[caption align="alignleft" width="300"]أراكان بعد عام!عبد الله عوبدان الصيعري[/caption]
مشكلة المسلمين اليوم معقدة، ومصائبهم محيّرة، في كل جزء من جسدهم جرح، وفي كل بقعة نزف، في كل مكان دماؤهم رخيصة وأمرهم مستضعف وفي وضع لا يحسدون عليه كما يقال! لماذا؟ أما كانت لنا الصافنات الجياد *** نصـول على الباغـي المجرمِ وكـانـت لـنـا عـزة الـمـؤمنين *** نـبـاهـي بـهــا هـامـة الأنـجـمِ لماذا تنزف جراحنا في كل ناحية ولا مستجيب ولا منتصر؟! لماذا إذا اضطهد المسلمون في مكان صُمّت الآذان وأغمضت العينان، وما كان وما كان! لماذا أصبحت أمتنا لا تنتصر لبعضها، ألسنا جسداً واحدا، أما قال ربنا: (إنما المؤمنون إخوة). أما قال نبينا: «المسلم أخو المسلم»؟ لماذا لا ينصر بعضهم بعضا ولا يقف بعضهم إلى جانب بعض ولا أعمم؟! أراكان دليل آخر على تمزق الأمة وتخاذلها، مرت السنة وهي تعاني ما تعاني والكثير من المسلمين لا يعلم عنها شيئاً فضلاً عن أن يقدم لها ويقدم، عذراً أراكان فقد تركناك للأعداء وقبلك تركنا البوسنة والشيشان وأفغانستان والعراق وفلسطين وغزة وسوريا وغيرها والحبل على الجرار كما يقال، في كل يوم تذبح الأمة هنا، وهناك صم بكم عمي فهم لا يرجعون، وتباد هناك، وهنا: أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون. مبلغ العرب من العلم وقمتهم من التحرك هو الشجب والاستنكار وعدم الرضا بما يحصل! لكن من أجل كراسيهم ومناصبهم وأموالهم وضيعاتهم ودنياهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها، ويزدون ويرعدون ويعلنون الجهاد ويقودون الجيوش ويقول أحدهم لكرسيه ومنصبه وماله ودنياه: والله لن يصلوا إليك بزعمهم *** حتى أوســد في التراب دفينا أما أن تصاب الأمة وتذبح، وتهان وتكبت في كل مكان فذلك لا يرضيه ولكن لا بد من الصبر والاحتساب! أبشروا أيها القوم فقد تعودت الأمة على الكوارث والمصائب وأنتم شاهد عيان وكل سيأتيه يومه وإنما هي مسألة وقت وإلا فالجميع سوف يأخذ حقه وينال نصيبه كما يقال إن لم تستيقظوا وتتحدوا وتعتصموا بربكم وتعودوا لديكم وللجهاد الذي هو سبب العزة والكرامة وتركه سبب الذلة والمهانة. ستعود الأمة إلى عزها ومجدها الماضي التليد متى صدع علماؤها بالحق وقاموا بدورهم ووحدوا الأمة ونبذوا الخلافات والشقاقات وتجردوا وصبروا وكانوا خير قدوة. ستعود الأمة إلى عزها ومجدها إذا صلح القادة وأقاموا العدل وحكّموا الإسلام في كل شؤونهم ووحدوا الأمة وحققوا معنى الأخوّة الإسلامية ونشروا الدعوة والعقيدة الصحيحة واهتموا بالجهاد وأعدوا له. ستعود الأمة إلى عزها ومجدها إذا تركت الجماعات والمذاهب الخلافات والشقاقات ونصحوا وتحاوروا وأصلحوا وكفّوا وصدقوا وتجردوا وتآزروا. ستعود الأمة إلى عزها ومجدها إذا صلح الراعي والرعية وعاد الناس إلى دينهم وإلى منهاج نبيهم وسلفهم فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. أما إن بقي الحكام في شهواتهم وملذاتهم واستماتوا على كراسيهم ومناصبهم وتركوا شعوبهم وإخوانهم المسلمين إلى حيث ألقت برحلها أم قشعم فإن المصائب ستزداد، وسنفقد من جسدنا أجزاء وأجزاء، أراكان وغير أراكان. فهل تعود إلى الإسلام عزته *** ويجمع المسلمون اليوم أمرهمُ.