وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
لم تكن حياة صغار الفلاحين من اتنية (مرو) سهلة على الإطلاق في سان تو شمال غرب ميانمار. لكنها تحولت كابوسا بكل معنى الكلمة منذ تجدد المعارك بين الجيش الميانماري والمتمردين المسلمين.
في ولاية أراكان، المتاخمة للحدود مع بنغلاديش والأفقر في ميانمار، يعيش نحو مليون مسلم من أقلية الروهنغيا المضطهدة والتي تعتبر غريبة، ويقيم فيها أيضا عدد كبير من الاتنيات الأخرى كالأراكان ومرو والهندوس وسواها.
هنا، غالبا ما تكون القرى غير مختلطة على الصعيد الاتني، ويشهد التعايش بين المجموعات مزيدا من التعقيد.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال سان تون، البوذي والعضو في اتنية مرو “كنا نعيش حياة سهلة، بسيطة. نحن مزارعون، على غرار أجدادنا، لكننا اليوم لم نعد نشعر بالأمان”. وكان يعيش حتى الآن في قرية قريبة من منغدو، الواقعة وسط الاضطرابات.
وتجددت المعارك في 25 آب/اغسطس، واسفرت عن 400 قتيل على الاقل، ودفعت ب 73 الف شخص، يشكل الروهنغيا القسم الاكبر منهم، الى الانتقال الى بنغلادش.
وفي الوقت نفسه، فر آلاف من البوذيين والهندوس الى المدن الكبرى في المنطقة.
وتمكنت وكالة فرانس برس من التوجه إلى هذه المنطقة خلال زيارة نظمتها الحكومة.
الهواجس نفسها تقلق هان ثين، البوذية من اتنية أراكان، والتي هربت إلى أكياب، أكبر مدينة في الولاية، بعدما أمضت ليلة مختبئة في الغابة مع عائلتها.
وأضافت ثين التي لجأت إلى دير “كنت أشعر بقلق شديد على أطفالي الصغار. هربنا من دون أن نفكر في شيء آخر سوى سلامتنا”. واضطروا إلى المشي ثلاثة أيام للوصول إلى المدينة.
وإلى جانبها سان ماي، البوذية من اتنية أراكان (52 عاما) والتي قالت إنها “المرة الثالثة” التي تضطر إلى مغادرة قريتها.
كل فصل كبير من أعمال العنف كان مرادفا للتهجير في نظر عائلتها. كما حصل في 2012 عندما أسفرت مواجهات عنيفة بين الطوائف عن مقتل حوالي 200 شخص شكل المسلمون القسم الأكبر منهم.
وقالت “ما زلت أسمع دوي إطلاق النار”.
وقالت شاو، الهندوسية التي تبلغ الخمسين، “سنبقى هنا فترة أخرى، لكني ما زلت لا أعرف إلى أين يمكن أن نذهب إذا ازداد الوضع تفاقما”.
وأكد عدد كبير من النساء الروهنغيا اللواتي لجأن إلى بنغلاديش، لوكالة فرانس برس أن الملاحقة لم تطاول جميع الرجال، وقد فضل بعضهم الالتحاق بالتمرد الناشىء.
ويقول “جيش الخلاص الروهنغي” الذي أعلن مسؤوليته عن الهجمات، إنه يريد الدفاع عن حقوق أقلية الروهنغيا المسلمة.
ومنذ بضع سنوات، يحذر الخبراء من أن تؤدي الاضطهادات التي تتعرض لها هذه الأقلية غير الحاصلة على الجنسية، من خطر تطرف قسم منها.