[caption align="alignleft" width="300"]مسلمو بورما.. ومجانينها البوذيون!![/caption]
محمد العصيمي
قدر الأديان والملل والنحل والمذاهب أن يكون فيها دائما أشخاص مجانين يوظفون النص الذي يدينون به ليسحلوا الآخر ويطحنوه ويقتلوه ويحرقوه باسم الدين. من إرهاب القاعدة المعروف إلى حرق المصحف من الأصوليين المسيحيين، الذين يستعدون أتباعهم على من عداهم، إلى الآفة والكارثة البشرية الأخيرة والشر المستطير في بورما، حيث يحرق البوذيون المسلمين ويذبحونهم على الهوية.
التطرف من أبشع ما اخترع البشر ومارسوه ضد بعضهم.. وهو صنعة تتجدد بتجدد الأزمنه، يحملها ويبشر بها كل من (فرز) نفسه عن الآخر المختلف، وكل من اعتبر وجود هذا (المختلف) خطرا عليه وعلى عقيدته وحياته. كأن الأرض والحياة تضيق حتى لا يبقى فيها سوى مكان واحد: إما له أو لغيره..!! وكأن الأديان والعقائد والشرائع، التي يركبها المتطرفون المجانين، لم تحث على التسامح والتعايش وحرمة الدم والنفس البشرية قاطبة.
البوذية ذاتها، التي يرتكب هؤلاء المجانين مذابحهم ونيرانهم باسمها، نصت على مجموعة من الوصايا يبلغ عددها 250 وصية، منها ـ كما جاء في دائرة معارف البستاني ـ : «لا تقتل، لا تسرق، كن عفيفاً، لا تكذب». وهكذا، كما أن الإسلام والمسيحية واليهودية وكل عقائد البشر تحث على الفضيلة والتعفف والتسامح، فإن البوذية حثت معتنقيها على تأسي هذه الفضائل وتجنب الحقد والعنف ومنكرات التقاتل بين البشر المتماثلين في خلقتهم ووجودهم.
ولذلك فإنه لا تفسير لهذه (الارتكابات) المجنونة والحمقاء إلا دوافن النفوس المريضة، التي جبلت على التربص والحقد والاستفراد بالحياة التي خلقها الله للناس أجمعين. ولذلك، أيضا، يبقى الإنسان السوي هو منقذ الإنسان المظلوم من براثن هذا الحقد وهذا الاستفراد. وعلى العالم أجمع، وليس مسلميه فقط، أن يكف الأذى الماحق عن مسلمي بورما المنكوبين، ليعيد للإنسان آدميته الحقة التي كفلتها كل الأديان والشرائع.
المصدر:العربية