وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
«تمخض الجبل فولد فأرًا».. هكذا يبدو الحال في ميانمار، بعدما اتخذت قوات الجيش خطوة، تتضمن فتح تحقيق داخلي في ممارسات الجنود الوحشية ضد الأقلية المسلمة، المعروفة باسم «مسلمي الروهنغيا»، والتي دفعت ما يزيد على نصف مليون مسلم إلى الفرار من نيران موطنهم إلى بنغلادش باعتبارها الدولة الأقرب إليهم، غير أن الجيش لوح بتبرئة جنوده، وبدأ في إضفاء الشرعية على ممارساته الوحشية. ففي خطوة لم تلق أي ترحيب دولي، بدأت قوات الجيش في ميانمار، التحقيق في ممارسات جنوده بولاية أراكان، التي شهدت أعمال عنف، وأدت إلى اتهام الأمم المتحدة للقوات العسكرية بشن حملات وحشية ضد مسلمي الروهنغيا، ووصفتها بـ«التطهير العرقي»، كما اتهم التحقيق الأخير للأمم المتحدة قوات الجيش بتنظيم حملة ممنهجة لإجلاء وطرد الأقلية المسلمة، ومنع مسلمي الروهنغيا من العودة إلى ميانمار ذات الغالبية البوذية، ورغم تلك التحقيقات التي أعلن عنها الجيش، فقد بدت نياته في تبرئة الجنود مما نُسِب إليهم من اتهامات بالتطهير العرقي.
وفي تحدٍ صارخ للأعراف الإنسانية، ألمح القائد العام لجيش ميانمار إلى احتمالية تبرئة جنوده مما نُسِب إليهم من أعمال تطهير عرقي وقتل واغتصاب وإحراق ومجازر وإبادات جماعية، ارتكبوها بحق الأقلية المسلمة، حيث قال مكتب القائد العام للجيش في منشور تم نشره على صفحة الجيش على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن جميع الأفعال التي قام بها الجنود والعسكريون مبررة في دستور البلاد ذات الأغلبية البوذية، وبالتالي فلا جرم في ذلك.
من جهته قال كوفي أنان، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، ورئيس اللجنة الاستشارية لتقصى الحقائق في ولاية أراكان بميانمار، في تصريحات صحفية له عقب جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، إن ميانمار تمر بمرحلة انتقالية صعبة، بعد مضي 5 عقود من الحكم العسكري، الأمر الذى يحتم على المجتمع الدولي وضع خطة تستند إلى توصياته، وإلا فإننا سنواجه مشكلة مستعصية على المدى الطويل، لافتًا إلى أنه في حالة رفض حكومة ميانمار توصيات الأمم المتحدة لحل أزمة مسلمي الروهنغيا، فإن ذلك يعنى أنه لا توجد خطط بديلة لحل الأزمة، ويكون عمله قد انتهى.
وأوضح عنان أن هناك إجماعًا من قبل أعضاء مجلس الأمن الدولي، واللجنة الاستشارية لتقصى الحقائق التي يترأسها، على أنه لا بديل عن وقف أعمال العنف التي تجرى في ميانمار، والسماح بوصول المساعدات ومواد الإغاثة الإنسانية إلى مسلمي الروهنغيا، وانتهاءً بالعودة إلى ديارهم في نهاية المطاف.
وبينما خفت شدة المعارك خلال الفترة القليلة الماضية، إلا أن جنودًا من جيش ميانمار لا يزالون يقومون بعمليات في ولاية أراكان، وهو ما يؤكد ما نشرته «رويترز» بشأن استمرار معاناة مسلمي الروهنغيا، حتى بعد عبورهم البحر فرارًا إلى بنغلادش، حيث نقلت «رويترز» عن إحدى المنظمات الحقوقية في ميانمار، والمعروفة باسم شبكة ميانمار المستقلة لحقوق الإنسان، أن الاضطهاد المنهجي للأقلية المسلمة يشهد تصاعدًا في أنحاء البلاد دون الاقتصار على ولاية أراكان فقط، وأن ذلك الاضطهاد تدعمه الحكومة وعناصر متشددة من البوذيين.