[caption align="alignleft" width="300"]«ميانمار»... الإصلاحات للتو قد بدأت...منصور الجمري[/caption]
في الأسبوع الماضي (ما بين 5 و7 يونيو/ حزيران 2013) نظم المنتدى الاقتصادي العالمي مؤتمره الإقليمي في ميانمار (بورما) تحت عنوان «تحولات شجاعة نحو الإدماج والتكامل»، وهذه هي المرة الأولى التي يتجمع فيها قادة اقتصاديون عالميون بهذا الحجم في هذه البلاد التي كانت تعتبر إحدى أكثر الدول استبداداً. وتقاطر كبار قادة الاقتصاد جاء بعد أن تقاطر على ميانمار قادة الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وعدد من الدول الأخرى منذ أن قرر العسكر المسيطرون على الحكم الانفتاح السياسي.
ميانمار لها نصيب من الأخبار السيئة قبل فترة تمثل في اضطهاد وقتل مورس ضد الأقلية المسلمة هناك (الروهينغا) وذلك بعد اندلاع الصراعات العرقية هناك. وميانمار (بورما) هي من أكثر البلدان الآسيوية تنوعاً في الأعراق، والصراعات العرقية كانت أحد المبررات التي اتخذتها مجموعة من العسكر في 1962 لإغلاق البلاد واعتماد القبضة الحديدية في الحكم، وهذه الفلسفة استمرت حتى العام 2011.
في مارس/ آذار 2011 تنبّه الحاكم العسكري لميانمار أن بلاده كانت واحدة من أغنى البلدان الآسيوية في 1962، والآن تعتبر واحدة من أفقر الدول في تلك المنطقة، وأصبحت القبضة الحديدية خانقة لكل مقدرات البلاد التي اعتمدت على الدعم الصيني، وأصبح هذا الدعم محسوباً وخانقاً.
العسكر يسيطرون على كل شيء في ميانمار، والسياسيون جميعهم من الرتب العسكرية بثياب مدنية، والدستور يحجز ربع المقاعد البرلمانية للعسكريين المعينين، بينما المقاعد الأخرى تُملأ بالأحزاب المرتبطة بالأجهزة العسكرية والسرية عبر انتخابات مزورة. الاقتصاد بيد شركات احتكارية يديرها العسكر، والسجون مملوءة بالمعارضين. ولأن هناك العديد من الإثنيات، فقد لعب العسكر على تلك الخلافات لمدة 50 عاماً لتبرير البطش والاستبداد ولتغطية الفساد الذي أنهك أغنى بلد في تلك المنطقة وحوّلها إلى أفقر بلد.
غير أن وصول أحد العسكريين المستنيرين (اسمه ثين سين) إلى الرئاسة كان مفاجئاً للجميع، فقد أطلق سراح زعيمة المعارضة أونغ سان سوكي والتقى بها في القصر وعقد صفقة معها، ودخلت المعارضة بصورة جزئية في البرلمان (عبر انتخابات تكميلية)، وفتح الأبواب للصحافة والمجتمع المدني... وفجأة تحركت المياه بشكل مختلف، وأصبحت ميانمار الآن محط أنظار الجميع، ويتسابق إليها السياسيون والاقتصاديون من كل أنحاء العالم... هذا كله والإصلاحات للتو قد بدأت.