تتزاحم الكلمات والمشاعر بحضرتكم سمو الأمير، وأنت سليل المجد وحفيد الملك المؤسس وابن الفيصل العظيم وجنديُّ خادم الحرمين الشريفين المخلص، وأمير أطهر بقعة على وجه البسيطة.
إنها مواهب أصيلة ومكارم ومزايا تجعلنا نعيش نشوة الفرح الجميل نحن أبناء الفئة البرماوية، وننتشي ابتهاجاً وافتخاراً وتيها بشخصكم الكريم، ورعايتكم الميمونة للمشروع الإنساني الكبير في سبيل تنمية إنسان البقعة المقدسة، ورسم البسمة الصادقة في وجوه صغار القوم قبل كبارهم، بإضفاء السمة النظامية وتوفير الوثائق الشخصية لهم، ما يكفل لهم ولأسرهم الاستقرار في ظلال دوحة الأمن والأمان. فحق لنا سيدي الفخار بكم، فلطالما امتدت أيديكم البيضاء الحانية الكريمة تجاهنا لتلمس حاجاتنا وتخفيف معاناتنا، وما ذلك عليكم بمستغرب، بل هو امتداد لنهج الملك الصالح الملك عبدالعزيز يرحمه الله، والذي أسس هذا الكيان العظيم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونصرة الإسلام وقضايا أهله، وكان قد أمر رحمه الله باحتضان أوائلنا منذ حوالي سبعين عاماً، ومنحهم تصاريح إقامة مجانية بمهنة (مجاور للعبادة)، وذلك لما علم عن مذبحة دامية راح ضحيتها مائة ألف مسلم في أرض أراكان المسلوبة.
لتتوالى المكارم السَّنية بعد ذلك من لدن خلفائه من ملوك المملكة العربية السعودية الذين رحلوا إلى رحمة الله خلال المسيرة الميمونة وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز أيده الله، والذي وجه حفظه الله بتقديم الرعاية الكاملة والعناية الأبوية الكريمة للبرماويين، وهو من قال ذات يوم: (إنكم في بلدكم، ولن نسلمكم للعدو أبداً).
أيها النجم المتألق في سماء الإنسانية:
إن رعايتكم حفل تدشين مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتصحيح أوضاع البرماوية بالمملكة، مناسبة تاريخية خالدة، وفرصة عزيزة ونادرة يكتبها التاريخ بمداد من نور، وتمثل بالنسبة لنا أبناء الطائفة البرماوية ميلاد عهد جديد في دروب الإخلاص لله عز وجل ثم المليك والوطن، والوفاء والانتماء الصادق لهذا الكيان وقادته المباركين، لنجدد لكم العهد والوعد بأننا جميعنا فداء للوطن وقادته، مستعدون لبذل أنفسنا ومهجنا لهذا الوطن، وسنظل قولاً وفعلاً أدوات خير بأيديكم، وسوف تلمسون بإذن الله آثار عنايتكم بنا عاجلاً وآجلاً، سوف نستمر في تضامننا مع كافة الجهات المختصة في سبيل تنمية شبابنا وفتياتنا وحمايتهم من براثن الشر والفساد والأخذ بأيديهم إلى ما فيه نفع أنفسهم ومجتمعهم وهذا الوطن الذي فتح ذراعيه لاحتضانهم.
صاحب السمو: إننا في هذه الفرصة التاريخية النادرة التي نحتفل فيها بثمرة نظرتكم الثاقبة لتنمية الفئة التي رحبت بها الدولة وتقبلها المجتمع، ونحظى برعاية ومتابعة سموكم مشروع تصحيح أوضاعهم، أعجز عن نقل مشاعر أبنائكم البرماويين، بما نالوه من عناية واهتمام وتقدير، لقد بدت تلك المشاعر في حدقات أعينهم، وخفقات قلوبهم، واستنارة وجوههم، وتلك معان لا تنقل، وأحاسيس لا توصف، إلا أن شيئاً واحداً أستطيع أن أنقله لسموكم وهو الدعوات الصادقات التي ارتفعت بها الأكف وأطلقتها الحناجر لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية وسموكم شخصياً. لذا تقبلوا خالص شكر وتقدير أبنائكم البرماويين.
بوركتم سمو الأمير وبوركت خطواتكم.
أحمد محمد أبوالخير