بقلم: محمد إلياس
وكالة أنباء أراكان ANA | خاص
كلنا من وراء هدف واحد ، لا يختلف أحد في إنقاذ الشعب الروهنغي من أزمتهم ومصائبهم وآلامهم ومن لا يتأثر بما حصل من أحداث مؤلمة ودامية بل إبادة عرقية؟ الشعب برمته بين القتلى والجرحى ، والنساء والبنات والأخوات تعرضن للهتك بصور شنيعة، والاعتقالات عشوائية في نطاق واسع بدون مبرر.
يعيش من يعيش من الباقين بين الخوف والهلع كأنهم تحت سيوف التعذيب، كأنهم يحملون أجسامهم كجثث لا حراك فيها؛ وأصبحت أراكان كالسجن تحت أديم السماء ليس لهم أي حق للتحرك. كانوا كلهم يمتلكون البيوت وأراضي للزراعة واليوم أصبحوا مشردين خارج مسقط رأسهم أو تحت أكواخ المخيمات في دارهم محرومين من منازلهم وممتلكاتهم يعيشون الفقر والمجاعة؛ وأصبح هذا الشعب ككيان مشلول محروم كل الحرمان من قيم الحياة .
الوضع هكذا فكيف لنا أن نختلف؟ وأي شيء نتنافس فيه ؟ وأي أهداف نختلف عليها ؟ اليوم أصبح لقضية الروهنغيا دوي في المحافل الدولية وصارت من أهم محاور المؤتمرات الدولية، والمجتمع الدولي يهتم بالقضية وهيئة الأمم المتحدة ترسل لجنة مكونة من حقوقيين لتقصي الحقائق وتفرض ضغوطا على حكومة ميانمار، وهذه بعض بوادر الخير والمبشرات لمن ظلوا ضحايا الأزمة والمجازر المتتالية، وكأن هذا التحرك فيه بعض بريق الأمل للشعب المحروم والمنكوب .
من هنا يصبح من أهم الأولويات أن نستغل الفرص المتاحة لنا إقليميا ودولياً، وقد قدمت لنا بعض الدول العربية والإسلامية خدمات عظيمة تكاتفا معنا في هذه الأزمة الصعبة وعلى رأسها المملكة الإنسانية المملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات وتركيا وماليزيا واندونيسيا وغيرها وذلك بفضل الله وعونه ثم بسعي مشكور من منظمة التعاون الإسلامي (OIC) باهتمامها البالغ تجاه القضية حيث أتاحت فرصة تأسيس اتحاد روهنغيا أراكان " ARU " وذلك لتكون قيادات ومنظمات وجمعيات ومراكز منبثة في العالم لأجل صالح الروهنغيا تحت مظلة واحدة ولتوحيد الصفوف والمواقف.
لو فكرنا وقدرنا عزائم الأمور فهذه فرصة عظيمة جزى الله خيرا لمن سعى لتحقيق هذا العمل العظيم ، لكن مع الأسف لا توجد هنا جهود مخلصة لتفعيل هذا الاتحاد بحق وجدارة والشعب الروهنغي في أشد الحاجة إلى مثل المنصة المؤيدة من العالم الإسلامي والمجتمع الدولي كجهة رسمية وواجهة موحدة للجميع بخطى واثقة وأهداف واضحة خاصة في هذا العصر الذي أصبح المسلمون في محن وأزمات مختلفة بل أصبحوا في انشغال فيما بينهم .
إخواننا الأعزاء .. إن الأعداء مازالوا متآمرين ضد المسلمين في أراكان ميانمار بأبشع صور المكيدة والخداع ويريدون بشتى الطرق إلصاق التهم بنا ونحن برآء منها ، ويستغلون خلافاتنا وتشرذمنا ولا بد علينا أن نقوم بقومة رجل واحد أمام تحديات خطيرة نعاني منها ونحتاج إلى الوئام والاتحاد قال الله تعالى : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولئكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولئكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(107) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۗ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ (108) آل عمران.
وقال تعالى وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ( 46) سورة الأنفال
روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ : (خَطَبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا فَقَالَ أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلَا يُسْتَحْلَفُ وَيَشْهَدَ الشَّاهِدُ وَلَا يُسْتَشْهَدُ أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنْ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكُمْ الْمُؤْمِنُ) ) الترمذي، ابن ماجه، أحمد) وصلى الله على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين .