وكالة أنباء أراكان ANA | الدستور
نظراتهم حزينة، أعينهم مكسورة، لا تفرق بين رجل وأنثى وطفل وكهل، الجميع يشعر باليأس وفقدان الأمل، الصوت يصدع بداخلهم كأنما جيوش تردد في صوت واحد كلماتهم، بينما الفم عاجز عن التعبير، التعبير فيما بينهم هو مواساة، إنما ما يحتاجونه حقًا، أن يصل صوتهم للعالم .
وكالة أنباء أراكان نشرت مجموعة من الصور، لعدد من مواطني “راخين” أو “أراكان” وهم يقفون بالطوابير منتظرين أن يتكلموا لمحرر صحفي لكي يحكي عن متاعبهم للعالم.
الطفل منهم شيخ، تقطيبة جبين سبقت الزمن.. نظرات شاردة لا مكان فيها للعب ولا لهو، لا يوجد مستقبل هنا، يبدو من المشهد العام أن هؤلاء يهرولون أمام الموت، بينما الأخير يحاصرهم من كل اتجاه.
مسلمو ميانمار الأقلية التي توصف بأنها “الأكثر اضطهادًا في العالم” يعانون من تعامل الحكومة معهم، ونبذهم، والتنكيل بهم وقتلهم وتشريدهم، ليس لشيء سوى لأن الدولة تراهم مواطنين من الدرجات الدنيا، بل حتى ليسوا مواطنين .
وينضم لحملة التنكيل، كارثة إنسانية جديدة حذر منها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، بأن هناك أزمة غذائية تهدد حياة أكثر من 50 ألف طفل دون سن الخامسة، في غرب ميانمار، ذات الأغلبية المسلمة.
وتتعرض ميانمار منذ سنوات طويلة للانتقاد على سوء معاملتها للمسلمين الروهنغيا في ولاية أراكان، واعتبارهم مهاجرين من بنغلاديش، أو بنغالا غير مرغوب فيهم.
وشن جيش ميانمار في أكتوبر 2016 حملة قمع في ولاية أراكان، وتحدث آلاف من الروهنغيا الذين هربوا من ميانمار، عن ارتكاب قوات الأمن الميانمارية عمليات اغتصاب جماعي وتعذيب وقتل.
ومن جانبه؛ دافع الحاكم العسكري في خطاب ألقاه في وقت سابق بمناسبة اليوم الوطني للقوات المسلحة، عن الحملة العسكرية، قائلا: “البنغال في راخين (أراكان) ليسوا مواطنين في ميانمار، بل هم مهاجرون “.
وجاء في تقرير أصدرته الأمم المتحدة في مارس الماضي ما يؤكد صحة ذلك، وقال التقرير إن قوات الأمن في ميانمار ارتكبت جرائم قتل واغتصاب ضد الروهنغيا الذين يعيشون في ميانمار منذ عقود، ورغم ذلك يراهم العديد في البلاد مهاجرين قدموا من بنغلاديش.
وبسبب القمع هاجر عشرات الآلاف من مسلمي الروهنغيا إلى الدول المجاورة، ويعتقد محققون من الأمم المتحدة أن قوات الأمن في البلاد ارتكبت جرائم ضد الإنسانية.