بقلم: أحمد واعظ
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
في ظل اﻷحداث الدامية، والمشاهد المأساوية المتصلة ضد أقلية الروهنجيا في ولاية أراكان، تحت سمع العالم وبصره، بات لزاما على اﻷقلام أن تسيل، فكما أن الدماء التي تراق تنفض الضمائر الحية وتقض مضجعها، فإن الكلمات الصخرية، تدك عروش الجبارين، لا يبرحون بوقعها مسهدين مؤرقين .
لذلك أناشد ذوي الأقلام الناصعة من بني جلدتي، أن يجردوها في وجه هذا الطغيان العاتي؛ لدمغه وهتك أستاره، فإنه قد تكبر وتجبر وطغى واستبد، دون رادع من خلق أو تأنيب ضمير، كيف ذاك، وهي ميتة نتنة، متعفنة، متهدمة، لا تصلح إلا للردم؟!
فمثل هذه النفوس تتنشق الدماء، وتنتشي بها ك “كاليجولا” و “نيرون” و “هتلر” و “موسوليني” و “ستالين”، وتسفحها دون أن يطرف لها جفن، أو تحز قلوبهم مما يرتكبون .
فلا سبيل ﻹخافتهم، وترعيد فرائصهم، إلا البندقية أو سيف القلم الذي يتر ، وسياط الكلمة التي توجع، فهما سيان، يتهيب منهما الطغاة؛ ﻷنهما يتهددان عروشهم التي طالما وطئوا منها شعوبهم وسحقوها، لذا يحسبون لها ألف حساب، وقد أدركه يوزف غوبلز – وزير الدعاية النازي ورفيق أدولف هتلر حتى الدقائق اﻷخيرة من حياته – حيث قال :”كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي”، أما المثقف الحر، فإنه لا يشفي صدره غير كلمة الحق، والمواجهة بها أمام ظالم أو متجبر؛ ليستريح ضميره، وإن قضى نحبه في سبيلها .
قال جل ثناؤه وعز مجده :(يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) [آل عمران : ١٨٧] .
وقد يستهين البعض بالكلمة، ومدى جدواها، فلو أنه عرف كيف اندلعت الثورة الفرنسية، لزال عنه وهمه، وأبصر قوتها، فلم يسبقها إلا كتاب عصر التنوير، الذين استبصرت بعقولهم الشعوب اﻷوروبية، واستفاقت من رقدتها، حتى أطاحت باﻹمبراطورية بإسقاط الباستيل في آخر المطاف، لذلك قد يكون كلم اللسان أنكى من كلم السنان، كما قالت العرب قديما .