وكالة أنباء أراكان | خاص
محمد امين الندوي
مدير معهد بحوث ودراسات الرهنجيا
الخلفية التاريخية:
كانت أركان دولة إسلامية منذ عام 1430م احتلتها بورما في 28 ديسمبر عام 1784م،(1) وتعد الآن ضمن ولايات بورما الاتحادية. والمسلمون يشكلون فيها أغلبية. علاقة العرب بأركان عريقة جدا من الأيام الجاهلية؛ ومنذ القرن الثالث الميلادي جاء العرب إلى أركان للتجارة واستوطنوا فيها.(2) وأن سواحل أركان وضفاف خليج البنغال قد شوهدت فيها المساجد والمراكز الإسلامية خلال خمسين عاما من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم.(3)
علاقة الإسلام بأركان وطيدة جداً من القرون حيث يثبت من كتب المؤرخين أن مملكة أركان لها علاقة جيدة مع الخلفاء المسلمين أيام الخلافة الأموية والعباسية، وكانت المراسلة وتبادل التحف والهدايا مستمرة بينهم، وكذلك يوفد كلا الطرفين البعثات الدبلوماسية والتجارية والسياحية بين حين وآخر. وبطلب من ملك أركان فقد أوفد إليه خلفاء المسلمين بوفد يضم عددا من الدعاة والمصلحين، وبفضل دعوتهم انتشر الإسلام في ربوع أركان واعتنق معظم سكان أركان الإسلام طواعية.(4) وكذلك استوطن في أركان عدد من الدعاة والتجار والسياح المسلمين خاصة من الحضارمة(5) والسادة العلويين وأهل العراق(6) من العرب.
وأركان اسم عربي إسلامي(7) حيث يثبت من كتاب المؤرخ الأركاني الشهير محمد خليل الرحمن الأركاني بأن المسلمين قاموا في هذه المنطقة بالدعوة إلى الإسلام وإتباع أركانه الخمسة التي بني عليها الإسلام، فأعتنق ملك رخـام(8) “غولنغي” الإسلام بيد الداعي المسلم الأمير حمزة، وتلقن الدرس منه عن أركان الإسلام الخمسة، فسمي مملكته بأركان يراد به أرض أركان الإسلام أي موطن المسلمين ومركزهم في هذه المنطقة.(9 (، وكذلك ذكر المؤرخون عن محمد ابن الحنفية أو محمد حنيفة وعلاقته بأركان واعتناق الإسلام ملكة أركان “كايافري” بيده(10) وحكومة الشيخ عبد الله في أركان.(11) كما ذكر كثير من المؤرخين بأن العرب أنشأوا في أركان مملكة عربية إسلامية مستقلة بين القرن السابع والقرن الثاني عشر الميلادي.(12) ومسلموا أركان يسمون رُهنجيا منسوباً إلى رُهنج وهذا تصحيف من الرهمي أو الرهمة/ الرهيمة.(13) والرهيمة ضيعة قرب الكوفة.(14) وذكرها المتنبي فقال:
فيالك ليلا على أعـكـش أحم البلاد خفي الصـوى وردن الرهـيمة في جوزه و باقـيه أكثر مما مضى(15)
ولا يستبعد تسميتهم سواحل أركان بالرهيمة على غرار تسمية أرض قرب الكوفة. و وصف المـؤرخون بأركـان وملـوكها بـ “ممـلكة رهمـي وعظيم أركان المشرق” كـ سليمان التاجر[237هـ/851م](16) وابن خرداذبه[250هـ/864م](17) واليعقوبي[287هـ/900م](18) وابن الفقيه الهمداني[290هـ/902م] (19) والمسعودي[346هـ/957م](20) والقاضي الرشيد ابن الزبـير[463هـ/1070م](21) والإدريسي[560هـ/1164م](22( والرهمي نسبة إلى الرهم؛ والرهم بطن من بكر بن وائل من العـدنانية و رهم بن تاج بطن من عمرو بن قيس.(23) وبهذا يمكن القول بان إنشاء مملكة رهمي يرجع فضله إلى العرب كما هو بين بتسميتها.
وحضارة الإسلام والمسلمين في أركان عريقة جداً حيث حكم عليها المسلمون طوال ثلاثة قرون ونصف، وأشهر ملوكهم سلطان مبارز شاه ولي خان(24) الذي أدخل اللغة الفارسية في أركان. واستمرت الفارسية كلغة رسمية من 1430م حتى عام 1845م أي حتى بعد احتلال الإنجليز بها 22 عاما. ومن أشهر ملوكهم سلمـان شاه، الذي اتخذ من “مرغ كوه”(25) رُهنج (فاتري قلعه) عاصمة له. وكان أحد الشروط الأساسية لتولي الملوك السلطة والجلوس على العرش هو تخصصهم في علوم الشريعة والدراسات الإسلامية،(26) كما نقش على العملات والأوسمة والشعارات الملكية كلمة التوحيد {لا إله إلا الله محمد رسول الله} وأسماء الملوك بالحروف العربية وكذلك الآية القرآنية {أنأقيموا الدين}،(27) كما يعين القضاة المسلمون للمحاكم حسب نمط الحكومة الإسلامية على أن يصدروا الحكم حسب الشريعة الإسلامية الغراء مستمدين أحكامهم من القرآن والسنة والفقه الإسلامي.(28)
ولغة مسلمي أركان تسمى اللغة الرهنجية مؤلفة من كلمات وتعبيرات عربية أكثر من خمسين في المائة، و تكتب هذه اللغة بالحروف العربية وبخطها ورسمها.(29) و عدد المسلمين في أركان يزيد على مليونين ونصف، و يشكل أغلبية على كافة شعب أركان بما فيه قبيلة “المغ” الذين جاءوا إلى أركان من موطنهم الأصلي “مغـده” ولاية بيهار في الهند. أما البورميون الأصليون خاصة(30) الذين يسكنون المنطقة حول “مندلاي” فـقـد جاءوا من التبت (الصين) قبل قرن 9 واتحدوا في القرن 11، بفضل “أناوراثا” الذي اتخذ عاصمته في “باجان” و هو الذي أدخل البوذية وهي اليوم الدين الرئيسي وبعد أن دحر قبلاي خان خلفاء “أناوراثا” (1287)، انقسمت بورما إلى دويلات صغيرة يحكمها زعماء من قبائل الشان حتى القرن 16 حينما سادت البلاد أسرة “توانجو” البورمية. و في قرن 18قضى البورميون بزعامة “ألونجبايا” على ثورة قبائل المون، واستطاع “ألونجبايا” بعد ذلك أن يغزوا الهند ويوسع حدود مملكته.(31)
وغزا ملوك بورما أركان عدة مرات، ففي عهد الملك “من خامن” البورمي عام 1404م هاجم البورميون على أركان حتى احتلوها لكن استعاد الأركانيون مملكتهم بيد السلطان مبارز شاه ولي خان بتعاون حاكم البنغال عام 1430م. وكذلك هاجم الملك البورمي “تبين شويثي” على أركان عام 1544م في عهد السلطان ذوق بك شاه (زبك شاه) ملك أركان، لكنه صالح مع ملك أركان بعد إخفاقه في الهجوم. وفي عهد سكندر شاه الثاني ملك أركان وفد إلى أركان الأمير شجاع حاكم البنغال ابن شاهجهان ملك الهند، بعد هزيمته من أخيه محي الدين أورنكزيب عالمكير في صراع لتولية عرش دهلي. وباسمه سمي الطريق الممتد من شيتاغونغ إلى أركان بـ”شارع شجاع أركان”. و أخيراً احتل أركان “بودابايا” ملك بورما عام 1784م. ثم جاء الإنجليز عام 1826م وكانت أركان ملتقى الإنجليز واليابانيين في الحرب العالمية الثانية، فدارت هناك معارك عنيفة راحت ضحيتها ما يزيد على مائة ألف مسلم رهنجيا بمؤامرة من البوذيين “المـغ” بتعاون من البورميين وتزويدهم اليابانيين بالأسلحة النارية والذخائر الحية، كما لعب البريطانيون دور المتفرجين الصامتين، وكذلك شرد نصف مليون مسلم رهنجيا جراء هذه المجزرة.(32) كما دمر تدميرا كاملا 307 قرية من قرى المسلمين.(33( وإن هذه الأعمال الإجرامية ضد المسلمين الرهنجيا قد ارتكبها البوذيون “المغ” عمدا للتصفية الجسدية والتطهير العرقي وكجزء من مخططاتهم الخبيثة من حملات الإبادة الجماعية. وحسب تصريحات معالي السيد/ سلطان محمود عضو البرلمان و وزير الصحة لحكومة بورما سابقا: بأن هذه الأعمال البشعة ليست من الفتنة الطائفية بل القتل الجماعي للمسلمين الرهنجيا بوحشية وقسوة و بدم بارد وبمؤامرة مسبقة.(34) وبعد انسحاب البريطانيين من أركان و بورما إبان الحرب تمتع المسلمون الرهنجيا بالحكم على أركان الشمالية بما فيها منطقة “مونغدو” و “بوثيدنغ” و “راثيدنغ”.(35) و في هذه الأثناء جرت مفاوضات بين حكومة المسلمين الرهنجيا(36) و مسئولي الحكومة البريطانية(37) و اتفق الجانبان على اتفاقية تنص الاعتراف بحكومة المسلمين الرهنجيا ولجنتها الأمنية من قبل بريطانيا(38) كما اعترفت بريطانيا بأن منطقة أركان الشمالية منطقة المسلمين الرهنجيا الوطنية(39) وهي منطقة مستقلة لا ترجع إلى مناطق أخرى، و وعدت بمنحها الاستقلال(40) وأن بريطانيا تعتبر حق تقرير مصير الشعب الرهنجيا حق مشروع (في اختيار استقلالهم الكامل أو ضمهم إلى باكستان الشرقية(*)أو ضمهم إلى بورما كولاية من ولايات بورما الاتحادية في المستقبل). بناءا على هذه الاتفاقية والوعود الأخرى من قبل بريطانيا وافقت حكومة المسلمين الرهنجيا على دخول القوات البريطانية في أراضيها لصد هجوم اليابان. لكن سرعان ما انقلبت الأوضاع عليهم بعد وضع الحرب أوزارها. ورغم اعتراف اليابانيين والبريطانيين بأن منطقة أركان الشمالية منطقة ذات أغلبية ساحقة للمسلمين الرُهنجيا وهي منطقة ذات سيادة إسلامية،ضمت أركان إلى بورما الاتحادية حينما نالت استقلالها عام 1948م. وفي أيام الحكومة البرلمانية حقق المسلمون الرُهنجيا بعض التقدم والنجاح لما أنشأت الحكومة البورمية منطقة مستقلة لهم باسم “إدارة مايو الحدودية” في أركان الشمالية، كاعتراف بالهوية الوطنية المستقلة للمسلمين الرُهنجيا.(41) وكذلك حصلت لغتهم مكانتها حينما تذاع اللغة الرُهنجية عبر الإذاعة الحكومية، كما تبث البرامج الثقافية الرُهنجية من إذاعة رانغون. وهكذا قام مسلمو أركان بإثبات كيانهم وحضارتهم وثقافتهم المستقلة بالحصول على حقوقهم اللغوية والثقافية الأساسية والاعتراف بالهوية الوطنية والكيان المستقل لهم. لكن الانقلاب العسكري حظر على كافة حقوقهم، كما حظر التعليم والبث الإذاعي باللغة الرُهنجية وسحب مواطنة الرُهنجيا في بورما، وقام بطردهم وتهجيرهم إلى الخارج على أنهم أجانب دخلاء غير شرعيين تسللوا إليها،(42) لذلك قام المجاهدون بمطالب حريتهم واستقلالهم الكامل عن طريق حق تقرير مصيرهم، والذي تضمن لهم القوانين والأعراف الدولية.
مشاكلهم الجذرية وحلها :
التاريخ الإسلامي منذ أول عهده إلى يومنا هذا لم يخل عن المشاكل والبلايا إلا أنها كانت تجد لها حلولا بفضل الجهود المبذولة من قبل المصلحين و المجددين لهذا الدين، وكانت شمس الإسلام تتجلى وتلقي أضوائها بكل قوة ولا تزال هذه السلسلة مستمرة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
وهناك علاقة وطيدة بين الإسلام والنصر حيث أن علماء الإسلام قدموا التضحيات وبذلوا قصارى جهودهم لإعلاء راية الإسلام. فلم يخل أي مجال من المجالات عن دور العلماء وخدماتهم سواء كان ميدان الجهاد أو حجرات التصنيف و التأليف أو منابر الوعظ والخطابة أو الأعمال الاجتماعية الخيرية أو الجهود الشخصية التنموية لم يخل أي من هذه المجالات عن دور العلماء وخدماتهم المستمرة حيث درسوا وضع كل منطقة وكل حالة فقاموا بدورهم حسب مقتضى الحال وأدوا واجب نصرة الإسلام المنوطة بعواتقهم.
يواجه الإسلام اليوم بأزمات مختلفة، بل الحق أن نقول بأن الأزمات التي يعاني منها العالم الإسلامي والمؤامرات التي حيكت ضده منذ زوال الخلافة الإسلامية ليس لها نظير في التاريخ الإسلامي بأسره.
يواجه العالم الإسلامي اليوم كثيراً من قضايا دولية ومحلية مشتركة، كما أنه يعاني من المشاكل التي تخص الدولة أو المنطقة، فيتحتم على العلماء النظر في القضايا الدولية من ناحية وكسب الرأي العام الدولي لصالح الأمة الإسلامية؛ و من ناحية أخرى يجب عليهم بذل قصارى جهودهم لإيجاد الحلول للمشاكل التي تخص بالمنطقة.
منطقة أركان التي كان لها تاريخ المسلمين فيها مشرقة والتي قام المسلمون بدور أساسي في تعميرها والتي أقام المسلمون فيها حضارة وثقافة جديدة، فهذه المنطقة رغم كونها أرضا موروثة للمسلمين من آبائهم وأجدادهم، حكم المسلمون فيها لمدة ثلاثة قرون ونصف، إلا أن المسلمين اليوم يتعرضون فيها للذل و الهوان، و لا يعيشون فيها إلا حياة العبودية بل يعتبرون أجانب بالنسبة لهذه المنطقة، فقامت الحكومة البورمية البوذية بخطة مدروسة خبيثة و مؤامرات مدبرة لإثبات أن المسلمين ليسوا سكانا أصليين في هذه المنطقة بل أنهم أجانب دخلاء غير شرعيين تسللوا إليها. وبعد أن يتعرضوا لهذه المؤامرة غادر نصف سكان المنطقة المسلمين إلى أماكن شتى من العالم ومازالوا يهيمون على وجوههم هنا وهناك، فانقطعوا عن شخصيتهم القومية وخصوصيتهم الدينية وتاريخهم المجيد، فلم يبق أمر الانحطاط المعنوي للجيل الناشئ موضوع الخشية أو التخمين، بل أصبح واقعاً ملموساً.
في الأيام الماضية كانت الحرب بالسيوف والرماح أوالرصاصات والقنابل والقذائف والمتفجرات هي الوسيلة الفعالة لتدمير قوم وإفنائه، إلا أنه كان يظهر عديم الأثر الواقعي رغم تحقق الانتصار الظاهر، حيث أن تلك الوسيلة لا تزيد إلا نيران الغيرة لهباً ويشعل روح الحرية والاستقلال وعزيمة الانتقام والثأر، بل قد تحي الأقوام الموتى. لكن حلت الحرب الباردة والغزو الفكري محل الحرب المسلحة، فلا يسمع في هذا النوع من الحرب ضجة هتاف أو دوي سلاح، ولا يصيح فيها على ذات الإنسان والعزة والكرامة ولا يتحداها، ولا يهيج حماسهم، بل تقتل غيرتهم وحميتهم قتلاً خفيا، ويقضي على القوم بكامله قضاءاً دينياً وثقافياً وحضارياً واقتصادياً، فيشن عليهم الغزو الفكري، ويغير قالب التفكير والمخيلة والعقل عن طريق منهاج التعليم وأنظمته، وتخلق البطالة و الشلل والجمود واليأس والقنوط والشعور بالنقص، ويتخذ على العبودية عادة لهم إلى حد لا يبقي الشعور بالمذلة والمهانة حيث لا تجدي المساعي الإصلاحية.
يجب على مسلمي أركان أن يضعوا نصب أعينهم أنه مهما كانت ظروف بورما وأركان السياسية في المستقبل إلا أنه لا يسع للمسلمين أن يعيشوا هناك مع الأمن و السلامة، بل لابد لهم من ترك شخصيتهم الإسلامية وقبول حياة العبودية للبوذيين. فيتحتم عليهم في جميع الحالات مواصلة جهودهم لبقاء شخصيتهم المستقلة وللحصول على حقوقهم المشروعة، ويجب عليهم أن يتحملوا المسئولية على عواتقهم لتحقيق ضروراتهم الدينية والقومية و التعليمية كما يجب عليهم أن يعتنوا عناية سريعة بإصلاح أوضاع المساجد والأوقاف وتطوير مناهج التعليم في المدارس سواء بالنسبة للعلوم الإسلامية أو العصرية. والفوضى التي نعيش فيها هذه الأيام تورث أسفا بالغاً.
مكانة أهل الفكر و القيادة ومسؤولياتهم
المشاكل والأزمات التي ترد على الأمة يشعر بأكثرها عامة الناس الذين لا يحسنون القراءة والكتابة حيث أن الإحساس بها لا يتوقف على ذكاء وفراسة وبصيرة ودقة نظر مثل الهجرة القسرية الجماعية وإتلاف الأرواح والأموال والإفساد في الأرض وإثارة الفوضى والفقر و البطالة وغيرها. إلا أن هناك بعض المشاكل التي لا يشعر بها إلا خواص الناس الذين أنعم الله عليهم بالفهم العميق والفراسة، فتصل نظراتهم إلى أعماق الأمور. ولهم نظرات عميقة على تاريخ الملل والنحل وقد أنعم الله عليهم بالحمية والغيرة القومية فإنهم يدركون المخاطر الخفية المعنوية التي أشد خطورة من هذه الأخطار والبلايا المادية ويسهرون الليالي في التفكير لصالح الأمة، مثلاً مخاطر الردة الفكرية و الحضارية، مخاطر الحرمان من اللغة و الآداب الغنية بالمعلومات القومية الإسلامية والتي تشمل الروح و المزاج الإسلامي، وبها يرتبط الجيل الناشئ بالأسلاف، والحال بالماضي.
لو ألقينا نظرة إلى مناهج التعليم السائدة في أركان لوجدنا أنها خالية عن لغة القوم وأدبهم وتاريخهم وثقافتهم فنتج عنها الشعور بالنقص وعدم الثقة بالذات والتضامن وعدم الوحدة الفكرية والشعور بالذاتية والغيرة على الأمة والحماس لها. ثم أنه بسبب عدم تعليم اللغة الدينية طبقا لمتطلبات العصر انقطعت الصلة بين مسلمي هذه المنطقة وبين مركز الإسلام والدول العربية. ومن ناحية ثالثة بسبب عدم الاهتمام باللغة الرسمية لا يقدرون على مواجهة وإفشال المؤامرات الحكومية البوذية بعد الإطلاع عليها، و من ناحية رابعة بسبب عدم المعرفة باللغة العالمية يعجزون عن كسب التأييد و المؤاساة الدولية. بالإضافة إلى ذلك تخرج من مناهج التعليم في المدارس والكليات والجامعات الحكومية جيل من أبناء المسلمين لا يعرفون من أمور الدين شيئاً وإنما يعرفون عن الدين ما يخالفه في عقيدة التوحيد والرسالة.
يخشى على معظم المسلمين أن تنصهر حضارتهم في بوتقة العبودية والمذلة والهوان بسبب حرمانهم من شخصيتهم المستقلة وميزاتهم القومية وانقطاع صلتهم بلغتهم وتاريخهم وثقافتهم وحضارتهم الإسلامية والتعليم الإسلامي.
وهذه هي المخاطر التي لا يشعر بخطورتها إلا خواص الأمة وأفراد قليلون منهم. فيتحتم على المسلمين الرهنجيا أن يدركوا عواقب العاصفة قبل أن تمر عليهم، ويجب أن نفهم أننا في حاجة ملحة إلى منهج تعليم يخرج لنا أجيالا مسلمة بمعنى الكلمة. فيجب علينا أن نتدارك الغفلة التي قد سبقت منا و أن نعقد عزيمتنا بأن لا يتكرر منا صدورها. وقبل فوات الأوان ينبغي لنا أن نلفت أنظار المسلمين إلى أهداف تعليمنا وغاياته ونمهد لهم طريق تعلم لغتنا وثقافتنا وتاريخنا إلى جانب التعليم الحكومي:
ولا يخفى على أحد أن التعليم له أهمية بالغة حيث أن التعليم هو العنصر الأساسي الذي يتكون منه الجيل الناشئ و الشباب للأمة. فالتربية المعنوية وارتفاع الخلق والاستعداد الفكري والتصديق القلبي والقوة الإيمانية واليقظة الدينية والشعور بالذاتية والإباءة كل هذه الأمور يمكن بناءها أو هدمها بواسطة التعليم، فبالتعليم تتكون للأمة كوادر من الشخصيات التي تحتاج الأمة إليها. وينبغي لنا أن نعلم أن الإسلام ليس دين كالديانات الأخرى ولا هو نزعة قومية أو وطنية ولا معناه الانتساب إلى قوم أو وطن مثل الهندوسية والبوذية، وإنما الإسلام منهج خاص للحياة يشمل العقيدة والأعمال والأخلاق، ولا يدوم الإسلام بمعناه الشامل إلا بالتعليم والتربية. ثم أن التعليم المثمر متوقف على منهج فعال يكون من المسلمين جيلا مسلما حقيقيا وداعيا مخلصا ومجاهدا بطلا ومصلحا ناجحا.
يعاني مسلمو أركان من جور الحكومة البورمية ردحاً من الزمن. فمن جانب تسعى الحكومة مستميتة للتصفية الجسدية والتطهير العرقي وحملات الإبادة ضد المسلمين وتهجيرهم وتشريدهم من الوطن؛ ومن جانب آخر تدفعهم إلى المعاش المتردي وتفتح المجال أمام المنظمات التنصيرية الدولية التي تعمل تحت شعار الأعمال الخيرية لإخراج هؤلاء المسلمين البائسين عن دين الإسلام. فالخلاصة أن الرهنجيا بدأوا ينسون معرفتهم الذاتية بسرعة مدهشة. ولو استمرت هذه الحالة ليفنى المسلمون الرُهنجيا عن قريب . وسوف يأتي يوم -لا فعل الله- لا يوجد فيه شعب اسمه رُهنجيا.(43)
هذه من الأمور المسلمة التي لا يختلف فيها اثنان بأنه تتكون أمة ما بلغة وثقافة مشتركة، وان بقاءها تحتاجإلى الهوية الذاتية القومية، حيث يدمج الفرد نفسه فيها دمجاً ينشأ عنها ارتباط عاطفي وثيق، ويعتبر الرجل فردا من قوم لارتباطه بلغة القوم. ولكن لو ألقينا النظر إلى الوضع الراهن للمسلمين الرهنجيا، فطبيعة الحال التي تواجهنا كالآتي:
إن المسلمين الذين يقطنون بداخل بورما اكتنفتهم اللغة والثقافة البورمية البوذية فيخشى عليهم التأثر بهذه اللغة و الثقافة، ومن ناحية أخرى هم أصبحوا فريسة سهلة للمنظمات التنصيرية الماكرة. وهكذا هم أوشكوا على خطر الارتداد. ولأن هؤلاء المسلمين في أركان أكثرهم من الأميين لا يعرفون من اللغات إلا لغتهم الأم فيتلقون التعاليم الدينية و الوعظ والنصائح بلغتهم الأم، لذلك يجب توفير الأشرطة المسموعة المشتملة على المواضيع الإسلامية بلغتهم بين هؤلاء الأميين لتأمينهم من الحملات الفكرية المختلفة وحمايتهم من الذوبان والارتداد، ومن ناحية ثانية يجب تأليف كتيبات و رسائل مختلفة بلغتهم بالإضافة إلى توفيرهم بكتب الهــجاء -الابتدائية- حتى يستفيدوا من تلك الكتيبات و الرسائل المذكورة، وهكذا يبدأ مشروع لمحو الأمية فيهم، فيكون هذا المشروع هي الخطوة الأولى لإخراجهم من ظلمات الجهالة والأمية إلى نور العلم و المعرفة.(44) نظرا إلى الأوضاع الراهنة الداخلية لا تبدو أي صورة لأن يتقدم أهل العلم والثقافة بخدمات تعليمية لهؤلاء المسلمين الذين يعيشون بداخل أركان. فلا بد للذود عن الذوبان وللدفاع عن الأخطار المذكورة من الاعتماد على المسلمين الرهنجيا الذين يعيشون حياة الهجرة خارج الوطن أو الذين لديهم الفرصة للخروج عن الوطن لأيام قليلة، فبإمكاننا أن نقيم مؤسسة تعليمية بالقرب من حدود بنغلاديش وبورما، وفي هذا الصدد نتقدم الطلب إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض لما نعلم من مساهماتها الجليلة في إنشاء فروع لها على مختلف الأرجاء المعمورة.
وأما الذين يعيشون خارج البلاد على سبيل الدوام هم يحظون بأهمية قصوى إذ هم سند مالي كبير للذين يسكنون بالداخل حيث أنهم يرسلون الدعم المالي دوما لأقاربهم الساكنين بداخل أركان ويطلعون على أحوالهم وأوضاعهم بالرسائل والوسائل المختلفة كما أنهم يقدمون المعونات إلى المدارس الإسلامية بالداخل بواسطة مندوبيها. فلو اتخذ المهاجرون إلى بلدان شتى بلغة الدولة التي يعيشون فيها ونسوا لغتهم الأم فانقطاع علاقتهم أو علاقة جيلهم الجديد عن أقاربهم بداخل أركان وعن الشعب جميعاً أمر واضح جدا. ويترتب على ذلك أن مسلمي أركان يحرمون عن أكبر سند لهم ، ويلزم بذلك تردي أوضاعهم المعنوية والاقتصادية من سيئ إلى أسوأ، فيجب علينا أن نتقدم بمشروع يمكن لمسلمي أركان سواء كانوا يعيشون بالداخل أو الخارج أن يزالوا مرتبطين بلغتهم وثقافتهم ودينهم، وبالأخص أن يحافظوا على لغتهم التي هي رمز للوحدة القومية وأداة للارتباطات بينهم؛ حيث أن هذا الأمر يتضمن سر بقاء الإسلام في أركان. يقول المفكر الإسلامي العلامة السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله: “الشعب الذي لا يستطيع المحافظة على لغته وأدبه لا ضمان لبقاء حريته وحضارته وديانته”.(45(
للتعليم والتربية دور مهم في بقاء القوم وتقدمه ورقيه وقد بدأ نزول الوحي بلفظ {اقرأ}، وهذا يدلنا على أهمية التعليم والتربية، ثم تعاقب قوله {الذي علم بالقلم} يوضح لنا أن الله تعالى وضع القلم وسيلة للتعليم، فاعتنى الإسلام بالقراءة والكتابة والتعليم منذ أول فترته حيث ليس الإسلام دينا ارثيا يرثه الأخلاف من الأسلاف وإنما هو دين يتكون بعقائد وأعمال خاصة، ولا يمكن أن تتأتى هذه العقائد والأعمال إلا من خلال التربية والتعليم، ويجدر بنا أن نراعي السنة النبوية في هذا المجال وهي أن الإصلاح القومي والدعوة الإسلامية لا بد أن يكون بلغتهم القومية، و لا تستقر اللغة إلا بالمحافظة عليها بالنطق والكتابة ووضع القواعد لها. فيجب علينا أن نهتم بالتعليم والتربية والدعوة بلسانهم ولغتهم لنكون مصداقاً لقوله تعالى {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}.)46( يقول المتخصصون في التربية: إن التعليم الابتدائي للأطفال لا بد أن يكون بلغة الأم و إلا ستترتب عليهم آثار سيئة في مواصلة التعليم باللغة الأجنبية؛ حيث يؤثر ذلك أثراً سلبياً كبيراً في نضج عقولهم و استمرار تعليمهم.
يقول خبير اللغويات الدكتور فرمان الفتح فوري: “لا يمكن أن تدوم أي ثقافة بغير لغة الأم، وقوة الإبداع في لغة الأم تكون كاملة”.(47)
ويقول الدكتور جميل الجالبي: “إن الذين تركوا لغة الأم واختاروا لغات أخرى هم يطيشون في سطح الإبداع والتعبير”.(48)
وتقول خصيصة اللغويات الدكتورة كنيز فاطمة: “لو أقمنا منهج تعليمنا على لغة أجنبية، يبتعد طلابنا عن الأعمال الإبداعية”.(49)
ويقول الشاعر البارع والأديب الرائع راغب المراد آبادي: “إن التعليم بلغة الأم أولى و أحسن من التعليم باللغة الأجنبية، ولابد للتقدم من أن يكون التعليم بلغة الأم”.(50)
و يقول الخبراء: إن الأمة التي تفقد لغتها، تفقد ثقافتها وشخصيتها، بل وجودها.
و كتب الدكتور عمر فروخ: ثم ان اللغة فوق ماھي أداة للتعبير عن النفس وواسطة للتفاھم بين الناس. جامع قوي يشد بعض افراد الامة إلى بعض ويربط ماضيھم بحاضرھم. واللغة عامل مھم في حياة الامة وفي توارث خصائصھا واستمرار حضارتھا. وفي بقاء تراثھا وتطور ثقافتھا مستقلة متميزة من كل ماعداھا. وذلك عنصر من عناصر بقائھا ھي(51).
وكتب في مكان آخر: الحفاظ على اللغة حفاظ على الصلة بين حاضر الأمة وماضيها. وذلك يدعو إلى حفاظ أمة على مستقبلها. ومادمنا قد قلنا إن اللغة كائن حي يولد وينمو ثم يموت فموت اللغة موت للأمة نفسها, فان النسل لا يقف, فالذين كانوا قبل عشرة آلاف سنة لا يزال نسلهم يتوالى إلى اليوم و لكن وجودهم في أمة راهنة رهن ببقاء لغتهم وحضارتهم, بهذا المعنى يفهم بقاء الأمة وانقراضها.(52)
ولقد أوصت المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إلى أمم الأرض قاطبة -وفقا لتقارير أعدها خبراؤها- أن تدرّس كل أمة لأبناءها العلم بلغتها، إذا أرادت أن تظل مبدعة منتجة للعلماء, وكلما كانت لغة العلم هي لغة التفكير والخطاب اليومي كان ذلك مدعاة لرسوخ العلم لدى المتلقي، لأنه لا يحتاج إلى وسيط أو إجهاد فكر.
التـوصـيات :
ـ بالإضافة إلى ما سبق ينبغي بناء المؤسسات التعليمية للمسلمين الرهنجيا في أماكن تواجدهم في العالم، ويدرسهم فيها مادة “الدراسة الوطنية لأركان” كما يدرس تاريخهم وثقافتهم ولغتهم القومية كمواد أساسية لتلبية ضروراتهم ومراعاةً لمتطلباتهم، حتى تستمر رابطتهم مع الوطن وينشأ فيهم الحماس والروح والارتباط العاطفي
والشعور بالمسئولية تجاه الوطن والمواطنين بداخل أركان وخارجها.
ـ رفع المطالب إلى مسئولي الجامعات المختلفة لترجيح البحوث العلمية التي تتعلق بشئون مسلمي أركان و التي تقدم في مراحل الماجستير أو الدكتوراة. فلو جرت مثل هذه النشاطات على النطاق العالمي في القضايا الرهنجية وأعدت البحوث والمقالات فيها، فحينئذ نسترشد منها في حلول الأزمات والعقبات ونتيقن بأننا على الاتجاه الصحيح في طريق الحل للقضايا، كما أن الطلبة الرهنجيا الذين يحوزون شهادات عالية يمكن لهم ملأ الفراغ في الحركة الإصلاحية.
ـ وينبغي تأليف الكتب وترجمتها إلى اللغة الرهنجية، فبقدر ما تنشر الكتب بهذه اللغة يقترب هذا القوم إلى الحرية ويبتعدون عن العبودية. فيتأهلون لحل مشاكلهم بأنفسهم مثل الأمم الأخرى المثقفة، ويكون التعليم سائداً فيما بينهم. وينبغي تشجيع العلماء و الأدباء والشعراء والمثقفين من الرهنجيا على تأليف كتب ونظم الأشعار الحماسية باللغة الرهنجية وانشادها، كما ينبغي تعاونهم في هذا الصدد.
ـ ولا بد من إصدار مجلة باللغة الرهنجية، تحتوي بحوث ومقالات علمية حول القضايا الرهنجية وتكون هذه المجلة منبراً لتبادل الآراء لحلول مشاكلهم. كما تقوم هذه المجلة بدور فعال لتقريب وجهات النظر والآراء وتوحيد الاتجاهات والانسجام الفكري والتضامن القومي لمسلمي أركان. ومن ناحية أخرى تكون هذه المجلة وسيلة قوية للإطلاع على أوضاع بلادهم، كما أن كافة الشعب الرهنجيا يفهم مضامين هذه المجلة لكونها بلغتهم الأم.
ـ وينبغي إقامة اجتماع سنوي على الأقل لعلماء رُهنجيا وقادتهم وأهل الرأي والفكر. فتكون فرصة لمناقشة القضايا الداخلية وتبادل الآراء. وتعتبر حلولهم المطروحة كقرارات في تقدم مسيرة الأعمال القومية، كما يمكن لهم التشريع لها وإعداد الميثاق الوطني للرُهنجيا.
وبهذه الطريقة يمكن التقدم الحقيقي في حل مشاكل الرُهنجيا الجذرية.
هذا ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه وبما فيه الخير للأمة الإسلامية. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وبارك وسلم.
الهـــــــوامــــــــش
(1)محمد أشرف عالم (الأركاني) SOUVENIR OF ARAKAN HISTORICAL SOCIETY p.21 Chittagong Dec.1999 Historical Background of Arakan,
الخلفية التاريخية لأركان،مجلة تذكارية لجمعية أركان التاريخية، ص 21 شيتاغونغ، ديسمبر 1999 م
(2)م. نور الحق شيتاغونغ العظمى (في البنغالية) ص 111 شيتاغونغ، 1977م
(3)محمد خليل الرحمن الأركاني تاريخ الإسلام في بورما وأركان ص 65 كلكته 1946م نقلا عنجورج إي.هارفي تاريخ بورما ص 137
(4)فليراجع للتفصيل كتاب المؤلف ” الحلقة المفقودة لتاريخ أركان ” ص 12ـ14 شيتاغونغ 1986م
(5)الشيخ فريد الهاشمي (الأركاني) االمسلمون في بورما والأبعاد السياسية و التاريخية لقضية مسلمي أراكان، مجلة البلاغ، الكويت
(6)نقل الشيخ رشيد أشرف السيفي عن الشيخ يونس إبراهيم السامرائي: بان والده السيد نور أحمد بن سيف الملك من ذرية آل البيت من السادة العلوية، انتقل أجداده من العراق إلى بورما في عهد الخلافة العباسية أيام خلافة هارون الرشيد وذلك لنشر الدعوة الإسلامية في بورما. متاع نور ص 29 كرا تشي 1997م عن علماء العرب في شبه القارة الهندية ص878. كما نقل الدكتور جميل عبدالله محمد المصري عن حسين مؤنس بان الاسلام انتشر في بورما واصبح اقليم اركان اسلاميا ومن ارض الاسلام….. ومن اشهر الدعاة فيها الداعية المشهور (سيد يوسف الدين) الذي غادر وطنه بغداد إلى بلاد السند لنشر الاسلام, ثم انتقل إلى البنغال, وواصل الدعوة والنجاح, ثم دخل مع قوافل التجار إلى بورما وسيام, وانشأ عددا من المساجد, ويعتبر إلى هذا اليوم اشهر شخصية اسلامية في الهند الصينية. حاضر العالم الاسلامي وقضاياه المعاصرة ص885-590 رياض 2001م عن الاسلام الفاتح ص56
(7)كتب الدكتور محمد عبده يماني: ” كل شبر من ( أركان ) يصرخ بأنها أرض مسلمة وتظل كلمة ( أركان ) نفسها وهي الكلمة العربية الإسلامية المعروفة ( جمع ركن ) شاهدا على حقيقة انتمائها الإسلامي .” كارثة المسلمين في أركانبورما، جريدة الشرق الأوسط، العدد 5829الأحد 1994/11/13م.وكتب نور الإسلام بن جعفر علي آل فائز نقلا عن المؤرخ البوذي الأركاني ” أو مونغ ثان لوين ” إن كلمة أركان مشتقة من الكلمة العربية (ركن). المسلمون في بورما ص46 رابطة العالم الإسلامي مكة المكرمة 1991 م
(8)رخـام الاسم القديم لأركان وقد سموها به العرب لأنه يوجد فيها بكثرةـ(محمد خليل الرحمن، تاريخ الإسلام في بورما وأركان ص180)ـ على غرار التسمية به عندهم. قال ياقوت الحموي: رخام (بضم أوله) وهو في اللغة حجر أبيض: موضع في جبال طي: موضع بأقبال حجاز، أي الأماكن التي تلي مطلع الشمس؛ قال لبيد: فتضمنتها فردة فرخامها. معجم البلدان ج 3 ص37-38 بيروت 1957م. واسم “شوكفيو” المدينة في جزيرة رامري (الرامي) في أركان يدل على نفس معنى رخام.
(9)محمد خليل الرحمن الأركاني تاريخ الإسلام في بورما وأركان ص 24 كلكته 1946 م.
(10) محمدأشرف عالم الأركاني، الخلفية التاريخية لأركان، مجلة تذكارية لجمعية أركان التاريخية ص24-25 نقلا عن شاه بريد خان “حنيفه و كايافري ” من مؤلفات القرن السادس عشر الميلادي. و م. أ. طاهر باثا (الأركاني) “الرهنجيا و الكمان ” (في البورمية) ص 6-7 متشينا 1963م. و مونغ ثان لوين (الأركاني) “الأركانيون الأجانب أو الرهنجيا” مجلة مياودي ص 72-73 يوليو 1960م
(11) محمد خليل الرحمن الأركاني تاريخ الإسلام في بورما وأركان ص 29-30 كلكته 1946م. نقــلا عن: جيه. إيف.فرنيبل ، مجلة جمعية بحــوث بورمـــــــــــا ج 3 ص 167-168
(12) م. نورالحق شيتاغونغ العـظمى ص 8-9 نقلا عن أرثر بي. فيار تاريخ بورما ص 43، 1884م. و ن.م. حبيب الله “تاريخ الشعب الرهنجيا” ص 34-35 داكا 1995م و نقلا عن شاهد علي “فضل شيتاغونغ على الأدب البنغالي” في ص 17. و الدكتور عبد الكريم الإسلام في شيتاغونغ ص 20-21 شيتاغونغ 1980م نقلا عن الدكتور إنعام الحق و عبد الكريم ” الأدب البنغالي في البلاط الملكي الأركاني” ص 4 . وعبد الحق شودري شيتاغونغ ـ أراكان ص 34 شيتاغونغ 1989م نقلا عن الدكتور محمد إنعام الحق “الحضارة الإسلامية في شيتاغونغ” مجلة بلبل لشهر فوس سنة 1344 بنغله ص653
(13) لأن العرب كانوا يسمون الأراضي السافلة عند البحر من مقاطعة أركان أرض الرهمة بسب المطر الخفيف دائما. الشيخ نور أحمد (الأركاني) نبذة من تاريخ المسلمين في مقاطعة أركان ص11 مجلس الدعوة والإرشاد لمؤتمر العالم الإسلامي كراتشي
(14) قال ياقوت الحموي:الرهيمة بلفظ التصغير ويجوز أن يكون تصغير رهمة، وهي المطرة الضعيفة الدائمة – والرهام منالطير كل شئ لا يصطاد- وهو ضيعة قرب الكوفة. قال السكوني هي عين بعد خفية إذا أردت الشام من الكوفة بينها وبين خفية ثلاثة أميال وبعدها القطيفة مغربا. معجم البلدان ص 109 المجلد الثالثبيروت 1957م.
(15) أبو الطيب المتنبي ” ديوان المتنبي ” مع شرح أبو البقاء عبد الله ابن الحسين العكبري (نسبة إلى عكبرا وهي بلدة على نهر دجلة بالعراق قرب بغداد) التبيان في شرح الديوان قال العكبري: الرهيمة قرية عند الكوفة وهو الصحيح،لأني رأيت بالكوفة جماعة ينسبون إليها، ولكنها خربت في الأربع مائة ( الهجرية ) ص40-41الجزء الأول دار المعرفة بيروت
(16) سليمان التاجر سلسلة التواريخ ص 50 باريس 1845 م
(17) ابن خرداذبه كتاب المسالك والممالك ص 16 – 17, 67 ليدن 1889 م
(18) اليعقوبي تاريخ اليعقوبي ص106 ليدن 1889م
(19) ابن الفقيه الهمداني كتاب البلدان ص 15 ليدن 1886 م
(20) قال المسعودي: … ثم يلي هذا الملك مملكة رهمي وهي سمة لملوكهم والأعم من أسمائهم…( إلى آ خر ما قال ) في مروج الذهب و معادن الجوهر ص 384 – 388 المجلد الأول مصر 1303 هـ
(21) وكتب القاضي الرشيد بن الزبير: ” كتب رهمي ملك الهند إلى عبد الله المأمون بالله: بسم الله الرحمن الرحيم من رهمي ملك الهند وعظيم أركان المشرق ……… ” ( إلى آخر ما كتب ) في كتاب الذخائر والتحف ص 21-22، 26-27 الكويت 1959 م
(22) الإدريسي نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ص 24-25 ليدن 1866 م
(23) محمد ابن الزبير معجم أسماء العرب المجلد الأول ص 689 مسقط 1991م
(24) عبد الحق شودري شيتاغونغ ـ أراكان ص 53 شيتاغونغ 1989م