وكالة أنباء أراكان | متابعات
تواصل الأزمة الإنسانية والعنف ضد الأقلية المسلمة الروهينجا في ولاية أراكان غربي ميانمار في التفاقم، حيث وردت أنباء عن تعرض رجلين من الروهينجا لاعتداء وحشي من قبل أفراد من جيش أراكان في الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري.
وبحسب مصادر محلية فقد أصيب رجلان من الروهينجا، وصلا إلى قرية “زين باينغ يار” بعد فرارهما من العنف في قريتهما “شوي زار”، بجروح خطيرة بعد هجوم شنه جيش أراكان.
وجرى التعرف على أحد الضحايا وهو “محمد جبير”، وقد تعرض إلى جانب رجل آخر مجهول الهوية، للضرب المبرح من قبل عناصر جيش أراكان، حتى أن أسنانهما قد سقطت، وكسرت أيديهما وعمودهما الفقري،بحسب المصادر.
وأفاد شهود عيان، لموقع “أخبار الروهينجا” أن الرجلين تعرضا للضرب بالبنادق والسكاكين بعد تقييدهما وعجزهما عن الحركة.
وروى أحد أفراد أسرة أحد الضحايا تفاصيل مروعة عن الحادثة، موضحاً أن الرجال ذهبوا لصيد الأسماك بالقرب من النهر القريب من قرية “زين باينغ يار” عندما واجههم فجأة عناصر من جيش أراكان، واتهموهم بالانتماء إلى جيش ميانمار، وضربوهم بشكل وحشي وغير مبرر، قبل أن يتم رميهم في الغابات بالقرب من النهر.
وبحسب المصدر، يعيش مجتمع الروهينجا في قرية “زين باينغ يار” ، الذين ظلوا على قيد الحياة، في خوف دائم وظروف معيشية صعبة، مع قلة الطعام وعدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الطبية، وقد قام جيش أراكان بترهيبهم للانضمام إلى صفوفه وإجبارهم على التصوير لما يسمى “Swe Ting Saik” باللغة البورمية، وتعني (الصورة العائلية التفقدية)، ويعاقب أولئك الذين يرفضون بالسجن لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
اختطاف 15 شاباً من بوثيداونغ
وفي الوقت نفسه، لا يزال الوضع في بلدة بوثيداونغ مأساوياً، ففي 31 أغسطس/ آب الماضي، اختطف جيش أراكان 15 شاباً من الروهينجا من قرية “ثا بيك تاونج” (هاران هالي)، ولا يزال مكان وجودهم غير معروف.
وأفاد سارديك (50 عاماً)، أحد سكان القرية، أن جيش أراكان كان يستهدف شباب الروهينجا، واختطف عدداً منهم على مدار الأسبوع الماضي، وخوفاً على حياتهم، فرّ العديد منهم إلى الغابات والجبال، بينما حاول آخرون القيام برحلة محفوفة بالمخاطر إلى بنغلادش.
كما فرض جيش أراكان أوامر صارمة على مجتمع الروهينجا في بلدة بوثيداونغ، حيث حظر استخدام بطاقات الجوال “SIM” البنغلاديشية، وأُمر القرويون في قرية “هبون نيو ليك” بتسليم بطاقات “SIM” الخاصة بهم، تحت تهديد السجن لمدة ثلاثة أشهر لعدم الامتثال، وقد صدرت أوامر مماثلة في قرى أخرى من بلدة بوثيداونغ.
وإلى جانب تعرضهم للعنف والقتل والاضطهاد، يعاني النازحون الروهينجا في ولاية أراكان من نقص حاد في الغذاء وأزمات صحية، وقد أدى اختطاف عشرة شباب من الروهينجا من “سين هنين بيا” في 17 أغسطس/آب لتجنيدهم قسراً من قبل جيش أراكان، إلى زيادة أجواء الخوف وعدم اليقين التي تسود المنطقة.
وفي 5 أغسطس/ آب الماضي، قتل ما لا يقل عن 200 شخص من الروهينجا، بينهم نساء وأطفال، في هجوم بطائرات مسيرة على حشود لآلاف الروهينجا، الفارين من المعارك في مونغدو، وذلك على ضفاف نهر ناف، أثناء محاولتهم العبور إلى بنغلادش، وقد أكدت تحقيقات لمنظمات حقوقية، من بينها منظمتي “فورتيفاي رايتس” و“هيومن رايتس ووتش”، مسؤولية جيش أراكان عن هذا الهجوم.
وتزداد الأوضاع المعيشية سوءاً في ولاية أراكان غربي ميانمار بشكل متسارع في الآونة الأخيرة، لا سيما في المدن والبلدات التي تقطن فيها الأقلية المسلمة الروهينجا، إذ أصبحوا في مرمى نيران المعارك بين جيش أراكان الانفصالي وجيش ميانمار، مما يضطرهم إلى محاولة الفرار عبر نهر ناف إلى بنغلادش، ومع تفاقم الأزمة الإنسانية، هناك حاجة ماسة لتحرك المجتمع الدولي لمنع المزيد من الفظائع ضد الروهينجا.