لا يوجد مكان تكتسب فيه الأعداد أهمية في تشكيل حياة الناس أكثر من منطقة جنوب شرق آسيا، حيث يدفع الناس مبالغ كبيرة لشراء أشياء تحتوي على أرقام تعتبر جالبة للحظ.
ويسود هذا التقليد بوجه خاص في المناطق البوذية من ميانمار حيث هناك طلب كبير على أي شيء يحتوي على رقم تسعة ابتداء من أرقام الهواتف الجوالة وحتى لوحات المركبات. وتأتي أهمية الرقم تسعة من وجود تسع سمات خاصة للاله بوذا إلى جانب وجود تسع سمات للرهبنة.
وقال رجل في العاصمة نايبيتاو عمل لسنوات كموظف حكومي كبير في وزارة التخطيط في البلاد "رقم تسجيل سيارتي هو 7-7-0-4". وأوضح أن "سبعة زائد سبعة زائد أربعة يساوي الرقم 18 المكون من رقمين حاصل جمعهما يساوي تسعة". ودفع المسؤول 500 ألف كيات (530 دولارا) مقابل اللوحة، أي ما يعادل متوسط أجر موظف عام في خمسة أشهر، لكنه لا يشعر بأي ندم. ويقول الرجل إن "رقما متسلسلا جيدا يجلب الحظ".
وبفضل حكومة شبه مدنية جاءت إلى السلطة فقط في العام 2011 بعد خمسة عقود من الحكم العسكري الوحشي، أصبحت شرائح الهاتف المحمول متاحة وللمرة الأولى بحرية منذ عامين، ما أدى إلى موجة قوية من الطلب على بعض الأرقام المتميزة. ووفقا لتقارير محلية فقد بيعت شريحة هاتف محمول في ماندالاي تنتهي بالأرقم "999 " بـ500 ألف كيات.
وفي الوقت الذي يستمد فيه الرقم تسعة شعبيته من فضائل بوذا ومجتمع الرهبان، فإن العدد 37 أيضا مطلوب لأنه يرمز إلى عدد أرواح "ناتس" التي تعبد على نطاق واسع في ميانمار. و"ناتس" عبارة عن أرواح، معظمها تقريبا كما يقال كانوا بشرا لقوا حتفهم بطريقة عنيفة.
ويقول المرشد السياحي بان شاش: "لا يوجد سوى 37 ناتس عظام" وذلك لأن هذا هو العدد الذى وضعه رسميا الملك أناوراهتا، مؤسس امبراطورية باغان في القرن الحادي عشر. وأسماهم ليقضي على قوة الأرواح".
وقد أدى الاستخدام المتزايد للأرقام في شرح القضايا السياسية، واستخدامها من قبل السياسيين والزعماء الدينيين في دعم قضايا معينة، إلى بعض العواقب العنيفة. فقد اتهم رهبان بوذيون متشددون باستخدام الدلالة القوية للرقم تسعة للتحريض على العنف ضد المسلمين، الذين يعتبرونهم تهديدا لطريقة الحياة البوذية في ميانمار.
وهناك أيضا أمثلة أكثر هزلية، مثل تلك التى وضعها الجنرال ني وين عندما كان يدير البلاد بين عامي 1962 و1988. واعتقد ني وين أن رقم تسعة يجلب الحظ ، لذلك ففي العام 1987 قام بتغيير فئة العملة الوطنية وجعلها تتضمن فئتي 45 و90 كيات. ولم تجلب له هذه الخطوة الحظ كما كان يأمل فقد تمت الإطاحة به في انقلاب بعد ذلك بعام.