الدوحة – قنا
بدأت بالدوحة اليوم أعمال الاجتماع الثاني للمنظمات الإنسانية بشأن الوضع الإنساني لمسلمي ميانمارالذي تنظمه منظمة التعاون الاسلامي بالتعاون مع جمعية قطر الخيرية بمشاركة حوالي 30 منظمة محلية واقليمية ودولية.
ويبحث الإجتماع – وهو الثاني من نوعه بعد اجتماع كوالالمبور الذي عقد فى أغسطس الماضي – خطة استراتيجية للتدخل الإنساني في ولاية راخين بميانمار اضافة إلى مناقشة سبل تعزيز التنسيق بين المنظمات المهتمة بموضوع مسلمي الروهينجا واتخاذ خطوات عملية في هذا السياق واستعراض تقارير منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الإنسانية الأخرى عن الوضع هناك.
وقال السيد يوسف أحمد الكواري الرئيس التنفيذي لجمعية قطر الخيرية إن هذا الإجتماع الذي يستمر يوما واحدا يأتي من منطلق إدراك الجمعية لأهمية تنسيق جهود المنظمات الخيرية والإنسانية للدول الإسلامية، وتعزيز التعاون المشترك في ما بينها وخصوصا في المجال الإغاثي، والمساهمة في دعم ومتابعة أي جهد مبارك من شأنه إيصال المساعدات للمسلمين الروهنجيين في ميانمار، والتخفيف من معاناتهم الإنسانية المتفاقمة.
وتمنى السيد الكواري خلال الجلسة الإفتتاحية أن يتمخّض الاجتماع عن توصيات عملية لدعم المسلمين في ميانمار ونصرتهم، وتحريك أنظار الرأي العام الدولي للوضع الإنساني المتردي هناك..لافتا إلى أن قطر الخيرية سبق لها أن تعاونت مع منظمة التعاون الإسلامي، في نفس الاتجاه، حينما استضافت المؤتمر الثالث للمؤسسات الإنسانية للدول الأعضاء في المنظمة عام 2010 بالدوحة.
ولفت إلى أن الجمعية حرصت بحكم واجبها الإسلامي وريادتها للعمل الإنساني في دولة قطر على التواجد الميداني داخل ميانمار، لتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة رغم الصعوبات ..وقال " عندما حالت القوانين المعقَّدة لتلك الدولة من بلوغ ذلك تعاونا مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين المتواجدة هناك، في تنفيذ مشروع إنساني هو الآن قيد التنفيذ، وقدّمت الدعم للاجئي الروهينجيا على الحدود البنغالية – البورمية عن طريق مكتبها في بنغلاديش".
كما لفت إلى مشاركة الجمعية في اللقاء التشاوري الأول في كوالالمبور، واختيرت عضوا في لجنة الشؤون الإنسانية والتنمية المجتمعية التي أوصى بها الاجتماع.
وأكد السيد الكواري على أن جهود قطر الخيرية سيتواصل للوصول ميدانيا داخل بورما، تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي، مخصِّصة مبلغ 6 ملايين ريال لصالح هذه الجهود المباركة كمرحلة أولى.
وقال إن أمانة المسؤولية تقتضي من الجميع استفراغ الجهود لصالح المسلمين في ميانمار، الذين يتعرضون لظلم وأذى كبيرين .. داعيا المجتمعين الى الخروج من هذا اللقاء بتوصيات عملية، يمكنها فتحُ آفاق جديدة لنصرتهم وتقديم العون لهم، وتذليل كافة العقبات التي تحول دون ذلك.
إلى ذلك اعتبر السفير عطا المنان بخيت الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي للشؤون الإنسانية موضوع مسلمي ميانمار من أعقد القضايا الإنسانية كما أنه يشكل مصدر قلق للعالم عامة والإسلامي خاصة منذ منتصف القرن الماضي .. لافتا الى تزايد الإهتمام به منذ شهر يونيو الماضي بعد اندلاع شرارة المواجهات الدامية فى ولاية راخين "التى تعرضت فيها حقوق الإنسان لانتهاكات فاضحة".
وتوجه الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي للشؤون الإنسانية في كلمته بالشكر الجزيل لحكومة دولة قطر على الدعم الكبير والمتواصل الذي تقدمه للعمل الإنساني في منظمة التعاون الإسلامي منذ سنواته الباكرة مما أسهم فى تسريع مسيرة التجربة الإنسانية .. مؤكدا أن قطر ظلت على الدوام مانحا أساسيا لإدارة الشؤون الإنسانية ومدافعا صلبا عن مشروعاتها فى كافة منابر المنظمة.
كما أعرب عن تقديره لجمعية قطر الخيرية ودورها الإنساني كمنظمة رائدة فى العمل الإنساني.. مثمنا فى الوقت ذاته تعاونها الكبير مع ادارة الشؤون الإنسانية فى منظمة التعاون الإسلامي.
من ناحيته أكد على بن راشد المحري المهندي المدير التنفيذي للشؤون العامة بجمعية قطر الخيرية أهمية اجتماع اليوم لمواصلة الجهود الدؤوبة الرامية لتذليل العقبات امام الجمعيات والمؤسسات الإنسانية لتقديم الدعم والنصرة لمسلمي ميانمار.
ونوه السيد المهندي بدور منظمة التعاون الإسلامي في التعامل مع قضية مسلمي ميانمار وغيرها من القضايا والموضوعات التى تهم العالم الإسلامي فضلا عن دورها فى تنسيق العمل الإنساني للمنظمات الخيرية فى الدول الأعضاء بالمنظمة.
ومن المقرر أن يختتم الإجتماع في وقت لاحق اليوم بجلسة لإعلان التوصيات الختامية بخصوص التدخل الإنساني وبيان الخطط الإسترشادية وخطط التدخل التى تم الاتفاق عليها.
المصدر:بوابة الشرق