين يملكون الكثير من وسائل القوة لوقف هذه الاعتداءات الوحشية على المسلمين، ولابد من وقفة قوية للمنظمات الإسلامية العالمية لفضح هؤلاء المجرمين وتوفير الحماية لمسلمي الروهنغيا، وهو الدور الذي يجب أن يتم الآن وبصورة عاجلة.