وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
يشهد إقليم أراكان بدولة ميانمار مجازر إبادة ضد أقلية الروهنغيا المسلمة على مدار سنين من قبل حكومة ميانمار والميليشيات المناوئة، ما دفع مئات الألوف للنزوح خارج البلاد، ولكن ميانمار أرادت تحسين صورتها أمام العالم بطلب عودة الروهنغيا والتعهد بإعطائهم الأمان، ولكن محاولات الإعادة باءت بالفشل لتشكك النازحين في صدق نوايا حكومتهم.
وفي تحقيق قصير لـ”بي بي سي” تكشف من خلاله عن استغلال حكومة ميانمار لقرى الروهنغيا التي هدمت بالكامل لإنشاء مخيمات إعادة النازحين، ويطرح التساؤلات عن مدى استعداد ميانمار للالتزام بتعهداتها أمام العالم تجاه الأقلية المضطهدة.
وخلال محاولة ميانمار لجلب الدعاية نحو خطتها وإبرازها للعالم تمت دعوة صحفيين من مؤسسات إخبارية مختلفة لمشاهدة مخيمات الإيواء التي أعدتها ميانمار لإعادة النازحين، ما دفع فريق “بي بي سي” لانتهاز الفرصة للدخول لعالم أراكان المحاط بالسرية الشديدة.
وفي تعليق “بي بي سي” كانت جولة فريقها الصحفي وسط قافلة أمنية وجو من الرقابة المشددة، حيث لم يكن متاحا التقاط مقاطع فيديو أو حتى التحدث للروهنغيا المتواجدين.
وتحرك فريق “بي بي سي” لرصد قضية أثارها مركز الدراسات السياسية الأسترالي والذي نشر صورا للأقمار الصناعية توضح أن 40% من قرى الروهنغيا المهجورة تعرضت للهدم خلال السنين الماضية، لإحلالها بمقرات حكومية وأخرى للمخيمات وتمركزات الجيش.
وبدأ فريق القناة الجولة المراقبة أمنيا بمخيم هلا بو كونج، وهو من المخيمات المؤقتة فهو مجهز لإيواء 25 ألف عائد لمدة شهرين لحين نقلهم لمكان آخر.
ولاحظ الفريق أن المخيم الذي لم تمض عليه سنة في حالة مزرية، بينما يحوي مراحيض متهالكة، ويقبع المخيم على أنقاض المنازل على أطراف قريتي هاريتولار وذارزيكون والتان هجرتا خلال أحداث العنف.
وقال الصحفي جونثون إنه سأل مدير المخيم سو شوى أونج عن ما إذا كانت تلك القرى هدمت لبناء المخيم فأنكر أولا، ولكن حسب ما قال جونثون حينما واجهه بأن صور الأقمار الصناعية تأكد حدوث ذلك رد المدير بأنه جديد في عمله وغير مؤهل للرد على الأسئلة.
ويضيف الفريق أن الموكب الأمني اقتادهم بعد ذلك لمخيم كايين تشونج والمعد للإقامة الطويلة، وهناك تمكن الفريق من محاورة بعض مديري المخيم والذين أقروا في مقابلات غير مصورة بقيام الجيش بتجريف قرية ماير زن لبناء المخيم.
يذكر أن مخيم كايين تشونج بني بتمويل هندي ياباني.
ويتابع الصحفي جونثون قائلا “منذ سنتين مررت بقرية ميو ثو جاي الواقعة قرب عاصمة الإقليم مانداو لأصور ورافقتني حينها قافلة أمنية أخرى، حيث شاهدت المنازل محترقة غير أن المباني الأضخم والأشجار المحيطة بالقرية كانت باقية، لكن في هذه الزيارة شاهدت بدلا من المنازل تمركزات عسكرية للجيش ولم أجد الأشجار الضخمة التي وجدتها سابقا”.
ويكمل الفريق في تحقيقهم أن القوات الأمنية رافقتهم بعد ذلك لمخيم يقع في قرية إن دين التي شهدت مجازر فظيعة وهناك كان 3 أرباع المدينة حيث مساكن المسلمين مهدما، بينما كان الربع الرابع الخاص بالبوذيين سليما وعامرا، حيث قال ساكنيه للفريق أنهم لن يقبلوا أن يجاورهم أشخاص مسلمين مجددا.
وبحسب الفريق فبدلا من منازل المسلمين في القرية بنيت مباني مسيجة لقوات الجيش في القرية.
وتمكن الفريق بصعوبة من التحدث إلي أحد القليلين المتبقين من الروهنغيا في أراكان دون ذكر اسمه حيث يقطن ذلك الشاب في إحدى المخيمات منذ أعوام، بينما أوضح للفريق أنه لا يستطيع مزاولة دراسته الجامعية، كما لا يستطيع مغادرة المخيم دون إذن مسبق، لينصح النازحين بعد ذلك من التفكير طويلا قبل قرار العودة، الذين سيجدون أنفسهم -على حد قوله- بعد اتخاذه رهينة لحراس المخيمات.
ولم تعلق حكومة ميانمار على أسئلة “بي بي سي” بشأن القرى المهدمة لإنشاء مخيمات.