مخاوف من انتشار الفوضى.. ورئيس البلاد يدعو الجميع للتعاون مع الحكومة
رانغون – لندن: «الشرق الأوسط»
فرضت سلطات ميانمار أمس حالة الطوارئ في كل أنحاء ولاية راخين بغرب البلاد، مما يمنح الجيش مزيدا من السلطات لإعادة الهدوء بعد أعمال عنف بين بوذيين ومسلمين أسفرت عن سبعة قتلى على الأقل. واتخذ هذا الإجراء بعد بضع ساعات من فرض حظر تجوال في أربع مدن من هذه الولاية بينها العاصمة سيتوي.
وفي حين تتملك الناس مخاوف من انتشار الفوضى، وجه رئيس البلاد خطابا إلى الأمة دعا فيه إلى الهدوء والتعاون مع الحكومة. وقال ثين سين: «أطلب من الشعب والمنظمات الدينية والأحزاب السياسية وكل المنظمات الأخرى التعاون والعمل مع الحكومة، لحماية وحفظ السلام والأمن». وأضاف سين الذي تولى الحكم في مارس (آذار) 2011، وقام مذاك بالكثير من الإصلاحات السياسية، أن «أعمال فوضى انتشرت في شكل كبير في ولاية راخين. إذا واصل الجانبان التقاتل بكراهية وبلا نهاية، فهذا الأمر قد ينتقل إلى خارج ولاية راخين»، مشددا على ضرورة حماية «العملية الديمقراطية والتنمية» في ميانمار.
وتزايدت التوترات الدينية بشدة بعد مقتل عشرة مسلمين بيد حشد غاضب انهال عليهم بالضرب في جنوب ولاية راخين التي كانت تعرف فيما مضى باسم أراكان في شمال غربي البلاد. ثم قتل أربعة بوذيين يوم الجمعة الماضي قبل اندلاع موجة ثانية من أعمال العنف يوم السبت الماضي. ولم يتم تحديد الانتماء الإثني والديني للضحايا الثلاثة الآخرين. وتم تدمير نحو 500 منزل بحسب وسائل الإعلام الرسمية.
واتهمت السلطات الروهينجياس المسلمين الذين لا يعترف بهم كبورميين، بالوقوف وراء أعمال العنف التي بدأت بالقرب من مونغداو على الحدود مع بنغلاديش. وفي سيتوي، قال أحد السكان إنه شاهد رجلا يطعن نفسه، ومواجهة أخرى بين مجموعات قرب الجامعة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن هذا الشاهد قوله: «إذا استمر الوضع على هذا النحو، فإن سكان المدينة سيفتقرون إلى الأمن».
وقد تجمع نحو 600 شخص أمس في معبد شويداغون في رانغون الموقع الرئيسي للبوذية الوطنية، للمطالبة بإحقاق الحق للراخيين مع عبارات لا تفرق بين المسلمين الهنود والبنغلاديشيين والروهينجياس. وكتب على بعض اللافتات «لا مكان للإرهابيين البنغاليين» و«أنقذوا الراخيين». وقال تين هتو أونغ رئيس شبكة الراخيين الوطنية، وهي منظمة ناشطة، إن أعمال العنف «تسيء إلى الأمن الوطني والمصالح الوطنية والقانون. إنها ليست مشكلة البلاد فحسب، بل أيضا مشكلة العالم أجمع».
ويشار إلى أن الروهينجياس ليسوا من الأقليات العرقية المعترف بها في ميانمار، ويعتبرهم كثيرون من سكان البلاد أجانب وينظرون إليهم بعنصرية. ويقيم الروهينجياس الذين يقدر عددهم بنحو 750 ألف نسمة، عموما في شمال هذه الولاية، بينما يقيم عشرات الآلاف الآخرون في مخيمات في بنغلاديش. وتعتبرهم الأمم المتحدة من الأقليات الأكثر عرضة للاضطهاد في العالم.
وفضلا عن ملف الروهينجياس البالغ الحساسية، تشير أعمال العنف هذه إلى التوترات الدينية الكامنة في البلد. ويمثل المسلمون رسميا 4 في المائة من التعداد السكاني مقابل 89 في المائة من البوذيين. وأدى التوتر إلى سلسلة من الاضطرابات المعادية للمسلمين في البلاد في السنوات الـ15 الأخيرة، خصوصا في هذه الولاية التي تضم مجموعة كبيرة من المسلمين.