[caption align="alignleft" width="300"]هتلر حي في بورما بقلم / د. عابد البحر [/caption]
وكالة أنباء أراكان (ANA) متابعات | ترجمة الوكالة :
تخيل لو بقي هتلر على قيد الحياة في ألمانيا، وبقي اضطهاده لليهود والكاثوليك والغجر واستمرت المحرقة الممنهجة للتخلص من أعدائه.
لقد كان جيدا للبشرية أنه انتحر خوفا من مواجهة محاكمة سيئة بينما لدينا قتلاه موجودين، وكان هناك ستالين في روسيا الذي عاش محترما مع أنه قتل الملايين .
نحن هنا نتحدث عن الجنرال ني وين، هتلر بورما ، الذي عاش محترما أيضا وترك وراءه مقاليد الحكام العسكريين الذين يتبعون سياسته بتفان من الاستفزاز العنصري وقوانين ومبادئ التفرقة للسيطرة على شعبه.
مثل قادة المتعصب الحزبي، ني وين لم يكن يحارب ضد أي عدو خارجي، وكان أعداؤه مواطنيه، وكانوا هم الأقليات العرقية من غير البورمان الذين يعانون الأسوأ من الحكم القمعي لأنهم من غير البوذيين ويختلفون عرقيا في بورما.
لقد كان ني وين بطلا بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد مسيحيي كارين، ومسلمي الروهينجا.
وقد كان الأسوأ ممن عانوا من الحملة القومية المتطرفة هم من الروهينجا الذين يعتبرون أقلية صغيرة ويعيشون في ولاية أراكان.
بدأ ني وين الدعاية المضادة عن الروهينجا على أنهم بنجلادشيون يعيشون بصورة غير قانونية في بورما ولكن الأبحاث المعاصرة أثبتت خلاف ذلك وأكدت على أن الروهينجا يعيشون في أراكان من القرن السابع.
بعد تفكك باكستان، وإيجاد بنغلاديش، وهي دولة ظهرت حديثا، أصبح النظام العسكري لـ "ني وين" نشطا للتخلص من الروهينجا في بورما.
في عام 1978م، دفعت الحكومة البورمية أكثر من 200,000 شخص من الروهينجا من أراكان إلى بنغلاديش وبعد التحقق من قبل المنظمات الدولية، وجدوا أن الروهينجا يحملون أوراق NRC ولم تجد الحكومة أي عذر لرفض إعادتهم إلى بورما.
ثم في عام 1982م، أعلنت حكومة ني وين رسميا أن الروهينجا هم من غيرمواطني بورما ثم بعد ذلك، في 1992م-1993م دفعت أكثر من 300,000 من الروهينجا إلى بنجلاديش، وهذه المرة، تأكدت الحكومة من عدم حمل أي روهنجي لأي أوراق رسمية.
لا يوجد الآن من مجموع السكان الذين كانوا يقدرون بثلاثة ملايين من الروهينجا في أراكان ، سوى 800,000 تقريبا في أراكان نجوا بالهروب من النظام القمعي إلى بنغلاديش والهند وباكستان والشرق الأوسط ، وماليزيا، و اليابان و الدول الأوروبية و أمريكا الشمالية.
وأولئك الذين لا يزالون يعيشون في أراكان لا يزالون يواجهون القيود في الحركة من قرية إلى أخرى، ومقيدون من إنجاب الأطفال وامتلاك العقارات المملوكة لهم.
وبعد كل هذه المعاناة، في عام 2012م جاء أسوأ فصل في تاريخ الروهينجا؛ عصابات بمساعدة من قوات الأمن الحكومية هاجموا على قرى الروهينجا و أحرقوا منازلهم ، وقتلوا الشباب.
ورغم ذلك ترك المجرمون الذين ارتكبوا هذه الجرائم ، ومسحت الحكومة آثار الجريمة من المنازل المدمرة وأخذوا الروهينجا إلى مخيمات الإيواء .
وبدلا من إعادة توطين الروهينجا على أرضهم، طلبت الحكومة العنصرية من المجتمع الدولي إعادة توطينهم في بلدان ثالثة.
هذه ليست علامات السذاجة، ولكن هي مؤشرات واضحة لسياسات الحكومة العنصرية ضد الأقليات العرقية .
في حين يبدو أن أفكار توقفت هتلر ماتت مع موته ، إلا أن ني وين بورما ، ورث هذه العنصرية وأصبح هتلر بورما الجيل الجديد في الجيش ، من بين الرهبان والسياسيين.
ثم جاء عام 2013م وواصلوا شن المزيد من الهجمات على الروهينجا وتشير آخر الأخبار إلى أن المسلحين العنصريين الراخين بالتعاون مع مجموعة الشرطة أضرموا النار على مساكن من اللاجئين الروهينجا .
من غير شك يبدو أن بورما تعيش في الماضي بينما تواصل الهجوم بقوة من قبل أجهزة الدولة .
وكمواطنين من العالم يعلمون أن الروهينجا عديمي الجنسية يستحقون أي مبادرة جادة من الإنسانية لوقف الإرهاب الذي دام لفترة طويلة ونمت الطغاة المحليين مثل آي مونغ ، آيي تشان ، ثين سين وغيرهم الكثير والكثير منهم على حد سواء .
تم بالخطأ تكريم سو كوي التي تحلم أن تصبح رئيسة بورما باعتبارها بطل الديمقراطية ؟ رغم هذه السلوكيات الغير الحضارية من قبل الجيش ؟ أين هي الإنسانية لوقف هتلر بورما من ارتكاب المزيد من الفظائع في بورما ؟