عَلِمَت "الشرق" أنَّ الهلال الأحمر القطري سيبدأ بالتحرك في ميانمار بربع مليون دولار كإغاثة أولية عاجلة، حيث تم التخطيط للتدخل الأولي من خلال المجال الطبي وذلك بإنشاء العيادات المتنقلة لتطبيب الحالات التي تستدعي، إلى جانب توزيع الإغاثة العاجلة من توفير الغذاء والماء والكساء إلى جانب الدواء، كما يدور الحديث عن إعادة إعمار البيوت التي تم حرقها لمسلمي الأقليات الروهينغيا.
وأشار مصدر لـ"الشرق" إلى أنَّ الهلال القطري قام بعمل نداء إغاثة محدود لعدد من المتبرعين منعا للتداخل والتضارب في الحملة الموجهة لإغاثة الشعب السوري، كما أنَّ التدخل في ميانمار ينتظر بعض الترتيبات المتعلقة بالدخول إليها.
وأكدَّ المصدر أنَّ الهلال الأحمر القطري لن يقتصر في تقديم إغاثته عند هذا الحد بل سيتضح أفق البرامج التي سيتم تنفيذها في ميانمار بعد الدخول إليها، والوقوف على حاجة أقليات الروهينغيا.
تجدر الإشارة إلى أنَّ الهلال الأحمر القطري يعتبر من أولى المنظمات الإسلامية التي استطاعت أن تحصل على موافقة حكومة ميانمار لتقديم العون اللازم من مسلمي أقلية الروهينغيا، بعد الأحداث الدامية التي جرت في البلاد على مدى الأشهر الماضية، وأسفرت عن قتل وجرح وتشريد الآلاف.
وجاءت موافقة الحكومة في ميانمار بعد لقاء جرى بين رئيس ميانمار ثين شين، وسعادة الدكتور محمد بن غانم العلي المعاضيد – رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري -، في العاصمة رانغون، مساء الجمعة الماضية، بحضور وفد منظمة التعاون الإسلامي، جرى خلاله استعراض الأحداث التي جرت في البلاد، وسبل تقديم العون للمتضررين منها.
وكان تقرير أصدرته "هيومن رايتس ووتش" في الأول من الشهر الحالي قد كشف إن قوات الأمن البورمية ارتكبت أعمال قتل واغتصاب واعتقالات جماعية في حق مسلمي الروهينغيا بعد أن أخفقت في حمايتهم وحماية البوذيين الأراكان أثناء أحداث العنف الطائفي الدامية غربي بورما في يونيو 2012، حيث أدت القيود الحكومية المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق سكن الروهينغيا إلى معاناة أكثر من 100 ألف نازح ومشرد من الحاجة الماسة للغذاء والمأوى والرعاية الطبية..
وكان الرئيس البورمي ثين شين قد استقبل وفد المنظمات الإنسانية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي ترأسه، السيد يوسف كالا، نائب رئيس جمهورية إندونيسيا السابق، والرئيس الحالي للصليب الأحمر الإندونيسي، والسفير عطاء المنان بخيت، الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية، بالإضافة إلى رئيس الهلال الأحمر القطري، والهيئة الخيرية العالمية في الكويت.
وأطلع الوفد الرئيس الميانماري على اهتمام العالم الإسلامي بتطورات الأوضاع الإنسانية المؤسفة والجارية حاليا في ولاية أراكان في ميانمار، والقلق البالغ للمجتمع المدني جراء المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام، بالإضافة إلى استعداد المنظمات الإنسانية الإسلامية لتقديم العون العاجل إلى ولاية اراكان، وذلك من دون تمييز.
كما تحدث الوفد عن الجهود التي قام بها، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، والتي كانت تهدف ولا تزال إلى مساعدة المتضررين من أبناء أقلية الروهينغيا، ومد يد العون إليهم.
ورحب الرئيس الميانماري من جهته بوفد المنظمة، مؤكدا أن ما جرى لم يأت جراء خلافات دينية، (بقدر كونها مشاكل اجتماعية بين القوميات المختلفة)، مكررا أكثر من مرة بـ (أن بلاده تُعرف بتعددها العرقي والديني).
وشدد الرئيس لوفد (التعاون الإسلامي) على أنه لا يسمح لهذه الأحداث أن تعوق الانفتاح الديمقراطي الجاري الآن في البلاد، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الإعلام الدولي قد شوه الصورة لمجريات الأمور، وقدم، بحسب زعمه، معلومات غير حقيقية ومبالغ فيها للأحداث.
وأكد ثين شين حرصه على أن يعلم العالم الإسلامي على وجه الخصوص حقيقة ما دار في إقليم أراكان، لافتا في هذا الصدد إلى دعوة كان قد وجهها مؤخرا إلى الأمين العام للمنظمة من أجل زيارة ميانمار، وبخاصة إقليم أراكان، ليقف بنفسه على حقيقة الوضع هناك، ونوه بأن الدعوة التي وجهت إلى الأمين العام، أكمل الدين إحسان أوغلو تعتبر الأولى والوحيدة من نوعها التي وجهت إلى رئيس منظمة دولية من أجل زيارة ميانمار، في اتصال مع الأحداث التي جرت في الصيف الجاري، معربا عن أمله بأن تتم هذه الزيارة في أسرع وقت ممكن.
ورحب ثين شين بزيارة الوفد الإنساني التابع للمنظمة إلى أراكان، من أجل الوقوف على أوضاح النازحين والإطلاع على حقيقة الأوضاع هناك، كما وافق الرئيس الميانماري على أن تقدم منظمة التعاون الإسلامي، والمنظمات الشريكة لها، المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في الولاية بشكل عاجل، وأن تفتتح المنظمة مكتبا لها في المنطقة، شريطة أن يكون ذلك بالتنسيق مع الحكومة المركزية في رانغون، والسلطات المحلية في الولاية.
المصدر / الشرق