وكالة أنباء أراكان ANA | خاص
أظهرت مقاطع فيديو سجلها موفد الوكالة إلى مخيمات اللاجئين الروهنغيا في بنغلاديش حجم المأساة التي يعيشونها وأشكال المعاناة اليومية التي يواجهونها في تأمين الاحتياجات الضرورية لحياتهم وتوفير القوت اليومي لأنفسهم وذويهم في ظل توافد المزيد من النازحين من ولاية أراكان في ميانمار بشكل يومي ؛ إلى جانب النقص الكبير في حجم المساعدات المقدمة لهم مقارنة بأعدادهم التي تفوق ال ٥٠٠ ألف لاجئ وفق تقديرات بعض الجهات المختصة .
وأفاد شهود عيان التقت بهم الوكالة بأن وصولهم إلى حدود بنغلاديش يستغرق منهم أسبوعا من السير على الأقدام يمرون خلالها بأحراش وغابات ومناطق صخرية ومجار مائية يصعب السير فيها حتى على الشباب والرجال الأقوياء فضلا عن النساء والأطفال وكبار السن .
وأضافوا أنهم خلال ذلك لا يجدون ما يأكلونه ويسدون به جوعهم ، فيضطرون غالبا إلى تناول أوراق الشجر وما إلى ذلك مما في الغابات التي يمرون بها .
وبين عدد من الشهود بأن النازحين الذين يعدون بعشرات الألوف على شكل أفواج متتابعة وبشكل يومي مجبورون على مواجهة وخوض كل هذه المخاطر في سبيل الانتقال إلى بنغلاديش لاستحالة البقاء والعيش في ميانمار في ظل استمرار الجيش هناك في حرق منازلهم وقراهم وملاحقتهم بالرصاص واغتصاب النساء والفتيات .
من جانبهم صرح ناشطون روهنغيون بأنهم باتوا يميلون إلى اتهام دول العالم الكبرى بالتآمر والتواطؤ مع حكومة ميانمار في ارتكاب جرائمها – التي وصفوها بالفظيعة – ضد الروهنغيا ، والتي تتمثل بوضوح في اتباع سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية؛ معللين ذلك بأن استمرار حكومة ميانمار في ارتكاب هذه الجرائم منذ ٢٥ أغسطس وحتى الآن على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي دون أن يحرك ساكنا أو يعمل على وقف تلك الجرائم بخطوات جادة وحقيقية يعطي مؤشرا قويا على قيام ميانمار بتنفيذ رغبة مشتركة بينها وبين الدول الكبرى التي لا تبدي اهتماما كافيا وصادقا حيال القضايا التي لا تخدم مصالحها ، و”هي تغض النظر في الوقت نفسه عن الضحية التي تكون طرفا في نزاع غير متكافئ طالما أنها ضحية تمت بصلة للإسلام والمسلمين” على حد قولهم .