ترجمة: سعيد كريديه
انتقد مبعوث الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في ميانمار توماس أوخيا كوينتانا يوم الاربعاء حكومة ميانمار لفشلها في حمايته عندما تعرضت قافلته لهجوم في بلدة تعاني من الاضطرابات الدينية .
كما قال مبعوث الأمم المتحدة في بيان له "إنقض على السيارة حشد من نحو 200 شخصا شرعوا في لكم وركل النوافذ والأبواب وهم يهتفون بعبرات نابية."
وقال إن هذا الحادث اضطره للتخلي عن خططه لزيارة مخيم المحليين ، حيث يحتمي فيه حوالي 1600 مهجرا مسلما .
وأضاف "إن الخوف الذي شعرت به خلال هذه الحادثة من جراء تركي دون أي حماية من الشرطة القريبة، أعطاني نظرة ثاقبة عن الخوف الذي شعر به السكان عندما طاردتهم العصابات الغوغائية الشرسة خلال أعمال العنف التي اندلعت في آذار (مارس) الماضي."
وقال : " تقارير قوات الأمن التي ذكرت فيها فشلها في وقف اضطرابات آذار (مارس) هناك مزاعم أن الشرطة وقفت مع الجماهير الغاضبة التي طعنت وحرقت ضحاياهم حتى الموت ".
وقال كوينتانا للصحفيين في ختام زيارته التي استغرقت عشرة أيام لميانمار ."حمايتي هي مسؤولية الدولة…لكن هذا لم يحدث. لقد فشلت الدولة في حمايتي،"
ويعتقد أنه لم يصب أحد بجروح في الحادث
الذي وقع في 19 آب في بلدة ميكتيلا Meiktila، وسط ميانمار، حيث خلف العنف المناهض للمسلمين الذي اندلع في آذار (مارس) 44 قتيلا على الأقل.
كما كشفت الهجمات ضد المسلمين (الذين يشكلون ما يقدر بنحو أربعة في المئة من سكان ميانمار) عن شرخ عميق في هذه البلاد ذات الأغلبية البوذية كما ألقت بظلالها على عملية خروجها من الحكم العسكري.
من جهة ثانية حذر أطباء من أجل حقوق الإنسان من اندلاع صراع ذات مستويات كارثية في ميانمار بما في ذلك جرائم ضد الإنسانية أو الإبادة الجماعية وذلك في حال فشلت السلطات في وقف خطاب الكراهية ضد المسلمين ولجم ثقافة الإفلات من العقاب للذين ساهموا في اندلاع الاشتباكات.
وشهدت بلدة ميكتيلا Meiktila أعمال شغب فجرها شجار في متجر للذهب ومقتل راهب بوذي بطريقة وحشية، فأقدمت العصابات البوذي الغوغائية إلى إغراق المناطق المسلمة كلها في العنف الذي امتد إلى أجزاء أخرى من البلاد.
وكان من بين الضحايا أكثر من 20 طلابا ومعلما من مدرسة إسلامية تقع في ضواحي ميكتيلا Meiktila بعد أن تعرضوا للضرب والحرق حتى الموت من قبل مسلحين انقضوا عليهم وفقا لشهود عيان قابلتهم وكالة فرانس برس.
وتظهر لقطات فيديو جرافيك سلمه أحد النشطاء إلى وكالة فرانس برس صوراً لجسر بجانب المدرسة وقد تحول إلى مكان للقتل وشاهد أفرادا من شرطة يرتدون الزي الرسمي.
وبعد أعمال العنف التي اندلعت في آذار (مارس) قال كوينتانا : " إن إحجام قوات الأمن لقمع الاضطرابات المحتملة يرجح وجود علاقة للدولة بالقتال " . – وهو ادعاء رفضته الحكومة .
وتأتي الاضطرابات بعد تفشي الصراع مرتين في ولاية راكين الغربية إحداهما في شهر حزيران (يونيو) و الثانية في تشرين أو (أكتوبر) من العام الماضي التي خلفت نحو 200 شخصا، معظمهم من المسلمين الروهينجا الذين ينظر إليهم الكثيرون في ميانمار كمهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش ويسود شعور من عدم الثقة العميق بين المسلمين والبوذيين وقوات الأمن في الولاية الذي زارها كوينتانا في بداية رحلته.
وقد قتل شخص واحد على الأقل وأصيب نحو 10 بجروح في وقت سابق من هذا الشهر في اشتباك عنيف في مخيم المسلمين الروهينغا في راكين اندلع قبل أيام فقط من جولة كوينتانا في المنطقة. وفي شهر حزيران (يونيو) قتل خمسة من المسلمين الروهينغا بينهم ثلاث نساء من قبل قوات الأمن التي أطلقت النار أثناء النزاعات في حادثين منفصلين في مخيمات في راخين.