وكالة أنباء أراكان ANA | مصر العربية
سيد إسماعيل البالغ من العمر 24 عاما، لاجئ روهنغي من الجيل الثاني، ولد بمخيم في بنغلاديش بعد هروب والديه من العنف في ميانمار، لعبة لكرة القدم تمثل لحظة هروب من الواقع المؤلم.
ووصف إسماعيل لصحيفة “نيويورك تايمز” شعوره خلال لعبة الكرة قائلا: عندما ألعب الحزن يبعد عني.. ولكن بعد انتهائي، اﻷحزان تهاجمني من جديد”.
ميانمار لا تعترف بالروهنغيا، كمواطنين رغم أنهم يعيشون في البلاد منذ مئات السنين، وتعرضوا للاضطهاد بشكل مستمر من القوات المسلحة، ومعظم السكان البوذيين الذين يعتبرونهم مهاجرين غير شرعيين يجب أن يعودوا إلى بنغلاديش.
عائلة إسماعيل وصلت المخيم عام 1992 مع الموجة الأولى من اللاجئين الروهنغيا، عندما فر حوالي 250 ألفا من اعتداءات الجيش، ولا يزال حوالى 33 ألف يعيشون في مخيمات رسمية للاجئين على طول حدود مع ميانمار.
وتوقفت بنغلاديش، عن تسجيل لاجئين جدد بعد 1992، على أمل أن يؤدي اتخاذ نهج صارم لردع الروهنغيا عن المجيء، ولكنه كان خطأ.
ومنذ عام 2012، وصل حوالي 200 ألف لاجئ، مما اضطر الأمم المتحدة ﻹنشاء مخيم غير رسمي بجانب المخيم الرسمي، وبدأت الموجة الأخيرة من الهجرة في أكتوبر عندما شن الجيش حملة قاتلة بعد مهاجمة ثلاثة مراكز حدودية مما أسفر عن مصرع تسعة ضباط.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن اللاجئين الفارين ضاعف حجم المخيم غير الرسمي، ليصل عددهم لحوالي 75 ألف شخص من حوالي 34 ألف عام 2013.
وقال “سروار كابرى” مسؤول الحزب الحاكم في رابطة عوامي البنغلاديشية :الحكومة أوقفت تعليم اللاجئين وتصاريح العمل لأننا نريدهم أن يعودوا إلى ميانمار.. وإذا استقروا هنا فإن حجم السكان سوف يصبح غير محتمل”.
وكرة القدم هي الجوهرة الثمينة، بالنسبة للاعبين والمتفرجين، ﻷنهم ينسون لدقائق أنهم في المنفى.
وقال “محمد فارو”، لاجئ يدير نادي الروهنغيا لكرة القدم في ماليزيا، وجهة أخرى للاجئين، إن كرة القدم كانت محظورة عمليا على الروهنغيا في ميانمار، معظمهم لا يستطيعون دفع رشوة 4 دولار المطلوبة لمغادرة قريتهم، مما يجعل من المستحيل إقامة المسابقات.
وفي ماليزيا وبنغلاديش، معظم الروهنغيا عديمي الجنسية، ولكن على الأقل يمكنهم إقامة مسابقات لكرة القدم، وقال فاروق: “هذه واحدة من الحريات القليلة التي لدينا”.
وفي بنغلاديش، تلعب 16 فرقة – ثمانية من المخيم غير الرسمي وثمانية من المخيم الرسمي – في مسابقة سنوية على غرار كأس العالم.
وقال إسماعيل، فرق المخيم غير الرسمي ستكون أقوى هذا العام، ﻷن لديها المزيد من اللاعبين يمكنهم الاختيار بينهم.
وقال “زيابور روهامان” الذي فر من ميانمار مع زوجته وطفليه الثلاثة أكتوبر الماضي ولعب في فريق المخيم غير الرسمي: فريق إسماعيل هزمنا في المرة الأخيرة لأنهم كانوا يرتدون أحذية حصلوا عليها من الأمم المتحدة”.
وتوفر الأمم المتحدة دعما محدودا للاجئين بغض النظر إذا كانوا مسجلين أم لا، وتقدم أيضا الكرات والجوائز”.
الحكومة البنغلاديشية تطالب الوكالة بتقديم المساعدة للاجئين المسجلين فقط، ويحظر تقديمها للاجئين غير المسجلين والتي تشمل المأوى والغذاء والإمدادات الغوثية والمياه والمرافق الصحية والرعاية والتعليم حتى الصف السابع.
ومثل معظم الناس في المخيم، كان إسماعيل لديه نصيبه من المأساة، وفي الخريف الماضي قتل عمه على يد الجيش في ميانمار، مما اضطر العديد من أقاربه للانضمام إلى عائلته في بنغلاديش.
وفي ديسمبر الماضي، حاول الهروب إلى ماليزيا، حيث كان بإمكانه الدراسة في إحدى الجامعات، لكن المهرب سرق أمواله واختفى.