بقلم: سمير حسين زعقوق
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
عدد مسلمي ميانمار يصل إلى 11 مليون نسمة من إجمالي سكان ميانمار البالغ تعدادهم 50 مليون نسمة منهم أكثر من 5.7 مليون مسلم يقطنون منطقة أركان ، يشكلون أكثر من 75 % من سكان المنطقة
لعل من يقرأ العنوان يظنني من غلاة المسلمين، أو من الحالمين، الذين يحتاجون أن يضيفوا أغطية عليهم أثناء النوم، حتى لا يسرح خيالهم إلى مساحات خالية في العقل الباطن.
لا عزيزي القارئ، بل أنا أستند في ذلك إلى التاريخ المدون بين دفّتي الكتب عربيّها وعجميّها، فميانمار (ميانمار حالياً) التي في الجنوب الشرقي لقارة آسيا، ويحدها من الشمال الصين والهند، ومن الجنوب خليج البنغال وتايلاند، ومن الشرق الصين ولاوس وتايلاند، ومن الغرب خليج البنغال والهند وبنغلادش، التي يقع إقليم أراكان في الجنوب الغربي منها، وعلى ساحل خليج البنغال والشريط الحدودي مع بنغلادش. وتقدر مساحتها بأكثر من 261.000 ميل مربع، وتقدر مساحة إقليم أراكان قرابة 20.000 ميل مربع، ويفصله عن ميانمار حد طبيعي هو سلسلة جبال (أراكان يوما) الممتدة من جبال الهملايا.
عدد مسلمي ميانمار يصل إلى 11 مليون نسمة من إجمالي سكان ميانمار البالغ تعدادهم 50 مليون نسمة منهم أكثر من 5.7 مليون مسلم يقطنون منطقة أركان ، يشكلون أكثر من 75 % من سكان المنطقة.
وعن كيفية دخول الإسلام إلى ميانمار يذكر المؤرخون أن الإسلام وصل إلى أراكان في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، في القرن السابع الميلادي عن طريق التجار العرب حتى أصبحت دولة مستقلة حكمها 48 ملكاً مسلماً على التوالي وذلك لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن، أي ما بين عامي 1430م – 1784م، وقد تركوا آثاراً إسلامية من مساجد ومدارس منها مسجد بدر المقام في أراكان والمشهور جداً (ويوجد عدد من المساجد بهذا الاسم في المناطق الساحلية في كل من الهند وبنغلادش وميانمار وتايلاند وماليزيا وغيرها) ومسجد سندي خان الذي بني في عام 1430م وغيرها.
وكما هو حال المسلمين الآن في العالم، فإن حال مسلمي ميانمار لا يقل عنهم مأساة، فقد بدأت مأساة المسلمين في ميانمار عام 1948 وهو نفس العام الذي احتل فيه الكيان الصهيوني أرض فلسطين الحبيبة حيث دخلت القوات الميانمارية أركان وتمكنت من احتلالها بالقوة عبر سلسلة من المذابح الإجرامية، ومارست أبشع صور التهجير العرقي بطرد أكثر من مليوني مسلم إلى بنجلاديش المجاورة، ولم تسمح بعودتهم حتى الآن.
فما من قرية يتم القضاء على المسلمين فيها؛ حتى يسارع النظام العسكري الحاكم بوضع لوحات على بوابات هذه القرى، تشير إلى أن هذه القرية خالية من المسلمين وكأنهم وباء لابد من استئصاله.
قرى بأكملها أحرقت أو دمرت فوق رؤوس أهلها، لاحقوهم حتى الذين تمكنوا من الهرب في الغابات أو إلى الشواطئ للهروب عبر البحر، وقتلوا العديد منهم، وكانوا يدفنون الضحايا في طين البحر وأدا للفضيحة.
ومن استعصى عليهم قتله ولم يتمكن من الهرب ورأوا أن لهم حاجة به، فقد أقيمت لهم تجمعات، كي يقتلونهم فيها ببطء وبكل سادية، تجمعات لا يعرف ما الذي يجري فيها تماما، فلا الهيئات الدولية ولا الجمعيات الخيرية ولا وسائل الإعلام يسمح لها بالاقتراب من هذه التجمعات، وما عرف حتى الآن أنهم مستعبدون بالكامل لدى الجيش الميانماري؛ كبارا وصغارا، حيث يجبرون على الأعمال الشاقة ودون مقابل.
إن شاء الله، نتابع في قابلٍ مأساة إخواننا في ميانمار وكشمير والفلبين وتركستان الشرقية، وغيرها.. فانتظرونا
التعليقات 1
حسن
03/02/2019 في 9:26 am[3] رابط التعليق
شكرًا أخي الكاتب وننتظر منك المزيد فأنت بين الكتاب فريد
(0)
(0)