وكالة أنباء أراكان ANA | الجزيرة نت
دخلنا أحد مخيمات الروهنغيا في ضواحي بلدة سيتوي بولاية أراكان بحثا عن أي مدرسة فإذا عشرات من الأطفال يحفظون القرآن الكريم في غرف خشبية ملحقة بمسجد المخيم في بلد ميزانية التعليم فيه ظلت منخفضة منذ عقود وحال الروهنغيا فيه أسوأ من غيرهم وحتى التعليم الديني مضيق عليه اقتصاديا وشبه منقطع عن العالم وهو ما يجعله عاجزا عن تخريج كفاءات تعين هذه الأقلية .
حينما تعيش أقلية في سجن كبير وتفتقد أغلبية أبنائها فرص التعليم بعد المرحلة الابتدائية يعم الجهل وتضعف قدرة هؤلاء على المطالبة بحقوقهم، هنا تكمن ضرورة الاهتمام بالتعليم كركيزة أساسية لتغيير حال هؤلاء .
قضية التفتت إليها منظمات الإغاثة وفي واحدة من ثماني قرى باقية للمسلمين في ضواحي مدينة سيتوي اجتمع مئات من الأطفال الروهنغيا وهم يترقبون ساعة افتتاح مدرسة أسسها المركز الإندونيسي للعدالة والإغاثة بعد تواصل وتفاهمات مع حكومة الولاية لتشييد وتشغيل مدارس للروهنغيا وكذلك لفقراء البوذيين كوسيلة لتعزيز ثقافة التعايش ورفض محاولات التحريض بينهم .
يقول أحد المواطنين :” واقع تعليمنا خادع فبعد المدرسين تدربهم منظمات عنصرية تؤثر في طريقة شرحهم للمنهج التعليمي وعدم وصول المعلومة الصحيحة يؤدي إلى سوء شرحها وسوء الفهم وفقدان الثقة المتبادلة من يهيئ الأجواء لصراع بين الناس لذلك علينا تجاوز ذلك والاهتمام بالتعليم باعتباره العامل المغير لمستقبل أركان “.
وفي هذه المناسبة لفت انتباهنا موجاي أو محمد الأمين الذي تلخص حكايته معاناة المدرسين الروهنغيا فهو واحد من قلة في هذه القرى ممن أتم المرحلة الثانوية لكنه لم يتسلم شهادة تخرجه لعدم حصوله على بطاقة تثبت جنسيته.
ويعبر معلمون روهنغيا عن أسفهم لحرمان أجيال من فرص التعلم لقلة المدارس أو لعدم وجود معلمين وهو ما أفرز أجيالا لم تحصل إلا على قدر يسير من العلم ناهيك عن أي لغة غير لغتهم الروهنغيا وكل ذلك في حاجة إلى مبادرات تخفف من قسوة الواقع.
توجهنا بعد ذلك إلى الشمال الشرقي من ولاية أراكان وفي ضواحي بلدة مراغو مبادرات أخرى قام بها محسنون من الروهنغيا بالتعاون مع بعض المنظمات حيث افتتحوا هذه المدرسة تلبية لحاجة عدة قرى لكن صفوفها لم تعد تكفي لنحو 800 تلميذ حتى صار كثير منهم يدرس تحت هذه الأشجار لكن ذلك لم يضعف من إصرار وحماسة التلاميذ الذين يأتي بعضهم من مسافات بعيدة ومن المفارقات أنهم يدرسون منهجا قد لا يجدون فيه اسم قوميتهم ضمن الجماعات العرقية في ميانمار أما كادر التدريس ولعدم توفير الحكومة مدرسين فهو يضم المتطوعين ممن أكمل المرحلة الثانوية في القرى المحيطة على قلتهم وهم يحصلون أحيانا على بعض الدعم من منظمات أجنبية وإلا فهو عمل طوعي رغم صعوبة أحوالهم المعيشية .