بقلم: حامد يوسف السيد هاشم الغربللي
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
في 2017-08-25 أغار جيش ميانمار (بورما سابقاً) تسانده قوات الأمن على مزارع وقرى (٢٦٠٠ قرية) لمسلمي الروهنغيا بولاية أراكان النائية في حملة رعب همجية وممنهجة. اضطر هؤلاء المستضعفون إلى الفرار من الموت والتعذيب. عندما زاد عنف الجيش، وباستمرار ازدادت أعداد الروهنغيين الهاربين لدرجة أن عدد النازحين منهم خلال أول ثلاثة أسابيع فاق ثلاثة أمثال مهاجري البحر المتوسط في ثمانية أشهر. أما الآن فقد بلغ عددهم أكثر من٧٠٠ ألف لاجئ.
في يوم ذلك الهجوم الوحشي على أبرياء الروهنغيا العام الماضي، كنت في زيارة آسيوية بالقرب من مكان هذا الحدث الجلل، وكنت أراقب الموقف الرهيب عن كثب، حيث كان هناك مؤتمر عالمي اقتصادي في الصين، أحد مشاركيه كان من دولة عربية كبيرة. توقعت أن يرسل ذلك الوفد العربي مبعوثاً إلى ميانمار كي يسهم معنوياً في مساعدة الروهنغيا. لكن ذلك لم يتم. ولم أسمع أيضاً تفاعلاً إيجابياً من المؤتمر الإسلامي ولا من جامعتنا العربية خلال الأيام العصيبة الأولى. أول رد فعل إسلامي خاطف أتى من تركيا الصديقة بتاريخ 2017-9-6، عندما اتصل الرئيس أردوغان بمستشارة ميانمار سوتشي قائلاً لها بأن الوضع بأراكان يثير قلق المسلمين، إذ كان قد وصف الحدث سابقاً بالإبادة الجماعية. حينها أصدر مكتب سوتشي بياناً يندد في الأخبار المضللة Fake News! مما يجري في أراكان.
في الوقت ذاته زارت عقيلة أردوغان السيدة أمينة مراكز إيواء لاجئي الروهنغيا في بنغلادش وكثفت الدول الخليجية الكريمة والعربية والإسلامية وغيرها تحركاتها وجهودها ومساندتها لوضع حد لمعاناة الروهنغيا.
في السياق، أفادت تقارير الأمم المتحدة بأن «الروهنغيين يواجهون تطهيرًا عرقيًا» وعملية وحشية غير مسبوقة، وأن «الحكومات الميانمارية المتعاقبة قامت منذ عام ١٩٦٢ تدريجياً بتجريد سكان الروهنغيا من حقوقهم السياسية والمدنية وحق المواطنة».
شجبت ونددت جميع دول العالم، بمؤسساتها، بوحشية الجيش الميانماري وقوى أمنه على الروهنغيا العزّل، لكن دون جدوى.
أرجو أن تنظر محكمة العدل الدولية في أمر هذه المجازر والفظائع الميانمارية البشعة التي ارتكبتها قواتها بحق هؤلاء المسلمين ومثول مسؤوليها أمام العدالة.
سوتشي، لم تحرك ساكناً، ولم تستقل، إذاً فعلى منظمي جائزة نوبل للسلام استعادتها من «المستشارة».
كاتب المقال يرشح ميانماريين اثنين للحصول على هذه «الجائزة» بدلاً من سوتشي، أحدهما مكافح ومناضل وطني، والآخر امرأة روهنغية فاضلة.
حل جيوسياسي مناسب لهذه الأزمة الإنسانية الروهنغية، تبنته الأمم المتحدة سابقاً في حالات إنسانية مشابهة فما الحل؟ ومن هما المرشحان الميانماريان لجائزة السلام بدلاً من سوتشي؟ سنكتشف ذلك في مقالنا المقبل بإذن الله.