بقلم محمود أبكر دقدق
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
أونغ سان سو تشي زعيمة معارضة سابقة في ميانمار ولدت في 19 يونيو عام 1945م. تشغل حاليًا منصب مستشار الدولة في ميانمار، الذي يعادل منصب رئيس الوزراء، ظلت صامتة إزاء الإبادة الجماعية وإزاء جرائم الحزب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب ليل نهار في حق مسلمي الروهنغيا، وهو الصمت الذي يصل لمرحلة التواطؤ مع قادة الجيش. وعندما عزمت أن تنهى صمتها المريب ذلك نطقت كفراً، وذلك في حديث لها مع هيئة الإذاعة البريطانية "البي بي سي" حيث نفت زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي وجود حملة تطهير عرقي للأقلية المسلمة في البلاد، وذلك بالرغم من تأكيد العديد من التقارير وشهود العيان تعرض هذه الفئة للقتل والتشريد و القمع والتعذيب.
وقالت سو تشي - الحائزة على جائزة نوبل - إنها على علم ببعض المشاكل التي يتعرض لها الروهنغيا في ولاية أراكان.
وأضافت أن استخدام عبارة "تطهير عرقي" لوصف وضعهم في البلاد يعد "أمرا مبالغا فيه". وبدت مدافعة عن جيش ميانمار سيئ الصيت والسمعة ونفت دون وجل أو حياء ارتكاب الجيش الميانماري لأي انتهاكات من أي نوع في ولاية أراكان، مشيرة إلى أنهم "أرسلوا إلى هناك للقتال ، لا لتعذيب الأشخاص واغتصابهم وسلب ممتلكاتهم". وفِي تقديري أن مثل هذا التصريح لا يمكن تبريره إلا بالتواطؤ بل وبالتحريض للمزيد من جرائم في حق شعب الروهنغيا المسلم والمسالم
كان على الرئيسة أونغ سان سو تشي أن تُمارس مهامها الدستورية لمنع القتل والانتهاكات ضد المدنيين من مسلمي الروهنغيا بدلاً عن صمتها الطويل على المحنة التي أدت هروب عشرات الآلاف من الفظائع التي ترتكب في ولاية (أراكان) على مسمع ومرأى من سو تشي الحائزة على جائزة نوبل للسلام رمز القداسة الأخلاقية، مما يشكك بمصداقيتها ويجعل الجائزة التي حصلت عليها غير مستحقة وأنها جائزة أخطأت طريقها لمن لا يستحقها.
وتعلم أونغ سان سو تشي أن أقلية الروهنغيا المسلمة محرومة من حق المواطنة من قبل حكومة تدعي -بخلاف الأدلة المتوفرة- أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنغلادش، فمنذ عام 2012 ظل شعب الرهنغيا يعاني من التمزق والحرمان من الحقوق والخدمات الأساسية فحسب حيث يعيش العديد منهم بمعسكرات اعتقال، وعانوا من ثلاث موجات رئيسية من العنف ارتكبتها القوات الحكومية والقوميون الميانماريون البوذيون، بينما زعيمة ميانمار بحكم الواقع غضت الطرف عن كل هذا. كل هذا يجعلنا عن نتساءل عن مدى وجود مرجعية أخلاقية لهذه الزعيمة. التي وبعد عقود من التمييز ازدادت الأمور سوءاً في عهدها حيث تحول الأمر إلى قتل ممنهج وإبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مع سياسة الإفلات من العقاب بالنسبة للعسكريين الذين أمنوا عدم المسؤولية فأساؤوا المعاملة وارتكبوا فظائع لا توصف.
نحن نطالب بالصوت الجهير بسحب جائزة نوبل من زعيمة التواطؤ والقتل الممنهج أونغ سان سو تشي بعد أن صمتت دهراً ونطقت كفراً وحقداً وبعد ان خدعت العالم أجمع لسنوات خلت بأنها الداعية للسلام والمحبة واحترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، لكن جاءت الأيام لتكشف لنا أنها مجرد واجهة أخري لحكومة ميانمار سيئة السمعة. نحن نطالب الْيَوْمَ قبل الغد وبأعلى صوت بسحب وإعادة جائزة نوبل منها لأنها لا تستحق شيء من قبيل ذلك. نقول للعالم الحر فلنقف صفاً لإعادة الجائزة من هذه الزعيمة التي لطخت يدها بدماء الأبرياء من الأطفال والعجزة والمسنين والنساء والأبرياء من مسلمي الروهنغيا. وندعو بصفة خاصة منظمات المجتمع والمفكرين والكتاب والاُدباء والقانونيين لتبني هذه الحملة حتى لو دعا الحال الذهاب إلى السويد ومقابلة اللجنة المعنية بمنح هذه الجائزة التي لاشك أنها تراعي المبادئ التي أسسها الأب الروحي لجائزة نوبل هو الصناعي السويدي ومخترع الديناميت، ألفريد نوبل. إذ قام السويدي نوبل بالمصادقة على الجائزة السنوية في وصيته التي وثّقها. وإذا كانت اللجنة لها صلاحية منح الحائزة وفق معايير معينة فمن حقها سحب تلك الجائزة إذا انحدر الشخص الفائز بها إلى مستوى سحيق كما في حالة أونغ سان سو تشي، فالجائزة ليست علمية أو نتاج اختراع قامت به، بل هي حائزة للسلام، فالمنطق يقتضي بسحب الجائزة طالما تحولت من شخصية سلام مفترضة إلى عضو فاعل في مجموعة قاتلة تُمارس الإجرام والقتل وتجيد الإبادة الجماعية والعنصرية والحقد والكراهية.