تتجه السلطات السعودية إلى إعفاء أبناء الجالية البورمية المنتشرين في مكة المكرمة وجدة والطائف من رسوم الإقامة لمدة أربع سنوات من تاريخ التصحيح.
ويتعرض مسلمو بورما من عرق الروهينغيا في إقليم راخين شمال شرقي البلاد لعمليات قتل واغتصاب؛ تتهم منظمات حقوقية السلطات البورمية بشنها.
ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية اليوم الأربعاء عن مصادر مطلعة أن أولى الإجراءات لحصر أعداد البورميين لتصحيح أوضاعهم ستبدأ السبت المقبل من قبل لجنة أمنية متخصصة، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي تقديراً لظروف الجالية المعيشية، وتشجيعاً لهم لتصحيح أوضاع إقامتهم في البلاد، إلى جانب حصولهم على إقامات نظامية تكفل لهم عيشاً كريماً.
وأضافت المصادر إنه تم تجهيز مقر لاستقبال طلبات التصحيح بموقف حجز السيارات بكدي بمكة المكرمة، مبينة أن اجتماعاً عقد بين عدد من الجهات الأمنية تم خلاله مناقشة خطة التصحيح، وكيفية ضبط الوضع الأمني في مقر التصحيح، خصوصاً في ظل الأعداد الكبيرة لهم وتصل إلى نحو 700 ألف برماوي.
وقال الخبير الأمني اللواء يحيى بن سرور الزايدي مدير شرطة منطقة مكة المكرمة السابق، تصحيح أوضاع الجالية البرماوية بأنه "خطوة موفقة"، متوقعاً أن تكون لها انعكاسات إيجابية كبيرة.
وأضاف ان تلك الخطوة ستسهم في مساعدتهم على الحصول على العـمل المناسب ما سيؤدي إلى الاستفادة من العمـالة والحد من انتشار الجريمة في أوساطها، خاصة بعد صدور الموافقة على تطوير منطقة المسفلة، التي تقـطنها هذه الجالية وتحويلها إلى مـدينة لإسكان الحجاج.
ويذكر أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأمريكية اتهمت القوات الحكومية البورمية بأنها لم تتدخل لمنع الهجمات التي يتعرض لها الروهينغيا من قبل عرقيات أخرى مثل الراخينيين، أتباع الديانة البوذية.
وقال براد آدامز مدير المكتب الإقليمي لهيومان رايتس ووتش في قارة آسيا" الحكومة في بورما تدعي أنها تقوم بكل ما في وسعها لوقف العنف العرقي لكن الأحداث التي وقعت في آراكان خلال الأيام الماضية توضح أن العنف الطائفي مستمر برعاية وتشجيع الحكومة".
وكانت منظمة العفو الدولية قد قالت منتصف العام الماضي إن المسلمين في ولاية راخين الواقعة غرب بورما يتعرضون لهجمات واحتجازات عشوائية في الأسابيع التي تلت أعمال العنف في المنطقة.
وأعلنت حالة الطوارئ في راخين في شهر يونيو/حزيران 2012م بعد اندلاع أعمال عنف دامية بين البوذيين والمسلمين.
توتر تاريخي
واشتعل العنف بين البوذيين والمسلمين اثر اغتصاب امرأة بوذية أعقبه هجوم على حافلة تقل مسلمين.
واستمرت أعمال العنف في بعض مناطق ماونغ داو حيث هاجم مسلمون مساكن بوذيين. وتلى ذلك هجمات للثأر قام بها بوذيون على مساكن مسلمين. ونجم عن الهجوم الكثير من القتلى واضطر الآلاف من الجانبين إلى الفرار من ديارهم.
ويوجد توتر قديم الأجل بين الراخين، وهم بوذيون ويمثلون أغلبية سكان الولاية، والمسلمين من جماعة الروهينغيا
أريبيان بزنس