بقلم: د. أحلام الحسن
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
يقال عن الديانة البوذية بأنّها تحرّم العنف وتحرم قتل الأنفس، كما أنّها لا تؤيد اللجوء للعنف وللإرهاب !!! وما أكثر تشابه هذا التحريم بباقي الديانات السماوية والتي للأسف ابتدعت دساتير الفتنة وصناعة الجريمة وإبادة الآخر اختلف الأساليبُ وتنوعت ما بين ظواهر الإجرام والعنف فإن كانت بين ” المسلمين” فيما بينهم تألقت ظاهرة التكفير وما أكثر محاكم التكفير على أرض اللّه وباسم اللّه .
وبين الظواهر السياسية المغممة بغمامات الصفقات التجارية للأسلحة والتحريض المدسوس وافتعال المشاكل بين الدول المسلمة ..
ونعود لظاهرة الإرهاب البوذي المقيت والذي يترأسه رجال الدّين من الرهبان وجماعاتهم وحالهم مشابهٌ بمثل ما عندنا من محبّي العنف والإرهاب وتصدر الفتاوى البوذية المتتالية بقتل المسلمين عندهم ! وكثيرًا ما يلجأ الرهبان للخطاب الديني التحريضي على الإبادة والاضطهاد ولعلهم يبشرون القتلة بالجنة ! تشابهٌ ملفتٌ للنظر وكأنها خطة إبادة للإسلام والمسلمين طويلة الأمد وذات استراتيجياتٍ وخططٍ مدروسةٍ ..
الأعجب هو أنّ هناك في سيرلانكا من يهاجم المسلمين لقتلهم المواشي بغرض الأكل ووفق شرع اللّه وتتمّ المقاطعة لهم !!
أما قتل وإبادة مسلمي ميانمار فله التصفيق الحاد والإعجاب !
ولم تتوان الجماعات الإرهابية 969 وبقياداتٍ رهبانيةٍ من رجال الدين البوذي والتي أبادت الألوف من المسلمين ولم تُستثن المساجد من الإبادة بالحرق والهدم .. بهذه الهمجية الفكرية وغير البشرية مضت عقودٌ على مسلمي ميانمار مما تسبب في الإبادة التدريجية ليكونوا العدد الأقل والحلقة الأضعف .. ومما لا يغيب عن الأذهان بأنّ الأغلبية المسلمة والتي تعيش في إقليم باركان هم الأقلّ تعليما وفطنةً مما يعرقلهم كيف يوصلون رسالتهم للعالم وكيف يتكلمون ! فكم وكم من رجال الدين المسلمين من حاول فتح فمه فكان مصيره القتل والتنكيل .
بينما التعاليم البوذية تقوم على السلام مع الآخر وعلى الهدوء والتّأمل !
والمتتبع لتأريخ مسلسلات إبادة مسلمي ميانمار عبر مئات السنين يصل إلى نتيجتين هما أهم الدافع الأصلية من وراء حرب الإبادة هذه :
الأولى : الخوف من اتساع رقعة الإسلام وانتشاره هناك .
الثانية : ظروفٌ سياسية ومصالح .
وكلّها عُلقت على شماعة الدّين البوذي ! والبوذية بريئةٌ منها كما الأديان السماوية الحقة بريئة من العنف وقتل النفس البريئة ..
والأمر المثير للاستغراب بأنهم يسمون هذه الجرائم بالحرب المقدسة !!
وكلمة حربٍ والمتعارف عليها بين جيشين كلا منها له مقوماته وجنوده وأسلحته واستراتيجيته وليس كما هو الحال في ميانمار الأقرب لتسميتها حرب عصاباتٍ منفردةٍ من جهةٍ واحدة فقط ! على ضحايا أبرياء ونساء وأطفال ورجالٌ يفتقرون للخبرة وللسلاح .. حربٌ غوغائية على كل من يشهد لا إله إلاّ اللّه محمدا رسول اللّه ..
ومما يلفت للنظر الصّمت المخيف والمطلق على العالم أجمع اتجاه قضية مسلمي ميانمار
وكما يبدو من خلال منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة والعالم الغربي والعربي !
ولو رجعنا لسنواتٍ بسيطةٍ للوراء لرأينا بأنه كان هناك مسلسلٌ إبادي متكافل في سيرلانكا من قِبل عصابات التامل ضد مسلمي سيرلانكا والذي حصد الآلاف في حربٍ أهليةٍ مجنونة بين الطرفين .. إلاّ أنه يصعب الوضع في ميانمار فهذا العنف وهذه الحرب اليتيمة لا تكافل بين الطرفين مطلقا .. وحشية القتل والتهجير القسري واحتلال الممتلكات تأريخٌ أسودٌ وجريمة اشترك فيها العالم الفاعل والصامت .